تحليل: بوتين يحاول إقناع الصين بقدرته على هزيمة أوكرانيا

يحتاج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى دعم الصين العسكري في حربه على أوكرانيا، لذلك يحاول بشتى الطرق إقناع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بأن الجيش الروسي قادر على الانتصار في الحرب، وفق شبكة “سي إن إن”.

وخلال هذا الأسبوع، شددت روسيا هجومها على العاصمة الأوكرانية، كييف، بالتزامن زيارة مبعوث للرئيس الصيني إلى أوكرانيا.

ووصل المبعوث الصيني، لي هوي، إلى كييف، الثلاثاء الماضي، لإجراء محادثات استمرت يومين في إطار جولة أوروبية لعرض خطة بكين لتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

المبعوث الصيني في أوكرانيا

ويرى كاتب التحليل، نيك روبرتسون، محرر الشبكة للشؤون الدبلوماسية الدولية، أن بوتين كان يرغب من الهجوم في ليلة تواجد المبعوث الصيني في أوكرانيا.

ويشير التحليل إلى أن بوتين يحتاج لذلك لإقناع الزعيم العالمي الوحيد القادر على قلب الموازين في معركته المتوقفة مع أوكرانيا بأنه قادر على الفوز، وأن هجومه يستحق الدعم العسكري، في إشارة إلى الرئيس الصيني.

ولم “يكن شيء ليتحدث بصوت أعلى عن هيبة موسكو من صواريخها التي تفوق سرعتها الصوت”، في تلك الليلة التي كان فيها المبعوث الصيني في أوكرانيا، وفق التحليل.

مخلفات صواريخ روسيا هذا الأسبوع في كييف

ووفق، التحليل، كلفت صواريخ  Kinzhal الستة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي أطلقت في تلك الليلة ما مجموعه 60 مليون دولار، فيما ضاعفت صواريخ كروز التسعة التي أطلقت من أسطول في البحر الأسود الفاتورة تقريبا.

في الجانب الآخر، تقول الشبكة إن الرئيس الصيني يهتم أكثر بدراسة الأسلحة الأفضل في مواجهة الأسلحة الأميركية في أوكرانيا، تحسبا لمواجهة محتملة حول جزيرة تايوان.

أقرب حليف محتمل

ويشير التحليل إلى الأسباب التي تجعل بوتين يرى في الرئيس الصيني أقرب حليف له في الوقت الحالي، ومنها أن شي كان زار موسكو وتحدث عن اتفاق سلام دون أن يدين انتهاك روسيا للقانون الدولي، كما لم يشير إلى الفساد الأخلاقي لقوات بوتين وجرائم الحرب التي ارتكبتها في أوكرانيا.

وسعى الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى جعل بكين وسيطا محايدا وهو زار موسكو في مارس. إلا أنه لم يزر كييف وتعرض لانتقادات من الدول الغربية لامتناعه عن التنديد بغزو موسكو لجارتها.

الرئيس الروسي ونظيره الصيني في لقاء سابق في موسكو

لكن بوتين يرى أن شي يمكن أن يكون ذي فائدة أكبر  إذ اعتقد أن موسكو يمكن أن تكسب الحرب، وهو ما جعل القوات الروسية تحاول تدمير منظومة باتريوت الأميركية في كييف عشية زيارة المبعوث الصيني.

وعلى الرغم من محاولات بوتين، لا يبدو أن زيارة المبعوث الصيني قد غيرت الموقف الصيني، إذ لا تزال كل من بكين وكييف، على الرغم من الاختلافات الكبيرة، تتحدثان عن الدور “البناء” الذي يمكن أن تلعبه الصين. وهذا بالتأكيد ليس ما كان بوتين يأمل فيه.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إن وزير الخارجية دميترو كوليبا شرح “بالتفصيل إلى الممثل الصيني الخاص مبادئ إرساء سلام دائم وعادل يستند إلى احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.

وشدد كوليبا خلال الاجتماع مع لي على أن أوكرانيا “لا تقبل أي اقتراحات قد تتضمن خسارة أراض أو تجميد النزاع”.

في المقابل، حصلت أوكرانيا على دعم جديد على هامش قمة السبع. في اليابان، الجمعة، بعد إعلان قادة الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا في بيان مشترك صدر بعد اجتماع مخصص لأوكرانيا، عن تدابير من أجل “حرمان روسيا من التكنولوجيات والمعدات الصناعية وخدمات مجموعة السبع التي تساند حملتها الحربية” في أوكرانيا.

وتحافظ روسيا والصين على علاقات وثيقة. وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو في مارس الماضي حين قال إن العلاقات “تدخل حقبة جديدة”.

وتقول الصين إنها محايدة في النزاع بين أوكرانيا وروسيا وتعرضت لانتقادات لرفضها إدانة الغزو الروسي.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى