يلين تدعو لمكافحة “التهديد الوجودي” وتعزيز التعاون بين بكين وواشنطن بشأن التغير المناخي

أكدت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في اليوم الثاني من زيارتها لبكين، السبت، أنه من الضروري أن تواصل الصين والولايات المتحدة العمل معا بشأن تمويل مكافحة التغير المناخي، وتعزيز التعاون للتصدي لـ”التهديد الوجودي” الذي يمثله الاحترار المناخي.

وشددت يلين على مجال أساسي للتعاون بالنسبة إلى واشنطن رغم توتر العلاقات مع بكين. وقالت “بما أننا أكبر مصدرين لانبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في العالم وأكبر مستثمرين في الطاقات المتجددة، فإننا نتحمل في الوقت نفسه المسؤولية المشتركة – والقدرة على قيادة المسار”.

وتأتي زيارة يلين بعد أسابيع على زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وتجسد رغبة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في إعادة الاتصال مع بكين بعد ثلاث سنوات من عزلة شبه كاملة للصين بسبب كوفيد، وفقا لفرانس برس.

وخلال مشاركتها في طاولة مستديرة في حضور خبراء، قالت الوزيرة الأميركية إن “التغير المناخي هو التحدي الأول في لائحة التحديات العالمية، ويجب على الولايات المتحدة والصين العمل معا لمواجهة هذا التهديد الوجودي”.

وأضافت الوزيرة التي تقوم بأول زيارة للصين منذ توليها منصبها “أعتقد أن مواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال تمويل مكافحة التغير المناخي هو أمر أساسي”.

وتابعت أن “تمويل مكافحة التغير المناخي يجب أن يوجه بشكل فعال”، داعية الصين إلى دعم مؤسسات متعددة الأطراف.

وخلال زيارتها لبكين، قالت يلين لمسؤولي الحكومة الصينية وخبراء المناخ، إن التعاون السابق بين البلدين بشأن تغير المناخ جعل من الممكن إحراز تقدم عالمي مثل اتفاق باريس للمناخ عام 2015، مضيفة أن الحكومتين تريدان دعم الأسواق الناشئة والدول النامية في إطار المساعي لتحقيق الأهداف المناخية.

وقالت يلين في كلمة تم إعدادها مسبقا لإلقائها خلال مباحثات حول المناخ في بكين إن “استمرار التعاون بين الولايات المتحدة والصين في تمويل أهداف المناخ أمر بالغ الأهمية”.

ولطالما قالت الصين، التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن الدول النامية، إن مسؤولية مساعدة الدول الفقيرة على تحمل تكلفة مواجهة تغير المناخ تقع على عاتق الدول المتقدمة. لكن بكين تقول إنها يمكن أن تساهم في مواجهة “الخسائر والأضرار” الناجمة عن تغير المناخ على أساس طوعي.

ونظرا لحجم البلدين، يعد التعاون بين الولايات المتحدة والصين أمرا حيويا للجهود الدولية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ، وفقا لرويترز.

وأشارت الوزيرة الأميركية إلى أنه يجب تنسيق تمويل مثل هذه المبادرات بكفاءة وفاعلية، مضيفة أن دعم بكين وواشنطن وغيرهما لمؤسسات قائمة متعددة الأطراف معنية بقضايا المناخ، مثل صندوق المناخ الأخضر وصناديق الاستثمار في المناخ، يمكن أن يعزز تأثير هذه الجهود.

وكانت الصين قد علقت لفترة وجيزة العام الماضي المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن المناخ والأمن وقضايا أخرى ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، نانسي بيلوسي، لتايوان.

وخلال مباحثات السبت، قال السفير الأميركي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، إنه يتطلع إلى زيارة المبعوث الأميركي للمناخ، جون كيري، إلى الصين. وأعلن كيري أن الصين وجهت له دعوة لزيارتها قريبا، وفقا لرويترز.

ومؤشرات التهدئة بدأت تظهر، إذ أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن كيري سيزور الصين قريبا لمناقشة التعاون بشأن التغير المناخي، وفقا لفرانس برس.

تهدئة

وسعت يلين إلى التهدئة خلال اجتماع، الجمعة، مع رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، مؤكدة على أهمية التواصل المباشر بين بكين وواشنطن بشأن المواضيع الاقتصادية والمالية وتضافر جهودهما أيضا بشأن التحديات العالمية مثل الديون.

وقال ليو تشيانغ، الخبير في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لفرانس برس، إن هذا الاجتماع “يعكس مسار” الزيارة.

والتقت يلين، السبت، شخصيات تشارك في تمويل مكافحة التغير المناخي. كما اجتمعت مع سيدات يعملن في الاقتصاد. وأكدت خلال هذا اللقاء أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين “تجد جذورها في العلاقات القوية” بين الشعبين الأميركي والصيني.

وقالت “من المهم أن نستمر في رعاية هذه العلاقات وتعميقها” خصوصا مع إعادة فتح اقتصاد الصين بعد الإغلاق المرتبط بالجائحة. وأكدت أن الولايات المتحدة قد تكون لديها خلافات مع الحكومة الصينية، ولكن ليس مع شعبها.

ويفترض أن تلتقي يلين بعد ذلك، نائب رئيس الوزراء، هي ليفينغ، المسؤول عن الملفات الاقتصادية.

وقال ليو تشيانغ، إنه يتوقع أن تتطرق خلال هذه الاجتماعات إلى مواضيع أكثر دقة مثل الاقتصاد الكلي وصادرات التكنولوجيا.

من جهتها، رأت ليندسي غورمان، من مؤسسة الأبحاث الأميركية “صندوق مارشال الألماني” (جرمان مارشال فاند) أن السؤال هو ما إذا كانت “القضايا التي تشكل جزءا من التحديات العالمية”، مثل المديونية الزائدة والتعاون بشأن المناخ، ستكون على رأس الأولويات.

والتقت يلين، الجمعة، مسؤولين من الشركات الأميركية العاملة في الصين. وقد عبروا عن مخاوفهم من عدم اليقين المتزايد في أجواء الأعمال على خلفية الخلافات الجيوسياسية بين القوتين العظميين.

وقال مايكل هارت، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، لوكالة فرانس برس إن “كل ما يساهم في تحسين العلاقة بين الولايات المتحدة والصين سيساعد أولا الشركات هنا ومناخ الاستثمار وسيمنحنا المزيد من فرص للتعاون ثانيا”.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى