يتواصل انتشار التقارير الإعلامية التي تتحدث عن فرار الكثير من الرجال الروس من الخدمة العسكرية، بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط، تزامنا مع تصريح رسمي روسي اعتبر أن هذه الأنباء “مبالغ فيها”.
وأحدث هذه التقارير ما نشرته مجلة “نيوزويك”، الخميس، حول طابور سيارات يتجاوز ستة أميال (10 كيلومترات) على الحدود بين روسيا وجورجيا، نقلا عن برنامج خرائط.
ويظهر بحث نيوزويك على خرائط Yandex زحمة للمركبات بالقرب من الحدود الجنوبية، مما يشير إلى فرار الروس بعد المرسوم الذي يقضي باستدعاء جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا.
وأثارت التقارير الإعلامية حول عملية فرار جماعي للرجال الروس، هربا من قرار التعبئة الجزئية، حفيظة الكرملين، الذي قال إنها مبالغ فيها، فيما أوضحت دول البلطيق موقفها بشأن الفارين من الخدمة العسكرية.
وتوالت التقارير التي تتحدث عن نفاذ تذاكر السفر لعدة دول، بعد الإقبال الشديد عليها من قبل الرجال الروس للهروب من الخدمة، بالإضافة إلى تسجيل زحمة سير خانقة على المعابر البرية من روسيا باتجاه جورجيا وفنلندا.
ووصف الكرملين، الخميس، التقارير عن نزوح الرجال في سن التجنيد من روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن تعبئة جزئية بأنها “مبالغ فيها”.
وفي اتصال هاتفي مع الصحفيين، أحجم المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن نفي تقارير إعلامية روسية عن أن بعض المحتجين المناهضين للتعبئة الذين اعتقلوا، ليل الأربعاء، تلقوا استدعاء للخدمة العسكرية قائلا إن “هذا ليس ضد القانون”.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ثلاث دول مطلة على بحر البلطيق، قولها إنها ليست مستعدة لتقديم اللجوء تلقائيا للروس الفارين من التعبئة العسكرية.
وسارعت أعداد كبيرة من الروس، الأربعاء، لحجز تذاكر ذهاب فقط إلى خارج البلاد بعد أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن تعبئة جزئية لجنود الاحتياط للحرب في أوكرانيا.
ولا توجد مؤشرات على وجود أي ضغوط على حدود دول البلطيق، مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، بعد أن أغلقت تلك الدول حدودها أمام معظم الروس في وقت سابق هذا الأسبوع.
في لاتفيا، قال وزير الخارجية، إيدغارز رينكيفيكس، الخميس، إن بلاده لن تصدر تأشيرات لأسباب إنسانية أو تأشيرات أخرى للروس الذين يسعون لتجنب التعبئة، مرجعا ذلك لأسباب أمنية.
وأضاف: “يجب ألا نستسلم لابتزاز بوتين ويجب أن ندعم أوكرانيا بقدر ما نستطيع. روسيا تشكل اليوم خطرا على أوروبا والسلام العالمي مثلما كانت ألمانيا النازية في القرن الماضي”.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الليتواني، أرفيداس أنوساوسكاس، الخميس، إن مسألة التجنيد الإجباري في الجيش لا يكفي كسبب لحصول الروس على حق اللجوء.
وقال أنوساوسكاس للأسوشيتد برس: “اللجوء السياسي يمنح لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب معتقداتهم أو لأسباب أخرى مماثلة”.
من جانبه، وصف وزير الداخلية الإستوني، لوري لانيميتس، الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه “مسؤولية جماعية للمواطنين الروس”، وقال إن السماح بالفرار من الخدمة العسكرية المحتملة ينتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي التي تستهدف موسكو.
وأضاف أن “الخطوة التي اتخذها بوتين تعزز العقوبات التي فرضناها حتى الآن لأنه من المأمول أن تزيد من السخط بين السكان”.
ويسافر الروس الذين يسعون لتجنب استدعائهم للقتال أولا إلى البلدان التي لا تزال لديها روابط طيران مباشرة بموسكو مثل صربيا وتركيا وجورجيا وأرمينيا.
من جهته، كشف حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح الخميس إن حركة المرور على الحدود الشرقية مع روسيا “كثيفة”.
وقال رئيس الشؤون الدولية بحرس الحدود الفنلندي، ماتي بيتكانيتي، لرويترز “من الواضح أن الأرقام ترتفع”.
وتابع “إنه رقم استثنائي”، مضيفا أن الوضع تحت السيطرة وحرس الحدود مستعدون عند 9 نقاط تفتيش.
وبعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، عن تعبئة جزئية لقوات الاحتياط، بدأ الكثيرون في مغادرة روسيا، كي لا يلتحقوا بالخدمة العسكرية.
وأظهرت بيانات شركات الطيران ووكالات السفر، الأربعاء، أن الرحلات الجوية المغادرة من روسيا أصبحت محجوزة بشكل شبه كامل هذا الأسبوع، وفقا لفرانس برس.
والأربعاء قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا ستعمد إلى تعبئة نحو 300 ألف من احتياطيي القوات المسلحة، بعدما حذر الرئيس الروسي في خطاب متلفز من أن روسيا ستستخدم كل الوسائل العسكرية الممكنة في أوكرانيا.
ونفدت تذاكر السفر عبر رحلات مباشرة إلى مدن في دول مجاورة على غرار أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وكازاخستان، الأربعاء، وفق موقع “أفياسيلز” الإلكتروني الرائج في روسيا.
وعلى غرار ما حصل بالنسبة للرحلات الجوية، سجلت زحمة سير خانقة على حدود روسيا وجورجيا ليل الأربعاء – الخميس.
وأعلنت خطوط الطيران التركية على موقعها الإلكتروني أن الرحلات المتجهة إلى إسطنبول التي أصبحت محطة رئيسية للمسافرين من روسيا وإليها، أصبحت محجوزة بالكامل حتى السبت.
والرحلات المباشرة بين روسيا والاتحاد الأوروبي محظورة منذ أن أعلن بوتين إطلاق ما يصفها الكرملين بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
وأثار اندلاع المعارك مخاوف لدى روس من إمكان فرض القانون العرفي وقد غادر عشرات الآلاف منهم إلى بلدان مجاورة لروسيا.
متابعات