ألمانيا.. لماذا يتخلى حزب ميركل عن إرثها؟

كشف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا، عن برنامجه السياسي للمرحلة المقبلة، والذي تقاطع مع إرث المستشارة السابقة أنغيلا ميركل، عبر تبني سياسات جديدة بشأن الهجرة والطاقة النووية.

ويؤيد الحزب في برنامجه، الذي كشفت تفاصيله صحيفة “لوموند” الفرنسية، نقل إجراءات اللجوء إلى دول ثالثة، ووضع حدٍّ لعدد المهاجرين الذين يتم الترحيب بهم في أوروبا وألمانيا، فضلاً عن رفض التخلي عن الطاقة النووية.

واكتملت القطيعة بين الحزب وميركل بعد مرور عامين تقريبا على اليوم الذي أعقب ترك المستشارة الألمانية السابقة السلطة، إذ كشف الحزب الذي ترأسته ميركل من عام 2000 إلى 2018 عن الخطوط العريضة لـ “برنامجه الأساسي” الجديد.

والبرنامج المكون من 71 صفحة، ويحمل عنوان “العيش في حرية”، يرسخ الحزب بشكل واضح إلى اليمين، وينهي الموقف الوسطي الذي كان يتبناه خلال فترة ميركل.

ويتعلّق الأمر بشكل خاص بملفّ الهجرة، ومن خلال تأييد الاستعانة بمصادر خارجية لإجراءات اللجوء إلى دول أخرى يتبنى الحزب فكرة يدافع عنها القادة المحافظون الذين يريدون أن يكونوا الأكثر صرامة في هذا المجال، مثل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أو رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وبعد مرور 8 سنوات على قرار ميركل بالترحيب بمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم التي مزقتها الحرب، شهد موقف الحزب الألماني تحولاً لافتاً.

وبعد أن جعلت المستشارة ألمانيا الدولة الأوروبية الأكثر انفتاحاً على طالبي اللجوء، إلا أنه من الآن فصاعداً، يدعو الحزب إلى سياسة هجرة شديدة التقييد؛ ما يجعله متوافقاً مع مواقف الأحزاب اليمينية الأكثر تشدداً.

ويدعو الحزب، وفقاً لبرنامجه الجديد، إلى وضع حدٍّ أقصى لعدد المهاجرين الذين يمكن استقبالهم كل عام في أوروبا وألمانيا، وقد حظيت هذه الفكرة بدعم الجناح اليميني في الحزب منذ فترة طويلة، لكن لطالما عارضتها ميركل.

وقالت “لوموند”، إنّه في إشارة أخرى على رغبة الحزب في عرض صورة محافظة بشكل حازم، فقد ذكر الحزب في برنامجه أنّه “يجب على جميع أولئك الذين يريدون العيش هنا أن يعترفوا دون تحفظ بثقافتنا المرجعية”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى