يعد وارن بافيت، الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، اسماً مألوفاً اليوم، حيث تم تصنيف رجل الأعمال باستمرار كواحد من أفضل المستثمرين على الإطلاق، وبالتالي أحد أغنى الأشخاص في العالم.
ومن خلال حصته في شركة بيركشاير هاثاواي، يبلغ صافي ثروة بافيت حالياً حوالي 114 مليار دولار. ولكن في عام 1985، كان يقترب من 500 مليون دولار وكان اسمه أقل لمعاناً بكثير.
وفي ذلك العام، جلس “بافيت” مع المضيف جورج غودمان من برنامج PBS “Adam Smith’s Money World”، فيما يُعتقد أنه أول مقابلة تلفزيونية لبافيت على التلفزيون الوطني على الإطلاق.
الأمر اللافت للنظر هو مدى اتساق آراء بافيت تجاه الاستثمار بعد مرور ما يقرب من 40 عاماً. وهذه هي أفضل الحكم الاستثمارية التي شاركها.
كتاب القواعد
قال بافيت إن القاعدة الأولى في عالم الاستثمار هي: “لا تخسر”. أما القاعدة الثانية: “لا تنس القاعدة الأولى”. وهذه هي كل القواعد من وجهة نظر “عرّاب أوماها”. فإذا اشتريت أصلاً سعره أقل كثيراً من قيمته، وحصلت على بعض منه، فإنك بالأساس لا تخسر المال.
الجودة هي الأهم لمدير الاستثمار
الجودة المزاجية وليست الجودة الفكرية. إذ يرى بافيت أنك لا تحتاج إلى آلاف درجات الذكاء في مجال الأعمال. ولكن كل ما عليك هو أن تكون ذكيا بما يكفي للانتقال إلى وسط مدينة أوماها. فقط تحتاج إلى شخصية مستقرة لا تتأثر بالقطيع، سواء كنت معه أو ضده، فالاستثمار ليس مكاناً لاستطلاعات الرأي.
أكثر الأخطاء الشائعة للمستثمرين
ويرى بافيت أن أكثر المشاكل الإدراكية للمستثمرين هي أنهم لا يفكرون في أنهم عند شراء الأسهم يمتلكون قطعة من عمل تجاري. ولإجراء اختبار لمشاعرك وإدراكاتك، فقط فكر فيما كنت تنتظر اليوم التالي لفتح سوق الأسهم وتتبع الأسعار. فإذا كنت تستثمر في أسهم ذات قيمة فبالتأكيد لن يهمك إذا كان السوق مفتوحاً أو حتى مغلقاً للسنوات الخمس المقبلة.
التحقق من أسعار الأسهم
“كل ما يخبرني به المؤشر هو السعر. ويمكنني أن أنظر إلى السعر من حين لآخر لأرى ما إذا كان السعر رخيصاً إلى حد غريب أو مرتفعاً إلى حد غريب، لكن الأسعار لا تخبرني بأي شيء عن الأعمال التجارية. يخبرني رجال الأعمال أنفسهم بشيء عن الأعمال التجارية، ولكن سعر السهم لا يخبرني بأي شيء عن العمل التجاري. أفضّل تقييم السهم أو الشركة أولاً، ولا أعرف حتى السعر، حتى لا أتأثر بالسعر في تحديد تقييمي وثم انظر إلى السعر لاحقاً لترى ما إذا كان لا يتماشى مع تقييمي”.
أوماها مقابل وول ستريت
وقال بافيت، في أوماها نحصل أيضاً على البريد الإلكتروني، والإفصاحات الدورية للشركات كما في وول ستريت، لكن الفارق هو أننا هنا لا يأتي 50 شخصا يهمسون في أذننا؛ عليك فعل هذا أو ذاك بعد ظهر اليوم.
ويعتقد بافيت أنه لو كان في “نيويورك” لكان الاحتمال الأكبر أن يكون أكثر فقراً. إذ يرى أنك تتعرض للكثير من التشتيت في وول ستريت، وتسمع الكثير من الأمور، وبالتالي تصبح رؤيتك وتركيزك على التحركات قصيرة الأجل. والتركيز قصير المدى لا ينتج أرباحاً طويلة المدى.
لا أملك الشركات التكنولوجية
وقال بافيت، في العام 1985، لم أملك أبداً أسهما في شركات تكنولوجية. لم أفهمها مطلقاً. “IBM” شركة رائعة بالتأكيد، ولكني لم اشتر أسهماً بها على الإطلاق.
فقدان اتجاهات السوق
“لم أجن المال في كل جولة. وهناك الكثير من الأشياء التي أجهلها، وهو أمر سيئ للغاية. ولكن إن كنت تستطيع فهم كل شيء فافعل.
انتظر الفرصة المناسبة
وأكد بافيت أنه لا يوجد ما يعرف برأس الحربة في مجال الاستثمار، ولكن يوجد فقط صنّاع اللعب أو رماة الكرة، ويتم تمرير العديد من الفرص إليك، ولكن ليس عليك التحرك لكل فرصة وتسجيل هدف. بعض الفرص قد تكون رائعة للتحرك السريع إليها، ولكن لو لم يكن لديك الكثير من المعرفة حولها، فلست مضطراً للاستثمار بها. يمكنك فقط الجلوس هناك ومشاهدة آلاف الفرص (الكرات) التي تمرر إليك، وعليك التقاط الفرصة التي تفهمها فقط للتحرك إليها”.
توقيتات السوق
وقال بافيت: “لو كان مطلوباً مني أن أشارك في فرصة استثمارية معينة، فليس هناك فارق في اقتناصها يوم الثلاثاء أو السبت. في عام الانتخابات أو بعده. ليست هذه الطريقة التي يفكر بها رجال الأعمال. فلماذا تفكر بهذه الطريقة عند شراء سهم “الأسهم هي جزء من عمل تجاري” وهذا ما يجب التركيز عليه.
متابعات