الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن يتصاعد

الخلاف بين السعودية والإمارات يتصاعد حول مصير اليمن، حيث يسعى كل منهما للسيطرة على البلد الذي يعاني من الحرب منذ سنوات، فيما يهدد هذا الخلاف جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.

هكذا يتحدث تقرير لوكالة “بلومبرج نقلا عن 4 مصادر، قالوا إن الانقسامات بين السعودية والإمارات حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد الهدنة الهشة مع الحوثيين.

وأضافت المصادر، أن هذا الخلاف “يهدد بالتصعيد إلى جولة جديدة من إراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات من جهة، والسعودية من جهة أخرى، والمشاركة بشكل مباشر في الأحداث على الأرض”.

وتصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، لكن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن موحداً.

وتضيف “بلومبرج” أن اليمن أصبح ساحة للسعودية والإمارات للتنافس وتصفية حساباتهما من خلال وكلاء محليين، مما يقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية”. حسب ما أفاد به أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية.

و تستعد السعودية لجولة جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين، الذين هددوا في وقت سابق باستئناف هجماتهم على المملكة، بما في ذلك مشروع نيوم العملاق، ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالتعويضات وحصة كبيرة من عائدات النفط والغاز.

واعتبر التقرير أن محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جعل بلاده في موقع القيادة في المنطقة أدى الى مشاحنات مع الإمارات، وإحباط بشأن محاولة استبدال دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط وكذلك خلافات بشأن كيفية التعامل مع إيران.

ولفت التقرير إلى أن ذهاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات عيدروس الزبيدي، إلى مدينة المكلا، وهو يرتدي ملابس أنيقة ويحيي أنصاره، تسبب بغضب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي بدا وكأنه يتحدى علنًا جهود بلاده لإنهاء الحرب الكارثية في الجوار، وفقًا لأشخاص مطلعين.

وحسب الوكالة، فإن الخلاف الرئيسي أيضًا يشمل السيطرة على محافظة حضرموت، موطن أجداد أبرز العائلات التجارية والمصرفية في السعودية.

ويشترك اليمن مع السعودية في حدود طويلة يسهل اختراقها، وتنظر إليها الرياض على أنها جزء لا يتجزأ من أمنها، واحتمال قيام دولة تابعة للإمارات فيها لا يلقى قبولا جيدًا في المملكة.

وقال اثنان من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، إن قلقهما المشترك مع أبوظبي، هو أن الرياض ستنتهي في نهاية المطاف بتعزيز موقف الحوثيين وطهران من خلال تقديم تنازلات كبيرة بما في ذلك المساعدات المالية فقط من أجل إنهاء الحرب.

وأوضحا أن الأولوية بالنسبة لبن سلمان، هي تحييد جميع التهديدات التي تواجه رؤية 2030، وخطته الكبرى لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة، وتقليل اعتمادها على النفط، وهي تتفوق على جميع الاعتبارات الأخرى.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى