إن لأساليب التربية تأثيراً كبيراً على نمو الطفل، وقد يشمل ذلك طرق التفكير والسلوكيات التي تحدد تصرفات الطفل حتى مرحلة البلوغ، ولكل عائلة أسلوب تربية مختلف، ومع ذلك فإن الشيء الأساسي الذي يحتاج الآباء إلى تعليمه لأطفالهم؛ هو غرس روح المسؤولية والتي تعتبر قيمة أخلاقية مهمة في الحياة الاجتماعية للطفل، لذلك يجب تعليمها لدى الأطفال منذ الصغر؛ لأن براءة الأطفال تشجعهم على إلقاء اللوم على الآخرين لتجنب العقاب. فيما يلي، وفقاً لموقع “raisingchildren”، بعض الطرق التي يمكنك من خلالها غرس تحمل المسؤولية لدى الأطفال.
البدء في سن مبكرة
يجب غرس مهارة المسؤولية لدى الأطفال منذ سن مبكرة، فعلى سبيل المثال؛ عندما يلعب الطفل ولكنه فجأة يريد أن يفعل شيئاً آخر، يمكن للوالدين غرس المسؤولية؛ من خلال تشجيعه على ترتيب ألعابه أولاً قبل البدء بممارسة نشاط جديد، ويمكن لهذه الطريقة أن تساعد الطفل على إدراك المسؤولية عما يفعله، وأن يكون مسؤولاً عن العناية بالأشياء التي يمتلكها.
ربما تودين التعرف إلى كيفية جعل طفلك أكثر مسؤولية واهتماماً
مفهوم المسؤولية
عندما يرتكب طفلك خطأ ولا يريد الاعتراف بخطئه؛ لا توبخيه على الفور، فهذا لن يجعل طفلك يرغب في الاستماع إلى ما تقولينه، بل يمكن أن يجعله يبكي أو حتى يرد على كلامك.
تعد أفضل طريقة لفعل ذلك هي أن تشرحي له الأخطاء التي ارتكبها، وتسأليه من المسؤول، مما سيساعد تفسير السبب والنتيجة الأطفال على فهم المسؤولية، فإذا لم تنجح هذه الطريقة، فحاولي تقديم تفسير أبسط، والتأكيد على ما يجب على الطفل فعله ليتحمل مسؤولية أخطائه، ولا تنسي تنبيه طفلك بعدم تكرار نفس الخطأ في المرة القادمة.
تعريف الأطفال بالقواعد المختلفة
يعد قضاء وقت الفراغ مع طفلك هو أفضل فرصة لشرح القواعد المختلفة، سواء في المنزل أو في المدرسة أو في الأماكن العامة، فعليك الشرح له ما هي العواقب التي ستترتب على انتهاك الطفل للقواعد؟ وبهذه الطريقة، سيكون الأطفال أكثر حذراً قبل التصرف، وسيكونون أيضاً مسؤولين عن اتباع القواعد.
ارتداء الملابس بمفرده
يمكنك تعليم طفلك كيفية ارتداء ملابسه الخاصة منذ سن مبكرة، خاصة عندما دخول المدرسة، مما يجعل الطفل أكثر استقلالية وتحملاً للمسؤولية منذ الصغر، ولا يتعين عليه انتظار المساعدة من والديه عند الاستعداد للذهاب إلى المدرسة.
تعليم الأطفال العواقب
يجب أن يتعلم الأطفال عن عواقب كل سلوكهم، فإنهم بحاجة إلى معرفة أن كل خيار يتخذونه له عواقب جيدة أو سيئة. من المهم أن يفهم الأطفال العواقب؛ حتى يكونوا أكثر مسؤولية. على سبيل المثال، إذا لم يقم طفلك بواجبه المنزلي؛ فأخبريه بأنه ستكون هناك عواقب لهذا الإجراء.
عندما يرتكب الأطفال الأخطاء، يمكن للوالدين إعطاء الأطفال عدة خيارات للعقاب، ويمكن لهذه الطريقة أن تحفز الأطفال على اتخاذ الخيارات عند مواجهة المشكلات، والتفكير في السبب والنتيجة، وفي النهاية اتخاذ القرار الأنسب، مع الاستمرار في تعليم الأطفال التفكير في أفعالهم، والبحث عن الحلول، ومحاولة أن يكونوا دائماً أفضل من ذي قبل، فتعد مهارات حل المشكلات مهمة؛ حتى يتمكن الأطفال من تحمل مسؤولية سلوكهم.
كوني قدوة حسنة للأطفال
تعد إحدى أفضل الطرق لغرس روح المسؤولية لدى الأطفال هي أن تكوني قدوة لهم في تصرفاتك، فيميل الأطفال إلى التعلم من خلال المشاهدة وتقليد الأشخاص الأقرب إليهم، ومراقبة سلوكياتهم.
المساعدة في الأعمال المنزلية
يمكنك دعوة أطفالك للمشاركة في الأعمال المنزلية، كترتيب السرير، والكنس، والمسح، والطبخ، ونحو ذلك. ولكن تأكدي من منحهم المهام المناسبة لعمرهم، فمن خلال مساعدتهم لكِ في المهام المنزلية؛ ستعلمينهم أن يكونوا مسؤولين عن الثقة التي منحتِها لهم.
أيضاً يمكنك مساعدة أطفالك بتربية الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب، وتعليمهم كيفية إطعامهم بانتظام، ودعوتهم للعب، وتحميم حيواناتهم الأليفة.
الثناء على الطفل والمكافآت
يلعب الثناء والتقدير دوراً مهماً في تعزيز مهارة المسؤولية لدى الأطفال، فعندما يكمل الطفل مهمة بنجاح أو يظهر موقفاً مسؤولاً، فإن الثناء الصادق من الوالدين، مثل “جيد جداً، لقد أكملت مهمتك!” سيمنحه حافزاً إضافياً أيضاً؛ من خلال منح المكافآت المناسبة، سيشعر الأطفال بالتقدير والتحفيز لمواصلة تحمل المسؤولية، وسيفهمون أن جهودهم معترف بها.
تعلم إدارة الوقت
يعد تعليم إدارة الوقت للأطفال منذ سن مبكرة أمراً مهماً جداً لتكوين أنماط جيدة من المسؤولية في المستقبل، فالأطفال الذين يتم تعليمهم كيفية إدارة وقتهم، على سبيل المثال، من خلال وضع جدول يومي يتضمن الأعمال المنزلية ووقت اللعب، سوف يتعلمون تحديد الأولويات لأنهم بحاجة إلى أن يفهموا أن هناك وقتاً للعب والدراسة وإكمال المسؤوليات الأخرى.
التحلي بالصبر والاتساق
إن عملية تعليم الأطفال المسؤولية تتطلب الصبر من الوالدين، فلن يفهم الأطفال على الفور جميع المسؤوليات بشكل مثالي أو ينسون المهام، لذلك يجب على الوالدين التحلي بالصبر في تعليمهم مراراً وتكراراً، ومنحهم الفرص لتصحيح الأخطاء ليتعلموا أن هناك التزامات يجب إكمالها، على الرغم من أنها قد لا تكون ممتعة دائماً.
إشراك الأطفال في صنع القرار
إن إشراك الأطفال في اتخاذ القرار، سواء في شؤون الأسرة أو المهام اليومية، يمكن أن يجعلهم يشعرون بالتقدير والمسؤولية الأكبر عن القرارات التي يتخذونها. على سبيل المثال، قومي بدعوة طفلك لمناقشة توزيع المهام في المنزل، أو اختيار أنشطة نهاية الأسبوع. وهذا من شأنه أن يزيد من إحساسه بملكية القرار، وسيكون تلقائياً أكثر جدية في تنفيذ مسؤولياته.
* ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.