ليليان اسماعيل… صوت المرأة السعودية في صناعة المجوهرات الفاخرة

في عالم المجوهرات الفاخرة، برزت المصمّمة السعودية ليليان إسماعيل كواحدة من أوائل المصمّمات السعوديات اللواتي أعدن تعريف المجوهرات المستوحاة من التراث بأسلوب عصري وأنيق. منذ إطلاق علامتها التجارية في عام 2013، استطاعت ليليان أن تحجز لنفسها مكاناً مميزاً في صناعة المجوهرات، محلياً وعالمياً، عبر تصاميم تحمل في طيّاتها رسائل ثقافية وهوية وطنية عميقة. إليكم هذا الحوار الخاص الذي يلقي الضوء على مسيرتها، مصادر إلهامها، وتطلعاتها المستقبلية.

– ما اللحظة أو التجربة التي أشعلت شغفكِ بتصميم المجوهرات؟ وكيف بدأت رحلتكِ في هذا المجال؟

بدأ شغفي بالفن والتصميم منذ الطفولة، حيث نشأت في بيئة إبداعية دعمت هذا التوجّه. لكن تركيزي على تصميم المجوهرات بدأ بعد المرحلة الثانوية، حين قررت أن أخصّ مشروعي التخرّجي بمجموعة مكوّنة من سبع قطع مجوهرات. كانت تلك اللحظة بمثابة الشرارة التي أطلقتْ رحلتي. وفي عام 2013، أطلقتُ رسمياً علامتي التجارية، بهدف سدّ فجوة في السوق السعودي الذي كان يفتقر إلى وجود مصمّمات محليات في مجال المجوهرات.

– تصاميمكِ غالباً ما تحمل رسائل ومعاني عميقة. ما أبرز مصادر الإلهام بالنسبة إليكِ؟

أستوحي تصاميمي أساساً من التراثين السعودي والعربي، ومن خلفيتي الإسلامية. أعيد تقديم هذه العناصر الثقافية من خلال رؤية معاصرة. أستوحي من العمارة، والمخطوطات، والحِرف التقليدية، وحتى من ذكريات الطفولة. كما أستلهم من التجارب الشخصية ومن قصص الأشخاص من حولي، وأحوّل كل ذلك إلى فن قابل للارتداء.

– هل ترين أن مصادر إلهامكِ تتطور مع الوقت؟ أم أن هناك ثيمات أو عناصر معينة تعودين إليها باستمرار؟

مصادري تتطوّر باستمرار مع نموي كمصمّمة وتقدُّم الصناعة من حولي، ولكنني دائماً ما أعود إلى التراث كمرتكَز. المزج بين الماضي والحاضر هو ثيمة متكرّرة في أعمالي؛ إنه طريقتي في تكريم الهوية، مع الحفاظ على جاذبية التصاميم في الحاضر.

– ما أبرز الإنجازات أو التحدّيات التي واجهتكِ أثناء العمل على هذه المجموعة الأخيرة؟

التحدّي الأكبر كان يتمثل في تحويل الحِرف التقليدية إلى قطع مجوهرات فاخرة من دون أن تفقد أصالتها. تطلّب ذلك الكثير من البحث، والتجريب في الخامات والقوام، والتعاون مع الحِرفيين. أما الإنجاز فكان في إيجاد الطريقة التي مكّنتني من ترجمة التراث اللامادي إلى تصاميم عصرية لاقت صدىً واسعاً، محلياً وعالمياً.

– من الواضح أن الثقافة السعودية تلعب دوراً مهماً في هويتكِ الفنية. كيف توظّفين العناصر التقليدية السعودية في تصاميم معاصرة؟

أدمج عناصر مثل الخط العربي، والنقود القديمة، والضفائر، والأنماط المعمارية في قوالب حديثة. لا أهدف إلى تكرار التراث حَرفياً، بل إلى إعادة تخيّله بطريقة حديثة تجعله ملائماً للذوق العصري وقابلاً للارتداء اليوم.

– هل هناك رموز أو خامات أو تقنيات سعودية محدّدة تشعرين بارتباط خاص بها كمصمّمة؟

أشعر بارتباط وثيق باستخدام النقود الحجازية القديمة. هذه العناصر تحمل الكثير من الذكريات الشخصية والبُعد الثقافي، ودائماً ما تعود لتظهر في مجموعاتي.

– ما الرسالة التي تودّين إيصالها الى المملكة في اليوم الوطني السعودي؟

أشعر بالفخر لكوني جزءاً من جيل يعيد تعريف الإبداع في المملكة. رسالتي هي أن التراث ليس شيئاً من الماضي، بل هو حيّ، ودمجه في الحاضر يصنع مستقبلاً ثقافياً أكثر قوةً وحيوية. كذلك، فإن وجودي كمصمّمة مجوهرات في مجال يفتقر إلى الحِرفية النسائية السعودية، هو بحد ذاته رسالة.

– كيف ترين مساهمتكِ في الهوية الثقافية المتجدّدة للسعودية؟

أساهم من خلال توثيق وإعادة تفسير عناصر من الثقافة السعودية بطريقة تصل إلى جمهور جديد. عبر المجوهرات، أحاول الحفاظ على القصص والتقاليد، وتقديمها بمنظور حديث يعكس تحولات المملكة وحضورها العالمي المتنامي.

– ما الذي يمكن أن نتوقعه منكِ في المستقبل القريب؟ هل هناك مشاريع أو توجّهات جديدة تعملين عليها؟

أستعد حالياً للتوسّع على المستوى الدولي، من خلال شراكات ستُعرض عبرها مجموعاتي على منصات عالمية. أتطلع إلى الاستمرار في رواية قصص التراث والهوية الثقافية على المسرح العالمي.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى