ماريان خوري: السينما القصيرة بوابة الصناع

كرّم مهرجان القاهرة للأفلام القصيرة، المنتجة والمخرجة المصرية مريان خوري في دورته هذا العام، وقدّمت دورة ناجحة من بانوراما الفيلم الأوروبي كرئيس للمهرجان.

خلال الحوار التالي تتحدث خوري عن تكريمها، ومعيار اختيار الأفلام، ومدى تدخّلها في الاختيارات، وهل ترى أنها حققت ما تتمنّاه من المهرجان؟، كما تجيب عن الاتهام الموجّه للمهرجان بأنه موجّه للمثقفين فقط، والأزمات التي يواجهها، ومزيد من التفاصيل.

* كيف استقبلتِ تكريمك في مهرجان القاهرة للفيلم القصير؟

– أشعر بالفخر كوني تم تكريمي من مهرجان الفيلم القصير، لأنني دائماً أميل للأفلام القصيرة وأدعمها، وأرى أن لها أهمية كبرى سواء على مستوى الصناعة، أو حتى الذين يدخلون المجال يجب أن يعبروا من بوابة الفيلم القصير، لذلك أشعر بالفخر لأنني أكرّم من مهرجان أنتمي لما يقدّمه وهي الأفلام القصيرة.

* هل واجهتِ أزمات في التحضير للدورة 15 لبانوراما الفيلم الأوروبي؟

– الصعوبات دائماً ما تتمثل في اختيار أفلام جيّدة اعتاد الجمهور على مشاهدتها في البانوراما كل عام، والتحدي الأول في كل عام هو أن نتمكّن من تقديم دورة جيدة، وأفلام تعجب الجمهور الذي اعتاد على مشاهدة أفلام البانوراما كل عام، إلى جانب موافقات الرقابة التي يجب أن نحصل عليها لعرض الأعمال. هذا الشق الأول من السؤال، والشق الثاني يتمثل في الأزمات التي دائماً أما تكون مادية، وهي الصعوبات التي نواجهها باستمرار، وأما هذا العام فطرأت أزمة جديدة هي عدم وجود مهرجان الجونة، وهو ما جعل صناع الأفلام يطلبون مبالغ أكبر من أجل عرض أفلامهم في البانوراما، وهو ما كان يسهم فيه مهرجان الجونة الذي طلب مبالغ أقل من الصناع، فكل دورة تكون صعوباتها مختلفة عن التي سبقتها، ولكن نحاول أن نتلافى تلك الصعوبات.

* هل هناك معايير يتم اختيار الأفلام على أساسها؟

– بكل تأكيد. جودة الأعمال هي المعيار الأول الذي يتم على أساسه اختيار الأفلام، وفي عملية الاختيار لا أكون في الصورة؛ بل هناك فريق برمجة مسؤول بالكامل على عملية اختيار الأفلام، والتي يجب أن تكون مناسبة للعرض في البانوراما، والحمد لله تمكّنا في هذه الدورة من استقطاب نحو 40 فيلماً، وسيكون العرض على مدار 10 أيام، ويتم عرض 4 عروض يومياً. وهذا بالنسبة لي رقم جيد للغاية في ظل الصعوبات التي نواجهها طوال الوقت في التحضير للعمل.

* لماذا قسمت البانوراما هذا العام إلى 7 أقسام؟

– التقسيم دائماً يرجع إلى فريق البرمجة الذي يحاول أن يفكر خارج الصندوق من جانب، ومن جانب آخر كونه يسهّل الأمر على المشاهد. فمن يريد أفلاماً تتحدث عن الأقرباء سيجد البرنامج الخاص بذلك، ومن يريد أن يشاهد أعمالاً تتحدث عن المرأة، سيجد ذلك أيضاً، فهي طريقة خارج الصندوق وراءها فريق البرمجة، وأسلوب ميسر للمشاهد الذي سيعرف ماذا يريد أن يشاهد.

* هناك اتهام لمهرجان بانوراما الفيلم الأوروبي بأنه موجّه لجمهور المثقفين؟

– لا أتفق مع ذلك على الإطلاق؛ بل أرى أنه موجّه بشكل أكبر للجمهور العام، وليس المثقفين فقط، بدليل أنك ستجد دور العرض مكتظة عن آخرها بالجمهور الطبيعي للسينما، من أجل مشاهدة الأفلام، وليس فقط المثقفين هم المستهدفون من البانوراما، لكن ما يمكن وصف الأعمال به هو أنها تدعو للتفكر قليلًا، تلك النوعية التي نعرضها، وتحتاج مشاهدة متأنية للتفكير فيها، لكنها في الوقت نفسه تناسب الجمهور بكافة فئاته، وهذا موجود في كل المهرجانات.

الأفلام القصيرة والطويلة

* يقال إن بوابة السينما الجيّدة هي الأفلام القصيرة.. ما مدى صحة ذلك؟- بكل تأكيد، فوجهة نظري أن السينما القصيرة هي بوابة عبور لكل الصناع، فما تقدّمه في السينما القصيرة أو الأفلام القصيرة، يوهّلك لتكون صانع أفلام روائية كبيرة، كما أنها بالنسبة للجدد منفذ يمكّنهم من صناعة فيلم، ولكن بتكلفة يتمكنون من تحمّلها، على عكس الفيلم الروائي الطويل الذي يحتاج إلى تكلفة إنتاجية كبيرة. أما بالنسبة لمن يحبون السينما القصيرة وليسوا جدداً، فهي اختبار للصانع كيف سيتمكن من إيصال رسالته في وقت قصير للغاية، لذلك فهي مهمة وبوابة الأعمال الجيدة بكل تأكيد.

* كانت تعرض في السينمات أفلام قصيرة قبل عروض الأفلام الطويلة.. لماذا توقف ذلك؟- السينما أصبحت تجارية، وكل عروضها لها تكلفة محدّدة، ودقيقة الإعلان في السينما لها سعر، لذلك كيف يمكن أن تعرض فيلماً لمدة 15 دقيقة دون أن يكون العائد مجزياً، فتلك الدقائق يفضّل أن توجّه إلى إعلان مدفوع على أن تقوم بعرض عمل لن يعود عليها بعائد مادي، والحل في دعم الدولة.

* لماذا تنتصر السينما التجارية على المستقلة؟- طوال الوقت كانت السينما المستقلة في صراع مع السينما التجارية، فالجمهور يفضل السينما التجارية في بعض الأحيان، ومنذ القديم وأنا أرى هذا الصراع قائماً، ولم ينته، ولكن تظل السينما المستقلة التي لا تعتمد على الميزانيات الضخمة مثل الأعمال التجارية، تحاول أن تصمد من خلال الجودة التي تقدم في الأعمال المستقلة، وبالتأكيد ليست جميعها ذات جودة عالية، ولكن أتحدّث عن مكامن القوة في بعض الأعمال المصنوعة بجودة فنية.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى