عائلة كندية تصل إلى مصر في جولة حول العالم قبل أن يفقد أطفالها بصرهم

إديث وسيباستيان زوجان كنديان حلما بأسرة سعيدة ورُزقا بالفعل بأربعة أبناء، وعاش الزوجان مع أطفالهما حياة سعيدة إلى أن اكتشفا أن ثلاثة من الأطفال مصابون بمرض نادر يسبب تدهور الرؤية تدريجيا إلى أن يفقدوها تماما عند منتصف الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمرهم.

عندما كانت الابنة الكبرى “ميا” – تبلغ الآن 12 عامًا – في سن الثالثة، لاحظت الأم أنها تصطدم بالجدران والأثاث أثناء تحركها في البيت خاصة في الليل.

وبعد أربع سنوات من الاختبارات والتحاليل، اكشتفت الأم أن “ميا” مصابة بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو مرض وراثي نادر يقل بصر صاحبه تدريجيًا إلى أن يفقده بشكل كامل عندما يصل إلى منتصف الثلاثينيات من العمر، ويصيب شخصا واحدا من بين كل 4 آلاف شخص، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.

وفي عام 2019، تم تشخيص أخوي ميا الصغيرين “كولين” 7 أعوام، و”لورين” 5 أعوام، بذات الأعراض، ونجا فقط الطفل ليو البالغ من العمر 9 سنوات.

إيجابية رغم الأزمة

سورة للأسرة

توضح إديث في حوار لبي بي سي أنها وزوجها قررا تقبل مرض أبنائهما والنظر للأمر بإيجابية، كما أرادا أن يرى الأطفال هذا المرض على أنه تحدٍ سيجعلهم أقوياء، وليس مشكلة توقف حياتهم في بدايتها.

تلك الإيجابية انتقلت إلى الأبناء فورا فقرروا الاستمتاع بحياتهم.

حلول مبتكرة

العائلة فكرت في حلول مبتكرة للتعامل مع مرض الأبناء، ففكرت أن تخلق لهم ذكريات بصرية جديدة قبل أن يفقدوا بصرهم تماما، لذا اصطحب الزوجان أبناءهما في رحلة حول العالم، ليكتسب الأطفال مزيدا من مهارات التأقلم، وهو ما قد يفيدهم في حياتهم المستقبلية.

وفي مارس/آذار من العام الماضي 2022، بدأت الرحلة وزارت الأسرة 13 دولة شملت سلطنة عمان وتركيا ونيبال ومنغوليا.

وأخيرا جاءت الأسرة إلى مصر، حيث تلقت دعوة من هيئة تنشيط السياحة المصرية عندما علمت بالقصة، وعلى الفور استجابت العائلة للدعوة معربة عن سعادتها بالرحلة والاستمتاع بزيارة المواقع الأثرية المصرية.

وقالت الأم في حديثها لبي بي سي إن الرحلة لمصر كانت مختلفة، فهو شعور رائع أن تكون موجودا في بلد له تاريخ يمتد لآلاف الأعوام.

وخلال تلك الرحلة تعرفت الأسرة على ثقافة البلاد التي زاروها، وتعرفوا على السكان المحليين وشاركوهم عاداتهم كإعداد الطعام وجلسات السمر وركوب الخيل والإبل.

كما انطلقت العائلة في الكثير من المغامرات مثل التزلج وركوب الأمواج والغوص وتسلق الجبال والمرتفعات.

ميزانية الرحلة

صورة للعائلة

تقول الأم إديث إن ميزانية الرحلة حول العالم لم تكن متوفرة في البداية إلا أن النقود توفرت بشكل لم يكن في الحسبان عندما باع الزوج سيباستيان بعض الأسهم التي كان يملكها في إحدى الشركات في كندا.

وتوضح إديث أن الترحال مع الأطفال لمدة عام، ووجودهم معا طول الوقت أنشأ رابطا قويا بينهم لم يكن ليوجد قبل هذه الرحلة.

وبابتسامة عريضة اختتمت الأم حديثها قائلة: “ربما لم يكن أبنائي محظوظين بهذا المرض، لكنهم أقوياء بما يكفي للتغلب عليه”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى