قال موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” إن قضية استئجار السعودية مئات الأفدنة من الأراضي لزراعتها بمحصول البرسيم الحجازي في ريف ولاية أريزونا، وسحب تلك المحاصيل كميات كبيرة من المخزون الجوفي الأمريكي للمياه، طفت على السطح، لتشكل منصة للمناقشات بين أروقة الساسة الأمريكيين، لاسيما من الحزب الديمقراطي، قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وتستأجر السعودية كميات غير محدودة من الأفدنة في الولايات المتحدة لزراعة “البرسيم الحجازي”، لإطعام آلاف الأبقار التي تستخدمها المملكة لإنتاج الألبان في شركة “المراعي”، حيث لا يمكن زراعة هذه الكميات في السعودية، نظرا للشح المائي هناك.
وبحسب التقرير، تدفع الرياض 25 دولارا فقط للفدان كإيجار سنوي، ومقابل ذلك تسحب كميات ضخمة من مخزون المياه الجوفية من الصحراء غرب فينكس، لكن المزارعين الأمريكيين يدفعون ستة أضعاف ذلك المبلغ سنويا.
“نحن لا نحصل على النفط مجانًا ، فلماذا نعطي مياهنا مجانًا؟”.. هكذا تساءل رئيس مجلس المشرفين في مقاطعة لاباز، “هولي إروين”، الذي يمثل مقاطعة باتلر التي توجد بها الأفدنة التي تستأجرها السعودية.
ومنذ عام 2014، تضخ شركة Fondomonte الأمريكية السعودية (تمتلك شركة المراعي أسهما فيها) كميات غير محدودة من المياه الجوفية في الصحراء غرب فينيكس لحصاد آلاف الأفدنة من محاصيل البرسيم. ثم يتم شحن البرسيم مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية لإطعام الماشية.
وغردت المرشحة الديمقراطية بالانتخابات المقبلة “كاتي هوبز” قائلة: “يجب أن تكون مياهنا لأريزونا، وليس للصفقات الحميمة للشركات الأجنبية لزراعة المحاصيل ثم إرسالها إلى بلادهم”.
ولم يقتصر الأمر فقط على الديمقراطيين، حيث انضم المرشح الجمهوري “كاري ليك” للمطالبة بإنهاء عقد إيجار Fondomonte وفحص جميع عقود الإيجار الحالية للتأكد من أن المياه والموارد الطبيعية في ولاية أريزونا تعود بالنفع بشكل أساسي على السكان.
وأشار التقرير إلى أن الإمارات أيضا تستأجر مساحات كبيرة لزراعة البرسيم ومحاصيل أخرى أيضا، عبر نفس الشركة.
وبحسب التقرير، ترفض وزارة الأراضي بولاية أريزونا ، التي أجرت الأرض لشركة Fondomonte، الكشف عن كمية المياه التي تسحبها الشركة لري آلاف الأفدنة التابعة للسعودية والإمارات.
لكن، وفقا لبعض التقديرات، يمكن أن تضخ الشركة ما يصل إلى 18000 فدان قدم سنويًا – وهو ما يكفي لتزويد 54000 منزل أمريكي بالمياه، ما يثير المخاوف من تأثر الخزان الجوفي بالمنطقة بشكل سلبي.
ويعتبر البرسيم من أكثر المحاصيل استهلاكًا للمياه، وتهدد وتيرة الإنتاج السريعة الحالية بإيقاف تدفق نهر كولورادو تمامًا، وفقا لما هو منشور بتقارير أمريكية سابقة.
ولفت التقرير إلى تحقيق سابق يقول إن السعودية استنزفت معظم مياهها الجوفية بممارسات خاطئة، من خلال السحب غير المقيد، حيث سمحت المملكة للمزارعين الأثرياء بتصريف طبقات المياه الجوفية دون رادع لمدة ثلاثة عقود.
ومع جفاف الآبار، اضطرت السعودية إلى التعامل مع مسألة الحفاظ على البيئة بجدية أكبر، حتى أنه تم حظر إنتاج البرسيم في عام 2016.
واليوم، يأتي حوالي 50% من المياه المستهلكة في المملكة العربية السعودية من محطات تحلية المياه، وهي عملية مكلفة وتستهلك طاقة عالية.
متابعات