الساونا.. ما علاقتها بتفاقم مشاكل الجلد؟

يحذّر خبراء في مجال الصحة من مخاطر محتملة على البشرة جراء التعرض الطويل للحرارة في الساونا، خاصة لدى من يمتلكون بشرة حساسة أو أمراضا جلدية التهابية.

ورغم الفوائد المعروفة للساونا في تخفيف التوتر وتحسين الدورة الدموية، قد يؤدي استخدامها المنتظم إلى تفاقم مشاكل جلدية مثل الوردية وجفاف البشرة وتوسع الشعيرات الدموية.

وتزامنًا مع تزايد الاهتمام بثقافة العافية، بدأ عدد أكبر من الناس إدراج الساونا في روتينهم اليومي، أحيانًا من دون توجيه طبي أو وعي كافٍ بالمخاطر المحتملة على البشرة، بحسب تقرير نشرته مجلة ”Stylist“ البريطانية.

فوائد للدورة الدموية والصحة النفسية

بحسب الدكتور جيف كومبس، المحاضر في علم الرياضة والتمارين في جامعة بانغور، ترفع الساونا حرارة الجسم، ما يزيد معدل ضربات القلب وتدفق الدم، وهي تأثيرات تشبه إلى حد ما التمارين الهوائية المعتدلة.

تسهم هذه الزيادة في الدورة الدموية في تحسين تنظيم الحرارة والسيطرة على ضغط الدم، إلا أن الفوائد القلبية الوعائية على المدى الطويل لا تزال غير مدروسة بشكل كافٍ.

ويزداد أيضًا اهتمام الباحثين بالتأثيرات النفسية للساونا، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن جلسات الساونا قد تؤدي إلى تحسين المزاج مؤقتًا. وتشمل الفوائد الأخرى تخفيف تيبس المفاصل، وتسريع تعافي العضلات، وتحسين الاسترخاء.

 الحرارة والبشرة: سلاح ذو حدين

تقول استشارية الأمراض الجلدية الدكتورة أنجالي ماهتو إن التعرض للحرارة في جلسات الساونا قد يحسن مظهر البشرة مؤقتًا عن طريق تعزيز الدورة الدموية وتحفيز التعرق، ما يساعد على إزالة السموم.

لكنها تحذر من أن التعرض المطول قد يؤدي إلى جفاف البشرة، وإضعاف حاجزها الطبيعي، وتفاقم حالات مثل الوردية والأكزيما وتوسع الشعيرات الدموية.

من جهتها، أوضحت الدكتورة دارا سويت أن التوسع المتكرر للأوعية الدموية بفعل الحرارة قد يؤدي إلى ضعف دائم في جدرانها، ما قد يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى توسع دائم في الشعيرات يُعرف بـ”الشعيرات الدموية الظاهرة“.

كما حذّرت ماهتو من أن الإفراط في استخدام الساونا قد يُفقد البشرة زيوتها الطبيعية، ما يزيد حساسيتها وتهيجها. ونصحت الأشخاص الذين يعانون الوردية أو احمرار البشرة بالاكتفاء بجلسات لا تتجاوز سبع دقائق مع مراقبة استجابة بشرتهم بدقة.

لا توصيات موحدة

ورغم استشهاد كثيرين بدراسة فنلندية تربط بين استخدام الساونا وانخفاض معدلات الوفاة من أمراض القلب، فإن الخبراء يحذرون من تعميم نتائجها.

وقال كومبس: “الدراسة كانت ملاحظية ولم تتضمن مجموعة مقارنة حقيقية، ففي فنلندا يعد استخدام الساونا عادة يومية، وبالتالي من الصعب مقارنة مستخدميها بغير المستخدمين“.

وأكد نِك تورينز، الشريك المؤسس للجمعية البريطانية للساونا، أهمية أن يكيّف كل فرد استخدامه للساونا حسب تحمله وحالته الصحية وترطيبه وتغذيته ونومه. وقال: “قد يتحمل الشخص السليم من 5 إلى 15 دقيقة، لكن ذلك يختلف يومًا عن يوم. وإذا كنت تشعر بالتعب أو تعاني الجفاف، من الأفضل تجنب الساونا“.

وأضاف أن الفترات الفاصلة بين الجلسات ضرورية، موضحًا أن “ثلاث جولات مع فترات تهدئة بين كل منها، سواء عبر الهواء النقي أو الدش البارد أو أحواض الغطس، غالبًا ما تكون الأنسب“.

علامات الإنهاك الحراري

تشمل المؤشرات الجسدية التي تدل على ضرورة الخروج من الساونا: الدوار، أو الشعور بخفة الرأس، أو الغثيان، أو صعوبة التنفس. وقال كومبس: “من الأفضل أن تنهي الجلسة قبل أن تصل إلى هذه المرحلة”، مضيفًا أن التعرق الشديد وتغير نمط التنفس علامات على الإنهاك الحراري.

وأشار أيضًا إلى تفاوت درجات الحرارة داخل الساونا، قائلًا: “سجلنا فرقًا يصل إلى 15 درجة مئوية بين المقاعد السفلية والعليا في الساونا الفنلندية”. ونصح المبتدئين بالجلوس على المقاعد السفلية والبدء بجلسات قصيرة مع زيادة التحمل تدريجيًا.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى