بعد غياب استمر 13 عامًا، عاد جمال سليمان إلى أرض الوطن، في لحظة مليئة بالمشاعر التي جمعت بين الفرح والحنين. وصول سليمان إلى مطار دمشق الدولي كان مشهدًا استثنائيًا، حيث توافدت الحشود لاستقباله بالزغاريد والهتافات التي ملأت أرجاء المطار، وسط أجواء مليئة بالدفء والترحيب.
لحظات مؤثرة وتصريحات صادقة
عقب وصوله، التقى ET بالعربي مع جمال سليمان الذي تحدث بصراحة عن مشاعره ورحلة العودة التي طال انتظارها. في بداية الحوار، قال سليمان بوضوح: “والله أنا سعيد جدًا جدًا. شعور يعني صعب وصفه. كلّياتنا عم نستنى هذا اليوم. كان دائماً عندي إيمان إنّه نحنا رح نرجع على بلدنا.”
وعندما سُئل عن المكان الأول الذي يودّ زيارته، جاءت إجابته مفعمة بالشوق والوفاء: “والله، قبر والدي ووالدتي. لأنهم توفّوا وأنا ماني موجود بسوريا. بدي روح أقرأ لهم الفاتحة إن شاء الله.”
وعن صديقه الراحل حاتم علي، قال سليمان: “أكيد. جيران. بس قولي حاتم، أنا ودّعته بالقاهرة. وألقت عليه النظرة الأخيرة. بس أنا والدي ووالدتي توفّوا وأنا ماني موجود. ما شفتهم. على كل حال هني مدفونين بـ’باب الصغير’.”
جمال سليمان يدعو ET بالعربي على قهوة الروضة
وعند سؤاله إذا كان سيزور قهوة الروضة، أجاب سليمان ضاحكًا أنه في البداية يخطط للذهاب إلى الفندق، ومن ثم أخبر المراسلة أنه سيعزمها على القهوة (بأسلوب ساخر).
شهادة مؤثرة من شقيقته
من جانبها، عبّرت شقيقة جمال سليمان عن فرحتها العارمة بعودة شقيقها بعد سنوات من الغياب، حيث قالت: “والله ما بقدر أوصفلك. ما بقدر. لأنّه صدقني يعني انتظارنا لجيته ورجعته بحجم الألم اللي هو عاشه بعيد – وبحجم الألم اللي نحنا عشناه كمان، بعيد عنه يعني.”
سوريا : من التحديات إلى الأمل في البناء
وعند لقائه مع الصحفيين على باب المطار، جمال سليمان، الذي عاش تجارب واسعة في الخارج، يؤكد أن “الشعب السوري لا يزال يستحق فرصة للبناء”. فهو يرى أن سوريا كانت على وشك أن تصبح “هونغ كونغ الشرق”، لكن الظروف حالت دون تحقيق ذلك. يروي سليمان كيف كانت سوريا على أبواب تحقيق الاكتفاء الذاتي من الرز، ويُشير إلى دور الشركات مثل “الخماسية” التي كانت رمزاً للزمن الذهبي.
وفيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، يبرز أهمية المحاكمات العادلة لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، قائلاً: “يجب أن تأخذ دورها لأنه يا أما دولة يا أما مو دولة”. في هذه الأوقات الصعبة، يتطلع سليمان إلى بناء سوريا جديدة، عبر تحقيق العدالة أولاً وأخيراً، مؤكداً أن “الشعب السوري رح يرجع يبني سوريا”.