من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا ؟ وما رد ألمانيا على أنباء التحذير السعودي من “الطبيب القاتل”

أعلن متحدث باسم الشرطة الألمانية أنه “لا توجد لديه معلومات عن التحذير السعودي من المشتبه به في هجوم سوق عيد الميلاد” الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات.

وأضاف المتحدث أن دوافع تنفيذ الهجوم الذي استهدف سوقاً لعيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ لا تزال غير واضحة.

وكانت وكالة رويترز أعلنت أن مصدراً سعودياً قال لها، إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم، الذي نشر آراء يمينية متطرفة على حسابه الشخصي على موقع “إكس”، حسب المصدر ذاته.

وأعربت السعودية عن “إدانتها” لواقعة الدهس مبديةً “تضامنها” مع برلين.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان عبر منصة “إكس”، السبت، “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية حادثة الدهس… معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وأسر الضحايا. وتؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف”.

وقال مصدر سعودي لرويترز إن المملكة حذرت السلطات الألمانية من المهاجم، وهو طبيب نفسي، بعد أن نشر آراء متطرفة تهدد السلم والأمن على حسابه الشخصي على موقع إكس.

الهجوم الذي جد مساء الجمعة، أسفر عن مقتل 5 أشخاص وجرح 200 آخرين، عدد كبير منهم في حالة حرجة.

وكانت الشرطة الألمانية ألقت القبض على رجل سعودي يبلغ من العمر 50 عاماً، كان يقيم في ألمانيا منذ عام 2006، أين عرف بميوله المعادية للإسلام، حسب وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايزر، التي رفضت هي الأخرى تأكيد دوافع قيامه بذلك.

وزيرة الداخلية في ولاية ساكسونيا – أنهالت، تامارا تسيشانغ، قالت إن المشتبه به دخل ألمانيا عام 2006، وسبق أن عمل كطبيب نفسي في مدينة بيرنبرغ، على بعد 30 ميلاً من ماغدبورغ، أين وقع حادث الدهس.

شرطة مدينة ماغدبورغ أعلنت أنها أغلقت سوق عيد الميلاد الذي شهد الهجوم، وأنها تنفذ عملية واسعة داخله.

ورغم أن السلطات الألمانية لم توجه أي تهمة رسمية بشأن الهجوم، إلا أن وسائل إعلام محلية حددت المنفذ على أنه سعودي مقيم في ألمانيا اسمه، طالب عبد المحسن.

المستشار الألماني، أولاف شولتز، قال أثناء زيارته موقع الهجوم، إن الحادث “فظيع ومأساوي”. وأضاف شولتز أنه يجب معرفة الجاني والدوافع التي جعلته يقوم بذلك.

من جهته أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه كان على اتصال بالمسؤولين الألمان في أعقاب هجوم سوق عيد الميلاد.

رئيس حكومة ولاية ساكسونيا – أنهالت، راينر هاسلوف، قال إن المشتبه به، الذي قام بقيادة السيارة عبر شارع ضيق مليء بالمارة، في مدينة ماغدبورغ، هو طبيب نفسي سعودي.

هاسلوف أضاف أن المشتبه به قام بذلك بشكل فردي، وأنه لا يوجد خطر على الأمن العام حالياً.

المدعي العام في مدينة ماغدبورغ، هورست فالتر نوبنز، قال السبت، إن المشتبه به في تنفيذ عملية الدهس في سوق عيد الميلاد بالمدينة، “كان ممتعضاً” على ما يبدو من طريقة معاملة السلطات الألمانية لطالبي اللجوء السعوديين.

وأضاف نوبنز أن التحقيق مازال جارياً، لكن “يبدو أن هناك خلفيات إجرامية وراء الحادث”.

رئيسة بلدية ماغدبورغ، سيمون بوريس، قالت إن كاتدرائية المدينة ستشهد تأبين الضحايا على الساعة 7 بالتوقيت المحلي اليوم، في انتظار الكشف عن مزيد من المعلومات عن ملابسات الحادث ودوافعه.

و قال رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية، راينر هاسيلوف، السبت، إن المشتبه به في هجوم الدهس، هو طبيب يبلغ من العمر 50 عاما من المملكة العربية السعودية، ويعمل في الولاية ويعيش في ألمانيا منذ عام 2006.

ولم يتم تحديد هوية المشتبه به رسميا بعد، لكن وسائل الإعلام الألمانية أطلقت عليه اسم “طالب أ”، وحجبت اسمه الكامل بما يتماشى مع قوانين الخصوصية.

وتم القبض عليه ويُعتقد أنه تصرف بمفرده. ويعيش المشتبه به في مدينة برنبورغ، على بعد حوالي 25 ميلا جنوب ماغديبورغ.

وورد أنه عمل على مساعدة السعوديين، وخاصة النساء، على الفرار من وطنهم.

وفي حساب على منصة “إكس”، تم حذفه الآن ويبدو أنه يخص المشتبه به، نشر منشورات معادية للإسلام، وأعرب عن تعاطفه مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، حتى أنه اتهم ألمانيا بتعزيز أسلمة البلاد.

ولم تنسب السلطات الألمانية أي دافع للمشتبه به بعد.

ويشار إلى أن ماغديبورغ هي عاصمة ولاية ساكسونيا أنهالت وتقع على بعد حوالي 100 ميل غرب برلين.

نبذة عن عبدالمحسن :

وصل عبد المحسن إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع لاجئ، كما عمل في منطقة ساكسونيا أنهالت التي تقع عاصمتها ماغدبورغ على بُعد 160 كيلومترا من برلين.

ووفقا لصحيفة “فايننشال تايمز” كان الرجل معروفا بين المهاجرين السعوديين، كما كان يساعد طالبي اللجوء خصوصا النساء.

وتنقل الصحيفة عن تقارير إعلامية ألمانية القول إن المشتبه به ولد في مدينة الهفوف التابعة للإحساء في السعودية وجاء إلى ألمانيا في مارس 2006 للدراسة.

وفي يوليو 2016، تم منحه وضع اللاجئ بعد أن ادعى أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب خروجه عن الإسلام.

قالت السلطات إنه كان يعمل كطبيب ومعالج نفسي في بيرنبورغ، وهي بلدة تضم 32 ألف نسمة.

أفادت صحيفة “دير شبيغل” أنه كان ناشطا ساعد الأشخاص، وخاصة النساء، على الفرار من السعودية، وكان يدير موقعا على الإنترنت يقدم معلومات حول نظام اللجوء الألماني.

معادٍ للإسلام

بحسب وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر فإن المشتبه به، الذي أعتقل بعد الهجوم، معادٍ للإسلام.

أحجمت الوزيرة عن التعليق على الانتماءات السياسية للرجل، إلا أن مجلة دير شبيغل ذكرت أن المشتبه به متعاطف مع أفكار حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، دون أن تذكر مصدر هذه المعلومة.

وقالت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ” إنها أجرت مقابلة مع المشتبه به في عام 2019، ووصفته بأنه ناشط مناهض للإسلام.

ونقل عنه قوله “أناس مثلي، لديهم خلفية إسلامية لكنهم لم يعودوا مؤمنين، لا يقابلهم المسلمون هنا بتفهم أو تسامح. أنا أشد منتقدي الإسلام. إذا كنت لا تصدقني، اسأل العرب”.

في إحدى المقابلات مع صحف ألمانية قال إنه “ارتد” عن الدين في عام 1997.

وأضاف: “كنت أجد الحياة في السعودية معاناة، عليك أن تتظاهر بأنك مسلم وتتبع جميع الطقوس. كنت أعرف أنني لا أستطيع العيش في خوف، وعندما أدركت أنه حتى النشاط السري سيعرض حياتي للخطر كمسلم سابق من السعودية، تقدمت بطلب للجوء”.

وفي مقابلة أخرى، قال إنه كتب منشورات تنتقد الإسلام في منتدى على الإنترنت كان يديره الناشط رائف بدوي، وتلقى بعدها تهديدات بالقتل.

وأضاف: “كانوا يريدون ذبحي إذا عدت إلى السعودية. لم يكن من المنطقي أن أعرض نفسي لخطر العودة ثم القتل”.

تقول صحيفة “فايننشال تايمز” إن عبد المحسن تبنى في الأشهر الأخيرة موقفا منتقدا للغاية تجاه السلطات الألمانية بسبب سياساتها في الهجرة.

وفي منشور له على “إكس” في نوفمبر دعا ألمانيا إلى “حماية حدودها ضد الهجرة غير القانونية”.

وكتب في المنشور: “أصبح من الواضح أن سياسة الحدود المفتوحة لألمانيا كانت خطة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل لأسلمة أوروبا”.

كما طالب ألمانيا بإلغاء أجزاء من قانون العقوبات التي يقول إنها “تحدّ من حرية التعبير” من خلال “جعل إهانة أو التقليل من شأن العقائد أو الممارسات الدينية جريمة”.

يحتوي ملفه الشخصي على “إكس” على صورة لرشاش آلي ويدعي أن “ألمانيا تطارد طالبي اللجوء السعوديين النساء، داخل وخارج ألمانيا، لتدمير حياتهن”.

في وقت سابق من هذا الشهر، أجرى مقابلة مع مدونة معادية للإسلام، حيث اتهم السلطات الألمانية بتنفيذ عملية سرية لملاحقة السعوديين الذين تركوا الإسلام، في حين تمنح اللجوء للجهاديين السوريين، وفقا للصحيفة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى