شروح عن خصائص التنمية المستدامة وأهدافها بحسب خبير
يتكرّر مُصطلح “التنمية المستدامة” بين أفراد في العديد من الأوساط والساحات المهنية والاجتماعية؛ فإذا سألت عن مفهوم التنمية المستدامة الذي يرد في نشرات الأخبار أو في مواقع الإنترنت، تتطرق السطور الآتية إلى ماهية المفهوم، ومتى ظهر، بالإضافة إلى خصائص التنمية المستدامة وأبعادها وأهدافها؟
تاريخ نشوء مفهوم التنمية المستدامة
يرجع خالد بن عبد الرزاق آل كمال، الخبير الإداري، بداية نشوء فكرة التنمية المستدامة إلى الثورة الصناعية، وتحديدًا إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وقتذاك، بدأت المجتمعات الغربية تنتبه إلى أثر الأنشطة الاقتصادية والصناعية على البيئة والتوازن الاجتماعي. وقد ازداد الوعي بأهمية التنمية المستدامة نتيجة وقوع أزمات بيئة واجتماعية، مثل: أزمات الكساد الكبير وإنتاج النفط وديون دول العالم الثالث.
يوضح آل كمال أن “ظهور المصطلح بداية يرجع إلى منشور الاتحاد الدولي، إلا أن استخدامه على نطاق واسع كان عام 1987م في تقرير “مستقبلنا المشترك” المعروف باسم “تقرير برونتلاند”، والأخير يُحذّر من الآثار السلبية للنمو الاقتصادي والعولمة على البيئة”.
خصائص التنمية المستدامة
يذكر آل كمال خصائص التنمية المستدامة، فيقول إن “الخصائص تخدم الهدف المنشود في الموازنة بين حاجات الأجيال في الحاضر والمستقبل، وفق الآتي:
-
التنمية التي تأخذ في الاعتبار البعد الزماني أي التخطيط لأطول فترة زمنية مستقبلية يمكن من خلالها التنبؤ بالمتغيرات ومراعاة حق الأجيال القادمة في أن تعيش وتفي باحتياجاتها.
-
التنمية التي تعمل على التنسيق والتكامل بين سياسات استخدام الموارد والاختيار التكنولوجي الأنسب والشكل المؤسسي، مما يجعل العوامل المذكورة تعمل بانسجام داخل المنظومة البيئية.
-
التنمية المستدامة لتلبية احتياجات أكثر الطبقات فقرًا أي الحد من الفقر العالمي عن طريق تلبية الحاجات الأساسية والضرورية من الغذاء والملبس والتعليم والخدمات الصحية، وكل ما يُحسّن نوعية حياة البشر المادية والاجتماعية.
-
البعد الاجتماعي هو نقطة تميز في التنمية المستدامة، فهو يمثل البعد الإنساني الذي يجعل من النمو وسيلة للالتحام والاندماج الاجتماعي وأداة التطوير في الاختيار السياسي. تشمل التنمية المستدامة الاجتماعية جوانب عدة، منها: العدالة في توزيع الدخل والمشاركة الشعبية والتنوع الثقافي.
-
الاهتمام بالبيئة يمثل ركنًا أساسيًّا في التنمية المستدام
-
البعد البيئي، إذ يُمثّل الاهتمام بالبيئة ركنًا أساسيًّا في التنمية المستدامة، من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها من الاستنزاف والتدهور، بما يضمن حق الجيل الصاعد والأجيال المستقبلية. تنادي مبادئ التنمية المستدامة بالاهتمام بإصدار التشريعات الخاصة بحماية البيئة ومصادر الطاقة وترشيد استخدام الموارد غير المتجددة، بهدف التقليل من الآثار الضارة للأنشطة الإنتاجية على البيئة والعمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المخلفات.
-
البعد التكنولوجي، الذي يستهدف السعي لتحقيق تحول في القاعدة التكنولوجية في المجتمعات الصناعية، بصورة تكون أنظف وأكثر كفاءة، جنبًا إلى جنب السعي لبناء قاعدة تكنولوجية في الدول النامية التي تتقدم في مجال التصنيع، لتفادي تكرار الأخطاء وإحداث تلوث بيئي. بذا، تساعد التكنولوجيا المستخدمة في تحقيق التوافق بحيث لا تتحقق التنمية على حساب البيئة”.
أهداف التنمية المستدامة
يشير آل كمال إلى أهداف التنمية المستدامة التي وقع عليها العديد من دول العالم في 25 سبتمبر 2015م، فدخلت حيز التنفيذ في يناير2016م، علمًا أن الأهداف توفر مبادئ توجيهية وأهدافًا واضحة ينبغي تحقيقها على مدى السنوات الـ15 المقبلة، وتشمل، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
-
القضاء على الفقر والقضاء التام على الجوع.
-
توفير الصحة الجيدة والرفاه.
-
التعليم الجيد.
-
المساواة بين الجنسين والحد من أوجه عدم المساواة.
-
المياه النظيفة والنظافة.
-
طاقة نظيفة بأسعار معقولة.
-
العمل اللائق ونمو الاقتصاد.
-
الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية.
-
مدن ومجتمعات محلية مستدامة.
-
الاستهلاك والإنتاج المسؤولان.
-
العمل المناخي.
-
الحياة تحت الماء.
-
السلام والعدل والمؤسسات القوية.
-
عقد الشراكة لتحقيق الأهداف.