أفادت مصادر استخباراتية بأن السلطات السعودية أرسلت مذكرة اعتقال إلى منظمة الشرطة الدولية “إنتربول”، خلال الساعات القليلة الماضية، لتعقب الأخوين “صلاح” و”منصور فستق”، مشيرة إلى أن ولي عهد المملكة، الأمير “محمد بن سلمان”، مصمم على اعتقالهما، بدعوى الفساد وسوء التصرف المالي.
وأوضحت المصادر أن رجل الأعمال “صلاح فستق” هو والد زوجة الأمير “متعب”، نجل الملك السعودي الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز”، وكان لاعبا رئيسيا في إبرام عقود الأسلحة الخاصة بالحرس الوطني السعودي لعقود، حسبما أورده موقع “إنتليجنس أونلاين”.
وذكر الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن الحرس الوطني السعودي ظل حكرا على نفوذ الملك “عبدالله”، وأن دور “صلاح” في عقود تسليحه لم يكن محض مصادفة، إذ قاد الأمير “متعب بن عبدالله” الحرس حتى أطاح به “بن سلمان”، منافسه السابق على العرش.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017، أدرج “بن سلمان” الأمير “متعب” ضمن الأسماء المشمولة بحملة “التطهير” ضد الفساد، ولا يزال يعيش رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مغادرة السعودية، بحسب المصادر.
لكن “صلاح فستق” ليس هو المتضرر الوحيد من ملاحقة “بن سلمان”، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن “جميع رجال الصناعة الدفاعية الغربيين، الذين سبق أن باعوا أسلحة للحرس الوطني، سيتعين عليهم مراجعة ملفاتهم، بسبب علاقتهم السابقة بفستق”.
فعلى مدى عقود، أجرى “فستق” وأخوه أعمالًا تجارية مع الصناعيين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين الذين ينشطون في السعودية عبر شبكات مرتبطة بالاستخبارات، ورسخا مكانتهما، في وقت مبكر من عام 1975، كسمسارين للمعدات العسكرية بعد أن أصبحا شريكين محليين للشركة العسكرية الأمريكية الخاصة “فينيل كورب”، عبر شركتهما العائلية “المعمرون العرب للتجارة”.
وفي المملكة المتحدة، شارك “فستق” البريطاني “بيتر أوستن”، الذي قاد شبكة مكنت شركةGPT Special Project Management، التابعة لمجموعة إيرباص، من الفوز بعقود نظام الاتصالات الخاص بالحرس الوطني السعودي “SANGCom”، في صفقة أدانها المكتب البريطاني لمكافحة الاحتيال “SFO” عام 2021.
وفي فرنسا، امتدت شبكة “أوستن”، لتدير شركة “قيصر العالمية”، برئاسة “جورج فرانسيولي”، وهو صديق مقرب سابق لـ”بول فونتبون”، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الفرنسية “DGSE”.
لكن نفوذ الشبكة، ومعها الأخوان “فتسق” تراجع منذ عام 2017 ووصول فريق “بن سلمان” إلى السلطة في السعودية، حيث تم إقصاء “فستق” تدريجيًا من جميع الشراكات المحلية الخاصة بعقود التسليح، حسبما أكدته المصادر.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أقال “بن سلمان” الأمير “متعب بن عبدالله” من منصبه كقائد للحرس الوطني، ثم اعتقله وعين مكانه “خالد بن عبدالعزيز المقرن”.
وبذلك أصبح “بن سلمان” ممسكا في يده بكل مؤسسة القوة الصلبة: الجيش، والحرس الملكي، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية.
متابعات