أميرة سليم: «الأوبرا العصرية» احتياج جماهيري
تمكنت السوبرانو المصرية أميرة سليم أن تظهر بشكل كبير على الساحة الفنية والعربية، وحتى العالمية في الفترة الماضية عقب موكب المومياوات، والذي قدمت فيه أداءً وُصف ب«العالمي»، لتحاول بعده أن تتبنى مشروعاً كانت تحلم به منذ فترة كبيرة، وهو إحياء اللغة المصرية القديمة، وذلك من خلال طرح أغنية وقصيدة من قصائد القدماء المصريين تحمل اسم «مروت آك».
من خلال الحوار التالي، تتحدث سليم عن تفاصيل التحضير للأغنية، ولماذا اختارت تلك القصيدة تحديداً؟، وتوقعاتها بنجاح الأغنية، ومزيد من التفاصيل في الحوار التالي.
-
من أين جاءتك فكرة طرح أغنية باللغة المصرية القديمة؟
– الفكرة موجودة لديّ منذ فترة كبيرة، وحتى قبل موكب المومياوات، وكنت أريد أن أغني باللغة المصرية القديمة، وأن أغني بأشعار مستوحاة من الأدب المصري القديم، وكان حلماً بالنسبة لي، وأجريت بحثاً وتنقلت في بعض المكتبات في فرنسا؛ لأنهم يمتلكون مكتبة كبيرة للغاية في علم المصريات، وجمعت بعض القصائد والأشعار، ومنها قصائد حب، وكان من بينها الأغنية التي وقع عليها الاختيار والتي سأقدمها.
-
لماذا اخترتِ قصيدة «مروت آك» أو «حبك» لتقديمها؟
– الحقيقة أنني كنت أريد أن أظهر الوجه الآخر للقدماء المصريين، وأبعد عن الابتهالات والصلوات والأناشيد التي كانت جزءاً من أدبهم، لكني كنت أريد أن أظهر الحب عندهم؛ لذلك اخترت قصيدة كتبها رجل وامرأة، كانا قد انفصلا عن بعضهما، لكني في الأغنية اخترت الجزء الخاص بالمرأة، التي تعبر عن مدى افتقادها لحبها الكبير له، وهنا نبرز الوجه الآخر للقدماء المصريين غير الذي نعرفه طوال الوقت.
-
الأغنية من البرديات القديمة.. هل تتشابه المشاعر الإنسانية بين الماضي والحاضر؟
– المشاعر الإنسانية، والحب من الأمور التي لا تتغير باختلاف الزمان، فما عبّرت عنه السيدة في قصيدة «مروت آك» هو ما يمكن أن تشعر وتعبر عنه أي امرأة، في أي زمن كان، ولا يختلف باختلاف الزمان أو المكان، لكن المختلف فقط هو البساطة والنقاء في القصيدة، وفي تعبيرها عن حبها، لذلك هي تناسب أي إنسان في أي زمن كان.
-
هل الفراعنة كانوا شعوباً رومانسية أم عملية فقط؟
– كانوا رومانسيين بكل تأكيد، هذا يظهر في البداية من خلال الرسوم التي تملأ المعابد، فهي بها جانب شاعري ورومانسي، إلى جانب قصص الحب على مدار تاريخهم، مثل «إيزيس وأوزوريس»، و«إخناتون ونفرتيتي»، «توت عنخ آمون والملكة تي»، و«رمسيس الثاني ونفرتاري»، فهم رومانسيون للغاية، وكان هناك قصائد رومانسية كثيرة جداً، حتى أن القصيدة التي سأقدمها كانت ضمن مجموعة قصائد رومانسية كثيرة.
الوصول للجمهور
-
الغناء الأوبرالي لا يزال مقتصراً على فئة محدودة من الجمهور، ما السبب في ذلك؟
– الفن يظهر أنه غربي، والجانب الآخر أنه يستهدف النخبة، وهذا خطأ كبير، فنحن يجب أن نصل للجميع، من خلال مزج هذا النوع من الموسيقى مع أنواع أخرى، كما يحاول مغنّو الأوبرا أن يصلوا للناس، قد تكون هذه النوعية من الفن في البداية غريبة عنهم، لكن مع الوقت سيبدأ الجمهور في فهمها والتفاعل معها.
-
هل الأوبرا في العالم موجهة لجمهور بعينه ولثقافة محددة؟
– أحاول أن أغير هذا المفهوم، بأن أقدّم لوناً يكون بعيداً عن الأوبرا الكلاسيكية، ويستهدف جمهوراً مختلفاً؛ و«الأوبرا العصرية» احتياج جماهيري، لأنها بالفعل موجهة للنخبة، ونحن نحاول حالياً أن نصنع مزيجاً من أنواع الموسيقى المختلفة، وجزءٌ من رسالتي أن أقدم لوناً يمكن أن يستمع له الناس البسيطون، ويكون مواكباً للعصر.
موهبة بالوراثة
-
كونكِ من عائلة فنية، فهل ساهم ذلك في تطوير حسك الفني وموهبتك؟
– بكل تأكيد هذا صحيح، سواء من خلال والدتي عازفة البيانو مارسيل متى، بكل ما قدمته وأنجزته للساحة الموسيقية الفنية في مصر، فهي من علمتني البيانو وأخلاقيات المهنة، وعلمتني الضمير في تقديم الأعمال الفنية، والمجهود الذي يجب أن أقدمه في كل عمل، والفنان التشكيلي والدي أحمد فؤاد سليم، كان له تأثر كبير بدوره، فهو يعبر عن الفن وحرية الفن والتعبير، وهو التمرد على القواعد قليلًا، مثلما يمسك بريشته ويعبر عما بداخله، لذلك أنا متأثرة بشكل كبير بفكره، وفلسفته.
-
ما أهم خطوة في مشواركِ الفني ساهمت في تشكيل موهبتك أو كانت سبباً في نجاحك؟