هل يستعيد نجل شاه إيران عرش والده مع استمرار الاحتجاجات ؟

ألقى تقرير نشرته مجلة “إيكونوميست” الضوء على تصاعد أدوار رضا بهلوي نجل شاه إيران السابق، بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات ضد السلطة الدينية الحاكمة في إيران، والتي اندلعت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، مشيرا إلى أن اسمه الذي يتردد بقوة داخل البلاد بين المحتجين يمنحه الأمل في العودة لكرسي والده.

وسبق لبهلوي (62 عاما) أن قال إن الشعب الإيراني هو الذي يقرر ما إذا كان ينبغي أن يكون لـ”عرش الطاووس” (الاسم المعروف لعرش الأباطرة الفرس وصولا إلى محمد رضا بهلوي) شاغل ملكي جديد.

ويرى أنه إذا اختار الإيرانيون جمهورية ديمقراطية علمانية، فمن واجبه دعمها، مشددا  على أنه يأمل فقط في المساعدة في إخراج شعبه بسلام من الديكتاتورية الدينية الفاسدة الحالية، وفق ما أشار إليه التقرير 

ولفتت المجلة إلى أن الزخم حول رضا بهلوي الابن تصاعد بعد إعلان عدد من رموز الحركة الاحتجاجية الإيرانية الحالية تأييدهم له، ومن أبرزهم علي كريمي، لاعب كرة القدم الذي لديه 15 مليون متابع على “إنستجرام”.

وفي 18 فبراير/شباط الجاري، صعد رضا بهلوي على منصة المتحدثين الرئيسيين في اجتماع سنوي لقادة العالم في “مؤتمر ميونخ للأمن”.

وتعلق المجلة على ذلك بالقول: لقد كان “تمكينا بشكل لا يصدق”، وعلى الرغم من غيابه الذي دام 44 عامًا، أشار أحد استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه يمكن أن يكون المفضل لدى الناس، إذا كان لديهم خيار، كما يقول أحد المعجبين الشباب في طهران، مشيرًا إلى الإمبراطور الفارسي منذ 2500 عام، قائلا: “إنه كورش (مؤسس الإمبراطورية الفارسية) الجديد لدينا”.

وتقول “إيكونوميست” إنه منذ الإطاحة بالشاه، نشأ جيلان من الإيرانيين على قصص أهوال “السافاك”، شرطة الشاه السرية الشريرة، ودولة الحزب الواحد التي يشرفون عليها، لكن وحشية “سافاك” تتضاءل بالمقارنة مع “وحشية آيات الله”، كما يقول بعض متظاهري اليوم.

وتضيف أن انتشار الفقر والقيود الاجتماعية الصارمة ووضع الدولة المنبوذ دوليا، كلها عوامل تعزز توق الكثيرين إلى الماضي، حيث يقول عدد كبير من المحتجين الآن عن الشاه الراحل: “ظلمناه عندما طردناه.. يجب أن نسدد الدين لابنه”.

ومع ذلك، تقول المجلة، إن رضا بهلوي الابن سيجد صعوبة في طرد النظام الديني وهو في المنفى، لاسيما أن شبكته داخل البلاد محدودة، وتم التشكيك في تفانيه واستعداده ليكون بديلا، خلال الموجة السابقة من أعمال الاحتجاج ضد النظام الإيراني في عام 2019، فعندما هتف المتظاهرون باسمه، كان هو بعيدًا عن الأنظار، في عطلة غوص بمنطقة البحر الكاريبي.

ويواجه النظام في إيران احتجاجات غير مسبوقة، من حيث استمراريتها وتصاعدها، بدأت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وكانت شرارتها وفاة الشابة مهسا أميني داخل أحد مقرات شرطة الأخلاق الإيرانية بعد توقيفها بتهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل ملائم.

يذكر أن رضا بهلوي الابن قال، في كلمته بمؤتمر ميونخ للأمن، إن هناك تشققات في النظام الإيراني الحالي، وإن هنالك من المسؤولين من يؤمن بالتغيير ويقف في المنطقة الرمادية في انتظار فرصة مناسبة.

وتحدث عن رؤيته لمصير مكونات النظام الإيراني الحالي بعد سقوطه، مشيرا إلى إمكانية دمج أعضاء الحرس الثوري في جيش البلاد، بشكل أو بآخر، وفق ضوابط معينة.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى