أكاديمي إماراتي مقرب من محمد بن زايد: وحدة اليمن لم تكن من أولويات التحالف العربي

قال استاذ العلوم السياسية الاماراتي و المقرب من محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، إن وحدة اليمن لم تكن ضمن أجندة التحالف الذي تقوده السعودية معها الإمارات ضد جماعة  الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.

وأوضح عبدالخالق عبدالله، في تغريدة مقتضبة على حسابه بتويتر أن “وحدة اليمن لم تكن ضمن أولويات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن”.

وأضاف في رد على تعليق أحد النشطاء: “اتفق معك أن الانقلاب الحوثي كان سببا من أسباب أن اليمن لن يكون واحدا موحدا كما كان”.

وقبل ذلك كان الكاتب الإماراتي قد قال إن “شيطنة بلاده تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين”.

تغريدات الاكاديمي و  الكاتب الإماراتي (المعروف بإثارته للجدل بين الحين والآخر)، جاءت رداً ما قاله عضو مجلس الشورى السعودي السابق، محمد آل زلفة، إن الإمارات ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب اليمن عن شماله، قبل أن تنسحب عسكريا “بطريقة غير محسوبة”، وتترك السعودية تقاتل الحوثي وحدها.

واضاف آل زلفة يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها”، وقال إن مشاركة بلاده في الحرب التي أشعلتها جماعة  الحوثي “كانت ضرورة حتمية للحفاظ على أمن المملكة، ووحدة اليمن وسلامة أراضيها”.

وتعرض  آل زلفه لانتقادات و هجوم واسع من قبل وسائل الإعلام الإماراتية ونشطاء إماراتيين.

من جانبها، رأت صحيفة “العرب” اللندنية الممولة من الإمارات، أنه لا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها تصريحات آل زلفة، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.

واستغربت الصحيفة “صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين”.

وتساءلت الصحيفة: “ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات، وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟، لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود”.

وقالت ان  التصريحات المستفزة  التي أطلقها عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زلفة بشأن الإمارات ودورها في اليمن أثارت  غضبا كبيرا بين الإماراتيين، خاصة أن الرجل شخصية حاضرة باستمرار في الإعلام السعودي، ما يوحي بأنه يتحرك ضمن مناخ عام بدأ يتشكل منذ أشهر في المملكة ويفتح الباب أمام إطلاق مثل هذه التصريحات.

و قالت الصحيفه ان  متابعون يرون  أن الذين يستهدفون الإمارات بالانتقاد والاستفزاز على مواقع سعودية مختلفة أخذوا يتوسعون في الإساءة، خاصة أنهم لم يجدوا أي جهة على صلة بالإعلام السعودي توقفهم أو تضع أمامهم خطوطا حمراء وتلزمهم باحترام الضوابط والقواعد التي يفترض أن يلتزموا بها في الحديث عن دولة جارة وحليف إستراتيجي في ملفات مختلفة ليس اليمن سوى واحد منها.

ولا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية معروفة مثل آل زلفة، وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.

وسبق لآل زلفة نفسه أن مدح في سنوات ماضية دور الإمارات وقواتها في اليمن وأشاد بنجاحها في تحرير عدن من قبضة الحوثيين، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه كليا ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية.

وهذا التناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية معزولة.

والسؤال الذي يطرحه الإماراتيون على مواقع التواصل الاجتماعي هو: ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟ لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود.

وقالت صحيفة “العرب” اللندنية الممولة من الإمارات ان سعى آل زلفة في تصريحاته الجديدة للإيحاء بوجود اختلاف بين مقاربتَيْ الإمارات والسعودية في اليمن، مشيرا إلى مسألة انفصال الجنوب على وجه الخصوص وكأنها أجندة إماراتية خاصة في حين أنه قال في تصريحات سابقة عام 2019 إنه من الصعب أن يعود اليمن موحدًا، وإن “الجنوب منطقة قابلة للاستقرار والنمو وقابلة لأن تكون دولة كاملة”، و”من حق شعب الجنوب أن يقرر مستقبله السياسي”.

واضافت هناك تناقض آخر في كلام آل زلفة بين الماضي والحاضر بشأن انسحاب القوات الإماراتية بعد تحرير عدن. وفيما قال في تصريحاته الجديدة إن هذه القوات قد انسحبت دون تنسيق، قال سابقا “القوات الإماراتية أدت دورها وأنجزت مهامها وعادت إلى قواعدها بعد أن دربت وجهزت ومكنت أبناء اليمن للدفاع عن وطنهم بأنفسهم”.

فيما عبر عشرات المغردين والناشطين عن استيائهم مما اعتبروه إساءة من قبل آل الزلفة للإمارات، ونكرانا وجحودا لدورها في دعم أمن المملكة ولدورها في اليمن بما قدمته من تضحيات من أبنائها.

كما ذهب آخرون اعتبار تصريحات آل زلفة، غير بريئة، مذكرين إياه بأن “الأرشيف لا يرحم”، في إشارة إلى مقالات سابقة له يشيد فيها بدور الإمارات في اليمن، وباقي المنطقة

وأمام هذا الهجوم، رد آل زلفة على الهجمة الشرسة ضده، قائلا في تغريدة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا): “لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الأصيلة بشجاعته وإقدامه”.

وأضاف: “أما رأيي تجاه بعض القضايا فهذا حق لي أبديه، ولا أقصد به التقليل من قيمة أحد، وليكن همنا الحفاظ على أمن واستقرار بلدينا”.

ويرى متابعون أنه كان يمكن اعتبار تصريحات آل زلفة مجرد رأي فردي يلزمه، وإن كان تجاوز فيها حدود النقد البناء والموضوعي، لكن مواقفه السابقة تنزع هذا الاعتقاد، مشيرين إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة حملة سعودية متصاعدة تستهدف دولة الإمارات.

وردا على ذلك قال آل زلفة: “لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الاصيلة بشجاعته”.

وتمسك آل زلفه بما صرح به وقال: “أما رأيي تجاه بعض القضايا فهذا حق لي ابديه ولا أقصد به التقليل من قيمة أحد، وليكن همنا الحفاظ على أمن واستقرار بلدينا”.

يشار إلى أن العلاقة بين الإمارات والسعودية أخذت بالانحدار خلال الشهور الماضية، مع توقف الزيارات كليا بين ولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

وحسب تقارير غربية، فإن القطيعة شبه التامة بين الرجلين تعود لأسباب أبرزها التنافس على النفوذ بالمنطقة.

ومنذ عامين بدأت خلافات الرياض وأبوظبي تظهر للعلن وذلك من خلالا تلاسنات وتراشقات بين كتاب ونشطاء من البلدين تجاه قضايا عربية وإقليمية

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى