المشاكل الزوجية والمالية من أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

الأسباب تشمل المشاكل الزوجية والمالية ومعايشة أحداث صعبة قبل الولادة مثل مضاعفات الحمل أو فقدان العمل.

يمكن أن يكون الحمل وفترة ما بعد الولادة وقتا سيئا للنساء، فغالبا ما تُعاني الأمهات من تغيرات بيولوجية وعاطفية ومالية واجتماعية هائلة خلال هذا الوقت تجعلهن أكثر عُرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية، وخاصة الاكتئاب والقلق.

وقالت الجمعية الألمانية لعلم النفس إن اكتئاب ما بعد الولادة له أسباب عدة تتمثل في العوامل الوراثية والتاريخ المرضي للإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب.

وتشمل الأسباب أيضا المشاكل الزوجية والمالية ومعايشة أحداث صعبة قبل الولادة مثل مضاعفات الحمل أو فقدان العمل أو عدم الرغبة في إنجاب طفل من الأساس.

وتتولى بعض النساء مسؤولية إدارة ميزانية البيت، ومع تكاليف طفل جديد، تصبح مواجهة العقبات المالية أمرا لا مفر منه. وحتى مع تولي الأب إدارة ميزانية البيت قد يظهر توتر بين الزوجين، وتشعر المرأة بانخفاض المستوى المعيشي قبل إنجاب الطفل، وعدم القدرة على تلبية كل متطلباته، فيؤدي ذلك إلى خلافات حادة مع الزوج أحيانا.

المرأة قد تشعر بانخفاض المستوى المعيشي قبل إنجاب الطفل، وعدم القدرة على تلبية متطلباته، ما يؤدي إلى الخلافات الزوجية

وبمجرد أن تنجب المرأة طفلا، يصبح من الصعب عليها أن تخصص وقتا لنفسها. وتقضي اليوم ما بين رعاية الطفل وإنجاز الأعمال المنزلية الأخرى. وفي نهاية المطاف تشعر بأنها تعيش داخل دوامة لا تنتهي من الإرهاق والتعب وعدم القدرة على استقطاع وقت ولو بسيط من أجل الاعتناء بنفسها.

كما قد تعمل بعض النساء في وظائف بدوام كامل، ولكن بمجرد ولادة طفل، عادة ما تبقى الأم في المنزل لفترة من الوقت من أجل رعاية الصغير والأسرة. وتتراكم عليها الأعباء الإضافية، ومع عودتها إلى العمل، تزداد الأعباء من العمل خارج البيت، إضافة إلى رعاية الطفل بشكل كامل ودائم، والعمل داخل البيت سواء في التنظيف أو الطبخ، مما يؤدي إلى شعور الأم بإرهاق نفسي وجسدي كبير يؤدي إلى الكثير من المشكلات بين الزوجين.

وأوضحت الجمعية أن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة تتمثل في مشاعر الخوف والقلق والحزن والكآبة والإفراط في البكاء وصعوبة التعلق والاعتناء بالطفل والتقلبات المزاجية الحادة وسرعة وسهولة الاستثارة.

وتشمل الأعراض أيضا مشاكل تتعلق بالشهية (فقدان الشهية أو تناول الطعام بكمية أكثر من المعتاد) وضعف التركيز وصعوبات في النوم والعزلة وعدم الشعور بقيمة الذات واليأس. وفي أسوأ الحالات قد يصل الأمر إلى حد التفكير في إيذاء النفس (كالانتحار مثلا) أو الطفل.

وشدّدت الجمعية الألمانية على ضرورة استشارة طبيب نفسي في حال استمرار هذه الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين للخضوع للعلاج النفسي في الوقت المناسب.

وإلى جانب العلاج النفسي، يمكن مواجهة اكتئاب ما بعد الولادة أيضا من خلال الدعم من الأقارب والزوج، بالإضافة إلى ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى