كيفية تعليم الفرق بين الصواب والخطأ للأطفال في سن ما قبل المدرسة

غالباً ما يتغاضى معظم الآباء والأمهات عن نوبات غضب أطفالهم أو أفعالهم التي قد تُعتبر خاطئة، مدعين أنهم مجرد أطفال. بوصفنا آباء وأمهات، نشعر أننا نعطي الوقت الكافي لأطفالنا لتعليمهم الصواب من الخطأ، لكن هذا ليس صحيحاً؛ فالسنتان الأُوْلَيَان من حياة الطفل حاسمتان في غرس بذور الانضباط والشخصية. إذا رضختِ لكل ما يطلبونه ولم تُؤدبيهم عند الحاجة؛ فسيدركون في النهاية أن الصراخ والبكاء يساعدهم على تحقيق كل ما يريدون. وقبل أن تدركي ذلك، سيصبح تأديبهم مهمةً أكثر صعوبة مما تتمنين. إليك بعض الأمور التي تجب مراعاتها عند تعليم طفلك الصواب من الخطأ.
أشيري إليهم عندما يكونون على حق

هذا صحيح، لتعليم الأطفال الصواب من الخطأ، بدلاً من الإشارة إلى أخطائهم، سلطي الضوء على صوابهم. على سبيل المثال، عندما يشاركونك قطعة شوكولاتة أو يساعدونك في التقاط شيء سقط، يمكنك دائماً قول: “رائع! هذا رائع. أنت/أنتِ فتى/فتاة رائعة”. الآن، سيدركون أن هذا السلوك يُسعِد الجميع، وسيحاولون تقليده قدر الإمكان.
لكن تذكري أن تُسلطي الضوء على أفعالهم الأخلاقية، وليس فقط على درجاتهم العالية في الاختبارات، ثم عند توبيخ الطفل أو مدحه، اشرحي تأثير سلوكه في مشاعر الشخص الآخر.
انتبهي جيداً متى تقولين كلمة “لا” لطفلك؟
مارسي ما تدعين إليه
في نمو الطفل، يمكن تعليمه الصواب والخطأ بطرق متعددة. أقوالك وأفعالك هي ما سيكرره طفلك. إذا واصلتِ إخباره بما يجب فعله وما يجب عدم فعله؛ فقد يستغرق وقتاً أطول قليلاً لفهم الرسالة، لكن إذا أظهرتِ له ذلك وأخبرتِه به؛ فسيستوعبه أسرع. قيم كاللطف والمشاركة والرحمة والتواضع يجب أن تبدأ منك.
علمي أطفالك كيفية التعرف إلى مشاعر الآخرين
يبدأ التفريق بين الصح والخطأ بالوعي العاطفي، أو ما يُعرف بالتعلم الاجتماعي العاطفي “SEL”. ابدئي بمساعدة الأطفال الصغار على إدراك مشاعرهم وتسميتها. عندها، سيتمكنون من فهم مشاعر الآخرين. مثال: “هذا الطفل يبكي؛ لا بُدَّ أنه حزين”.
بعد ذلك، يمكنهم ربط أفعالهم بمشاعر الآخرين؛ ليفهموا التأثير المباشر لسلوكهم في العالم من حولهم. “لقد أخذت لعبتهم، والآن هم حزينون”. وأخيراً، أريهم كيفية حل الموقف. بالنسبة لطفل في سن ما قبل المدرسة، قد يعني هذا مرافقته إلى الطفل الباكي، وتشجيعه على الاعتذار، وحثه على إصلاح أخطائه “مثل إعادة اللعبة”. عندما يكبرون قليلاً، يمكنك تذكيرهم بالتصرف، ولكن دعيهم يفعلون ذلك بمفردهم، ليميزوا بأنفسهم بين الصح والخطأ.
ركزي على العواقب

كيف نتعلم الفرق بين الصواب والخطأ؟ لنفترض أن طفلك أخذ لعبة من طفل آخر، يمكنك استخدام هذه الموقف لتعليمه الصواب من الخطأ. أظهري لطفلك أن الطفل الآخر حزين وغاضب الآن. اسأليه إن كان يعتقد أنه من الصواب أن يُحزن شخصاً آخر. يشعر الأطفال بالذنب بقدر البالغين؛ لذا سيُعلِّم هذا طفلك تلقائياً أن يكون أكثر حذراً في تصرفاته.
أساليب إيجابية لتربية الأطفال والتعامل معهم
اعرفي متى تتجاهلين طفلك
أحياناً يتصرف الأطفال عمداً لجذب انتباهك. عليك أن تعرفي متى تتجاهلين هذا السلوك. متى يتعلم الطفل الفرق بين الصواب والخطأ؟ أحياناً، يكون تجاهل السلوك السيئ وسيلة فعَّالة لإيقافه. ما داموا لا يفعلون شيئاً فظيعاً أو خطيراً؛ يمكنك تجاهله. سيتعلمون في النهاية أن لا أحد ينتبه، ومن المرجح أن يتوقفوا عن ذلك.
استمعي إلى طفلك بعناية
انتبهي لسبب تصرف طفلكم الخاطئ. ربما يشعر بالغيرة، أو يشعر بأنه لا يُنصَت إليه، أو ربما لا يدرك أنه على خطأ. اجلسي معه واشرحي له بكلمات واضحة أن ما يفعله سيوقعه في مشكلة. افهمي وجهة نظر ومصدر سلوك الطفل. ولا تجعليه يشعر أبداً بالإهمال؛ فهذا أحد الأسباب الرئيسية لسوء السلوك.
هذه التقنيات، إلى جانب العديد من التقنيات الأخرى، يمكن أن تساعدكِ على توجيه طفلكِ نحو المسار الصحيح منذ سن مبكرة. ستندهشين من مدى استيعاب عقل الطفل وهو صغير. وضع الحدود، وإشراكه في أنشطة تعليمية ممتعة، والسماح له بتعلم بعض الأشياء بمفرده، كلها أمور تساعدكِ أيضاً على تعليمه الصواب من الخطأ.
قومي بتوجيه الأطفال الأكبر سناً بلطف
