قالت وكالة “بلومبرغ” إن الاتحاد الأوروبي كثف جهوده لبناء علاقات مع القادة السوريين الجدد وإقناعهم بتقليص النفوذ الروسي في البلد الذي مزقته الحرب من خلال زيارة وزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها الفرنسي إلى دمشق.
وأجرت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو، الجمعة، محادثات مع أحمد الشرع الزعيم الفعلي لسوريا حاليا.
وهما أعلى مسؤولين غربيين يزوران سوريا منذ أن أطاحت هيئة تحرير الشام بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي.
وقالت بيربوك إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة سوريا على تحقيق “انتقال شامل وسلمي للسلطة” وجهود إعادة الإعمار. وأقرت بأنه سيكون “طريقا وعرا”.
ولا تسيطر هيئة تحرير الشام بعد على كل سوريا ومن المحتمل أن تمر سنوات قبل أن تستقر البلاد بما يكفي لإجراء الانتخابات. كما لا يزال العديد من السوريين والدول الغربية قلقين من هيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة .
ورفعت الولايات المتحدة، التي أرسلت مسؤولين للقاء الشرع الشهر الماضي، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عنه، لكنها لا تزال تصنف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، كما يفعل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
وقالت بيربوك في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني قبل زيارتها “لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أعطى المجتمع السوري الجديد جميع السوريين، نساء ورجالا، بغض النظر عن الفئة العرقية أو الدينية، مكانا في العملية السياسية، ومنح الحقوق وقدم الحماية”.
وبالنسبة لبرلين، فإن العلاقة مع هيئة تحرير الشام لها أهمية إضافية لأنها تريد عودة بعض السوريين الذين هاجروا إلى ألمانيا من حوالي مليون سوري.
وأوضحت بيربوك: “نحن نعرف من أين أتت هيئة تحرير الشام أيديولوجيا، وماذا فعلت في الماضي. “على الرغم من كل الشكوك، يجب ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري عند مفترق الطرق المهم هذا”.
ودعت روسيا إلى التخلي عن وجودها العسكري في سوريا.
ويحتفظ الكرملين بمنشأتين رئيسيتين في البلاد، ميناء بحري في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، وقاعدة جوية قريبة في حميميم.
وتأتي تعليقاتها في الوقت الذي تستكشف فيه بعض دول مجموعة السبع وحلفائها طرقا لتمكين سوريا من إيجاد بدائل لواردات النفط والغذاء الروسي ، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.
وأرسلت أوكرانيا إلى سوريا شحنة من القمح الشهر الماضي. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي الخميس إنه يريد استعادة العلاقات الدبلوماسية. تم قطعها في عام 2022 بعد أن دعم الأسد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت بلومبرغ أن المحادثات جارية بين موسكو وهيئة تحرير الشام للسماح للقوات الروسية بالبقاء، إذ سيكون خروج هذه القوات بمثابة ضربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان حليفاً حاسماً للأسد، مما يقلل من نفوذه في الشرق الأوسط ويجعل من الصعب على موسكو إدارة عملياتها العسكرية في أفريقيا.
واتهمت بيربوك، التي قالت إنها وبارو في سوريا لتمثيل الاتحاد الأوروبي الأوسع، بوتين بالتستر على الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية.
وقالت “لن ينسى الشعب السوري التفجيرات المكثفة وانتهاكات حقوق الإنسان”. وأضافت “ألمانيا وشركاؤها الدوليون ملتزمون أيضا بضمان عدم تعطيل العملية السورية الداخلية من الخارج”.
متابعات