كاتب أميركي: العالم على حافة الهاوية بعد 6 أشهر من الحرب بأوكرانيا والقادم أسوأ

نشرت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) مقالا للكاتب الأميركي إيشان ثارور حاول فيه التوصل لحصيلة الشهور الستة الماضية من الحرب في أوكرانيا، واصفا الوضع الراهن بأنه ترك العالم على حافة الهاوية، وأن ما جرى حتى اليوم هو مجرد توطئة لقادم أسوأ.

يقول الكاتب إن الاستقرار قد يكون بعيد المنال، ومع استمرار الحرب يخشى الخبراء من اتساع قوس الخطر والانتقام، ومن الهجمات المدمرة على المناطق المدنية إلى الاغتيالات والتخريب عبر الحدود، وإلى التهديد المستمر المتمثل في سوء التقدير النووي.

ونقل عن المعلق الجيوسياسي البرتغالي برونو ماسايس قوله إن العالم شهد حتى اليوم 6 أشهر طويلة من الحرب، وما زلنا نشعر بإحساس أنها كانت مجرد مقدمة.

نقطة تحول في التاريخ

وأشار ثارور إلى أن الحرب بأوكرانيا هيمنت على عناوين الأخبار الدولية، وعطلت سلاسل التوريد العالمية، وأثارت روحا جديدة من التضامن في الغرب، أما بالنسبة للعديد من الأوروبيين فقد كانت هذه اللحظة بمثابة “نقطة تحول في التاريخ”، كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز في الأسابيع الأولى من الصراع.

وقال إن الأبعاد الأخلاقية الصارخة للحرب أدت إلى سقوط الموازين عن أعين النخب الأوروبية التي سعت إلى تسوية سلمية مع روسيا، كما أطلقت وضعا لم يشهده قلب أوروبا منذ عقود أنهى التفاؤل السهل في سنوات ما بعد الحرب الباردة مباشرة. ومع ذلك، نسب إلى جيريمي كليف محرر الشؤون الدولية بمجلة “نيوستيتسمان” قوله إن ملامح ما يقدم عليه العالم “لا تزال ضبابية”.

واستمر الكاتب يقول إن ضباب الحرب لا يزال يخيم على أوكرانيا، ولا يزال هناك صراع بين الأيديولوجيات وحتى رؤى التاريخ؛ فالأوكرانيون ومؤيدوهم في الغرب يرون أن ما يجري هو حرب عالمية بين الديمقراطية والاستبداد، بين نظام قائم على القواعد ونظام تحكمه القوة الغاشمة.

بوتين يطمح إلى “إعادة توازن العالم”

ويقول ثارور أما بوتين فإنه يرى كل شيء بشكل مختلف؛ فقد دخل أوكرانيا من أجل تعويض مأساة سقوط الاتحاد السوفياتي، التي -كما قال بوتين نفسه- أخلت “بتوازن القوى في العالم”.

وأورد الكاتب آخر مجريات الحرب من “المقاومة الشجاعة” للأوكرانيين و”التراجع المخزي” للروس، وتوسع حلف الناتو، وبدء دول البلطيق تفكيك آثار الحقبة السوفياتية، و”إنهاء حقبة الاستعمار التي طال انتظارها لأوكرانيا وبعض جيرانها من قبل موسكو”، والحصيلة الثقيلة للعقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي، ومقتل ما يصل إلى 80 ألف جندي روسي، وفقا لبعض المصادر الاستخباراتية.

ومن الجانب الآخر، دفع الأوكرانيون ثمنا غاليا للدفاع عن حق أمتهم في الوجود، بمقتل الآلاف ونفي الملايين من ديارهم، والمرابطة المستمرة للقوات الروسية في رقعة واسعة من جنوب وجنوب شرق البلاد. وقال إن المحللين يتوقعون حرب استنزاف طويلة ومريرة في المستقبل، وغير واضحة النتائج حتى اليوم.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى