التايمز : عميل سابق يصف التدخل الفرنسي- البريطاني في ليبيا بالكارثة.. القذافي مدّ يده فقطعوا رأسه

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، تقريرا قالت فيه إن مسؤول محطة طرابلس في المديرية العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية، وصف المؤامرة الفرنسية- البريطانية للإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بالكارثة.

وفي تقرير أعده تشارلز برينر، قال إن العملية التي قادتها بريطانيا وفرنسا للتخلص من القذافي عام 2011 كانت خطأ كارثيا. ونشر جان- فرانسوا لويليه، كتابا تحدث فيه عن أخطاء العملية التي قادتها قوات الناتو، ولكنه أثار غضب المؤسسة الأمنية التي عمل فيها مدة 27 عاما.

وكان لويليه ضابطا برتبة عقيد عند تقاعده عام 2014، ولكنه أغضب المسؤولين في المؤسسة الأمنية الفرنسية عندما كشف عن الخلل الوظيفي في وكالة الاستخبارات الخارجية، والتي تمتعت بشهرة واسعة من خلال الدراما التلفزيونية عن عملياتها باسم “المكتب”.

ووصف لويليه في كتابه “رجل طرابلس: مذكرات عميل سري” وفي مقابلاته الصحافية، تنفيذَ قرار لم يكن مفهوما من الرئيس نيكولا ساركوزي لدعم المتمردين ضد  القذافي رغم علاقاته مع الزعيم الليبي المتقلب.

وقال: “تمت إدارة العلميات العسكرية بمهارة فائقة لكن لم يتم التفكير بها سياسيا وتركت تداعيات كارثية، وكانت شائكة لأن القذافي مد يده للغرب، ولم نمسك باليد التي مُدت إلينا بل قطعنا الرأس، وأجد هذا غير أخلاقي” بحسب ما قال لقناة فرانس 24.

وأضاف: “لقد تخلصنا من القذافي ودمرنا بلده بدون القلق من أنه كان حصنا ضد الإرهاب الإسلامي. ولم تكن العواقب الكارثية لهذه الحملة متوقعة، ومن غير المفهوم محاولة بحث ساركوزي عن رأسه” أي القذافي.

ولم يتناول لويليه الاتهامات التي قادت لمواجهة ساركوزي أمام المحكمة في أيار/مايو، وأنه أخذ تمويلا ماليا لحملته الرئاسية عام 2007 من نظام القذافي، ولكنه استعاد علاقاته مع الدائرة المقربة من القذافي والذين قالوا إنهم قدموا الملايين لساركوزي.

وأشار لويليه خلال كتابه إلى المخابرات الخارجية الفرنسية باسمها الشعبي “لابوات” أو الشركة. ونفى المزاعم بأن عملاء فرنسيين قتلوا القذافي عندما حاصره المتمردون وقتلوه في تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

في المقابل، أكد وجود قوات فرنسية من “خدمات التحرك” التابعة للمخابرات داخل صفوف الثوار الليبيين، كما أشار إلى وجود قوات خاصة بريطانية (أس إي أس).

وكمثال عن السرية داخل المخابرات الخارجية الفرنسية، دعا رجل اسكتلندي باسم “بيرس” لويليه إلى تونس وطلب منه ربط قوات “أس إي أس” مع جنود المخابرات الفرنسية في ليبيا، وقال: “كان عنصرا من خدمات استخباراتية أجنبية هو من أخبرني عن وجود زملائي في البلد.. ابتسمت وتظاهرت بأنني أعرف”.

وحصلت العملية عندما أقنع ساركوزي، رئيسَ الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالمشاركة في التخلص من القذافي. ووصف العميل السابق العملية أنها بقيادة فرنسية مع أن البريطانيين تجاوزوا الفرنسيين في بعض الأحيان. ففي آذار/ مارس، سافر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية إلى تونس لمقابلة موسى كوسا، وزير خارجية القذافي، لمحاولة إقناعه بالانشقاق إلى فرنسا.

وفي الوقت الذي كانت فيه فرنسا ترتب طائرة لنقله، علموا أن المخابرات الخارجية البريطانية أخذته من تحت أنفوفهم ونقلته إلى لندن، وقال: “بلا شك، قدم حلفاؤنا البريطانيون عرضا أكثر سخاء”.

وعبّر العميل السابق عن مرارته من التنافس بين الجناح المدني في المخابرات والجنود العاملين داخلها، حيث كانت جزءا من الجيش، لكن التغير حدث بعد كارثة “رينبو وارير” في 1985 عندما أغرقت “الشركة” سفينة “غرين بيس” في نيوزلندا، وتحولت المؤسسة إلى مدنية بسبب التعيينات من المدنيين وفقدت الكثير من قيمها العسكرية عن الولاء والثقة.

ويقود الوكالة الآن، بيرنارد إيمي (64 عاما) وقد شعر بالغضب لعدم الطلب من مؤسسته النظر في الكتاب الذي ظهر بدون علمها. وقالت الوكالة: “بنشر كتاب كهذا، فقد خرق الأعضاء السابقون قَسَم [السرية] وأضروا بالمؤسسة”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى