أقرّ يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية الروسية، بأنّ مقاتليه يتكبّدون خسائر متزايدة في الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال زيارته الخميس مقبرة قال إنّها “لا تنفكّ تكبر”.
وفي مقطع فيديو نشرته قوات “فاغنر” على تطبيق “تليغرام”، ظهر بريغوجين واقفاً أمام عشرات المدافن التي تعلو كلاً منها صلبان ووُضعت عليها أكاليل من الزهور.
وقال بريغوجين في الفيديو: “نواصل دفن مقاتلي فاغنر هنا، ولا مشكلة في ذلك حتّى اليوم. سنعمل على تحسين هذه المقبرة وجعلها نصباً تذكارياً للأجيال المقبلة”.
وأضاف: “نعم، المقبرة تكبر. أولئك الذين يقاتلون يُقتلون أحياناً. هكذا تسير الحياة”.
الجيش الأوكراني يدمر مخزن ذخيرة روسي في باخموت
ولا تتحدّث روسيا كثيراً عن الخسائر التي تكبدّتها في أوكرانيا منذ بدء هجومها على هذا البلد في شباط/فبراير 2022.
وآخر حصيلة رسمية للخسائر صادرة عن وزارة الدفاع الروسية تعود إلى أيلول/سبتمبر 2022 وقد بلغ فيها عدد القتلى 5937 عسكرياً.
ولا تشمل هذه الحصيلة مقاتلي فاغنر الذين لا ينتمون رسمياً إلى الجيش الروسي.
ووفقاً للتقديرات الغربية، فإنّ خسائر القوات الروسية مجتمعة (الجيش الروسي ووحدات فاغنر والقوات الأوكرانية الانفصالية الموالية لروسيا) منذ بدأت الهجوم على أوكرانيا يمكن أن تصل إلى أكثر من 150 ألفاً ما بين قتيل وجريح.
ويقاتل عناصر فاغنر خصوصا على خط الجبهة في المعركة المستعرة منذ أشهر للسيطرة على باخموت، المدينة الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تكبّد فيها الجانبان الروسي والأوكراني خسائر فادحة.
قائد قوات “فاغنر”: القتال مع الأوكرانيين مستمر في باخموت
وفي وقت سابق، قال قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، اليوم الخميس، إن القوات الأوكرانية لا تغادر مدينة باخموت وإن القتال مستمر في الجزء الغربي من المدينة.
وأضاف بريغوجن عبر قناته على تليغرام: “يجب أن نقول بوضوح إن العدو لا يذهب إلى أي مكان”.
وقال إن القوات الأوكرانية نظمت دفاعات حصينة داخل المدينة، وبالتحديد على امتداد خطوط السكك الحديدية وفي مبانٍ شاهقة الارتفاع في غرب المدينة، وإذا تراجعوا فسيتخذون مواقع جديدة على مشارف المدينة وفي تشاسيف يار في الغرب. وأردف قائلاً “ذلك سبب، في رأيي، لعدم وجود حديث الآن عن أي هجوم روسي”.
وأوضح أنه ليس راضياً بعد عن الدعم الذي يتلقاه من القوات الروسية النظامية، ومنها تلك التي تهاجم مناطق متاخمة للجبهة.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أثار، الأربعاء، احتمال انسحاب قواته من المدينة، قائلاً إن كييف ستتخذ قرارات “متناسبة” إذا خاطرت القوات بالتعرض للتطويق من القوات الروسية.
كما أفاد زيلينسكي أن القوات الأوكرانية تواجه وضعاً صعباً حقاً في باخموت، وإن كييف ستتخذ قرارات “مقابلة” لحمايتها إذا واجهت احتمال محاصرتها من قوات روسيا.
وقال إن القوات الأوكرانية في باخموت كانت تتقدم قليلاً في بعض الأحيان قبل أن تجبرها القوات الروسية على التراجع، لكنها بقيت داخل المدينة. وتابع: “نحن في باخموت والعدو لا يسيطر عليها”.
وأثبتت باخموت الواقعة في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية التي تسيطر روسيا على معظمها أنها واحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها أمداً في الحرب.
وصمدت قوات كييف في مواجهة هجوم روسي تسبب في خسائر فادحة في الجانبين وتحولت المدينة التي تعد مركزاً للتعدين والنقل إلى خراب بعد شهور من القتال في الشوارع والقصف.
وقال زيلينسكي: “أهم شيء بالنسبة لي هو ألا نفقد جنودنا، وبالطبع إذا اشتد أتون الأحداث أكثر وواجهنا خطراً قد نفقد فيه جنودناً بسبب حصار، سيتخذ الجنرالات هناك بالطبع قرارات صحيحة مقابلة”. وكان زيلينسكي يشير فيما يبدو إلى فكرة الانسحاب.
لكن هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، قالت في وقت لاحق إن الوضع على الجبهة “تحت السيطرة تماماً” على الرغم من المحاولات الروسية المتكررة للسيطرة على باخموت ومدن أخرى في الشرق.
وكتبت على تطبيق تليغرام تقول إن جنود أوكرانيا دحروا عشرات الهجمات يومياً حول باخموت وليمان وأفدييفكا ومارينكا.
وشدد القادة العسكريون الأوكرانيون على أهمية الاحتفاظ بباخموت وبلدات أخرى وإلحاق خسائر قبل هجوم مضاد متوقع في الشرق تشنه كييف في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.
متابعات