شبكة أنفاق غزة.. مئات الكيلومترات تحت الأرض “أذهلت” الجيش الإسرائيلي

نذ بدء الحرب في قطاع غزة، انشغلت المؤسسات الأمنية الإسرائيلية بمنظومة الأنفاق الخاصة، التي طورتها حماس تحت القطاع ومكنتها من تنفيذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. ومع تطور الحرب واجتياح الجيش الإسرائيلي لمناطق واسعة في القطاع، بدأت تتكشف أسرار تلك الأنفاق التي ظهرت بشبكة واسعة ومعقدة ونوعية، استحقت تسميتها بـ”التهديد الأكبر” للجيش الإسرائيلي، حسب قول عدد من ضباطه وقيادييه.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالا مستندا إلى روايات ضباط وجنود إسرائيليين ومسؤولين أمريكيين مختصين في هذا المجال من الحروب، وصفوا نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي بنتها حماس بالمذهل، حتى بعض الآلات التي استخدمت لبنائها فاجأت الجيش الإسرائيلي، الذي يعتقد الآن أن هناك المزيد من الأنفاق تحت قطاع غزة.
ووصف التقرير هذه الأنفاق بـ”الكابوس” للجيش الإسرائيلي، وأنها باتت جوهر قدرة حماس على الصمود في الحرب، كونها لا تملك الموارد أو عدد القوات اللازمة لمواجهة الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، تم تقييم طول الشبكة بأكثر من 400 كلم، وفقا لمسؤولين في الجيش الإسرائيلي فضّلوا عدم الكشف عن هوياتهم، اعتبروا أن هذه الأرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 40 كلم فقط. كما أعلنوا وجود ما يقرب من 5700 فتحة تؤدي إلى الأنفاق.
وقدر مسؤولو المخابرات الإسرائيلية أنه في خان يونس، أكبر مدن جنوب القطاع حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، أن هناك نحو 160 كلم من الأنفاق.
“جيل جديد من الأنفاق”
ونقل المقال عن الجيش الإسرائيلي تصنيفه الأنفاق إلى نوعين: أنفاق للقادة والمسؤولين وأخرى يستخدمها المقاتلون. فالأولى حفرت على أعماق أكبر وتحتوي على عدد من وسائل الراحة تسمح بالإقامة فيها لمدة طويلة، أما الثانية فحفرت على أعماق أقل ولا تحتوي على وسائل راحة.
وتخترق تلك الأنفاق الأرض بأكثر من 30 مترا، وفي بعض الحالات تشمل سلسلة من الطبقات واحدة فوق الأخرى، وهي عالية التجهيز حيث يصفها البعض بأنها جيل جديد من الأنفاق.
