كيف أتعامل مع المراهقين بذكاء؟ في عالم تحكمه التكنولوجيا

بصفتك أماً، ينتظرك، في سن مراهقة الطفل، المزيد من تعلم ما يمكنك القيام به، فأنت بحاجة لتبني الاستراتيجيات التي يجب تنفيذها، والمزيد من الفرص اللامنهجية، والمزيد من نظافة الطفل قبل النوم، والمزيد من خيارات الطعام الصحي، والمزيد من تجارب الحياة، والمزيد والمزيد. كل هذا للتعامل مع المراهق، بذكاء ومن دون المساس بخصوصيته، فنحن في عالم تحكمه التكنولوجيا، وعلينا تبرير الكثير من تصرفات المراهق، والأخذ بعين الاعتبار أن زمانه يختلف عمّا كنا نعيش فيه، فهناك سبعة أشياء أخرى تحتاجين إلى الاهتمام بها، كما يدلك عليها الأطباء النفسيون والخبراء الاجتماعيون.

عندما يكون أطفالك صغاراً، قد تتجاهلين الحديث معهم، وتجدين أن أمورهم ستمر، في النهاية أنت تتعاملين مع أطفال، لكن عندما يصبح أطفالك في السابعة عشرة والسادسة عشرة والثالثة عشرة والثانية عشرة، ستشعرين بكم هائل من المسؤولية وأن الأمومة تحولت إلى عبء ثقيل. في السنوات الأولى من حياة طفلك كنت مشغولة للغاية بمحاولة “القيام بتوفير معيشتهم على النحو الصحيح”. مع أن ما تقومين به هو هدف غير محدد ومتحرك.

سيصبح كل هذا معقدًا بسبب الغزاة في منزلك، حيث إن الشاشات استحوذت على انتباه أطفالك وإبداعهم، ناهيك عن اهتمامك أنت وإبداعك، فحسب الإحصائيات أن 90% من طاقة الأمهات هذه الأيام تتجه نحو إدارة وقت الشاشة، لن تتمكني من تحمل أطفالك عندما تكون وجوههم في أجهزتهم.

طرق أكيدة لتربية الأطفال بذكاء

في هذا العالم المدفوع بالتكنولوجيا! لدينا العديد من الاقتراحات، لكي تتعاملي مع أولادك المراهقين بذكاء:

ابدأي بالطريقة التي تريدين أن تنتهي بها

اشتري لهم جهاز iPad واحداً

بمعنى، إذا كنت تريدين مراقبة الشاشات طوال الوقت الذي يقضيه أبناؤك المراهقين تحت سقفك، فاشتري لهم جهاز iPad واحداً، وقومي بقضاء بعض الوقت معهم، في متابعته، وإذا أعطيت ابنك الأكبر سنًا هاتفاً، لا تقدميه له إلا في بداية الصف السابع، ولا تعطي ابنك الأصغر هاتفاً حتى يبلغ العمر المناسبة.
فالعلاقة بينك وبين أطفالك ليست معادلة يجب حلها، بل هي كيان ديناميكي ومتطور باستمرار.

تحدثي بصراحة عن المشاعر

اجعلي المراهق يشعر بالراحة عند التحدث بصراحة عن مشاعره على سبيل المثال، لا تقولي له عبارة مثل “الأولاد لا يبكون” فهي تقمعه، وتعزز فيه الذكورة السامة. لذا، إذا كان أبناؤك يميلون إلى إخفاء المشاعر، فقد حان الوقت لاتخاذ خطوات لإخراج كل شيء إلى العلن.
ابدأي بالتعبير عن مشاعرك وتصنيفها في المحادثات اليومية. على مائدة العشاء، يمكنك أن تبدأي تقليدًا بسؤال بعضكما البعض عن يومكما، ثم أجيبي بـ “اليوم شعرت بـ كذا وكذا” أو “اليوم فعلت Xكذا ما جعلني أشعر بكذا”. هذه طريقة بسيطة للبدء في التعرف على المشاعر والتحقق منها. قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء في البداية، لكنه سيصبح طبيعيًا قريبًا بالنسبة لك ولأسرتك، ستساعد هذه الأساليب طفلك المراهق على التفكير في كيفية تأثير بعض المواقف أو الأشخاص أو الأحداث عليه. قد يكون من الصعب عليه فهم المشاعر، لذا فإن تسمية العواطف والتعبير عن الفرق بينها قد يكون مفيدًا للغاية. علاوة على ذلك، فإن التعرف على المشاعر هو الخطوة الأولى نحو فهم كيفية إدارتها.

حددي أياماً خالية من الشاشات

عليك تنفيذ هذا الشرط، بوضع سلة عند الباب لجمع الهواتف في وقت ما من المساء، وضعي هاتفك فيها أيضًا. اجلسوا كعائلة (بمجرد أن يكبر أطفالك بما يكفي) وتوصلوا إلى اتفاقيات عائلية تعاونية حول الشاشات، ثم ألصقوا هذه الاتفاقيات على باب الثلاجة. وضعوا قيوداً على الشاشات ووقتاً للراحة على الهواتف، ثم قومي بنمذجة ما تحاولين تعليمه لأبنائك من خلال مراقبة استخدامك للهاتف.

اعلمي أن تنفيذ أبنائك لهذا الشرط باقتناع، سيستغرق سنوات لتتمكني أن تكوني أماً بعقلانية وذكاء.

اسألي نفسك: ما الذي تتمنين أن يأخذوه معهم؟

اسألي نفسك: ما الذي تتمنين أن يأخذوه معهم؟

في اليوم الذي لن يعيش فيه أطفالك تحت سقفك، ما الذي تتمنين أن يأخذوه معهم؟. أول ما عليك تمنيه لأطفالك، هو أن يكونوا أحرارًا في أن يكونوا كما هم وأن يعرفوا دون أدنى شك أنهم يستحقون الحب. وأن يتعلموا كيف يثقون في الآخرين ويستخدمون أصواتهم في هذا العالم. ولكن أعلمي أن الأمر المختلف الآن هو أننا نواجه العديد من الرسائل والعديد من المحفزات، والعديد من الأصوات التي تتنافس على جذب انتباه أطفالنا. ويبدو من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نكون واضحين للغاية بشأن تربيتنا لأبنائنا من خلال تحديد الخطوط العريضة ثم التمسك بهذا الخط، مهما كلف الأمر.

علمي أطفالك الثقة بأصواتهم

لم يعد من المهم ما إذا كان المراهقون في المستقبل سيتمكنون من تجربة السفر حول العالم أو التفوق في العديد من الرياضات، أو ما إذا كانت درجاتهم مذهلة أو ما إذا كانوا قادرين على إعداد الجدول بشكل صحيح. هذه الأشياء رائعة لكنها إضافية، في التربية الذكية، وليست الهدف. إذا كان أبناؤك يعرفون كيف يثقون في أصواتهم ويستخدمونها، فهذا يعني أنهم يعرفون قيمتهم وكيف يفكرون بأنفسهم. وإذا كانوا يعرفون قيمتهم وكيف يفكرون بأنفسهم، فسوف يوجدون في هذا العالم كبشر متمكنين لن يتم التلاعب بهم، ولن يتحولوا هم أنفسهم إلى متلاعبين.

وهنا تكمن الصعوبة: فالطريقة الوحيدة لتعليم أبنائك كيف يكونون أحرارًا وكيف يستخدمون أصواتهم هي أن تتعلمي أنت كيف تكونين حرة وكيف تستخدمين صوتك، ولا تحاسبي نفسك إذا لم تتمكني أن تعطي أبناءك ما لا تملكينه، فالأمومة لا تتعلق بالعطاء فقط، بقدر ما تتعلق بنفسك وبتطورك كأم.

لا تحاولي أن تكوني “أماً جيدة” فقط

بدلاً من ذلك، افعلي كل ما يلزم لتذكير نفسك بأنك إنسانة صالحة، وأزيلي العوائق التي تمنعك من الوصول إلى هذه الحقيقة واكتسبي المزيد من الأدوات لمساعدتك على تحقيق هذه الحقيقة. ثم قومي بتربية أطفالك من منطلق الإيمان بصلاحك المتأصل.

إن كل ما نقوم به كآباء أو أمهات يتوقف على توجهنا نحو الخير. ونسمي ذلك الاعتقاد بأننا جميعًا “طيبون من الداخل، واعلمي أن السلوكيات ليست اختباراً، لمدى صلاح شخص ما وإلا فإن الحب سوف يصبح متغيراً، لذلك فأن الإيمان بأن أطفالك جيدون من الداخل، يعني أنك تشعرين بالفضول تجاه الأسباب وراء تصرفاتهم، فبدلاً من النظر إلى سلوكهم باعتباره مشكلة تحتاج إلى التعامل معها، اعتبريه بمثابة إشارة إلى قضية أعمق في القلب، أو أنهم يحتاجون لشيء حاولي تلبيته. فعامليهم برفق عندما لا تعجبك سلوكياتهم، واعلمي أنهم يبذلون قصارى جهدهم، وربما لا يملكون الكثير من الأدوات بعد. وهذا ليس خطأهم بصراحة، ولا ينبغي معاقبتهم عليه.

فليكن هدفك قلبهم وليس “المشكلة” وإذا جعلت الشاشات هدفك، فسوف تصرفين طاقتك الثمينة في تربية أطفالك على مراقبة قلوبهم بدلاً من ضمها إليك.

كوني مسؤولة عن ابنك وليس عن حياته

كوني مسؤولة عن ابنك وليس عن حياته

بصفتك أماً فقومي برعاية ابنك لكن لا تتملكي حياته ويتلخص عملك في القيام بما وصفه الشاعر خليل جبران في قصيدته الرائعة عن الأطفال، أن أتعلم كيف أنحني كالقوس حتى يتسنى لأطفالي، كالسهام، أن ينطلقوا بسرعة وبعيداً. إن تربية الأبناء هي طريقة للانحناء. وهي تتطلب تكوين الذات والتحول. ورغم الميل إلى أن الأم تعرف الأفضل، فإن العمل الأكثر صدقاً يتلخص في التواضع والاستماع لأطفالك، بتعليمهم، وأنت لن تتمكني من تربية أطفالك بالطريقة الصحيحة، بغض النظر عن عدد الدقائق التي تسمحين بها أو لا تسمحين بها أمام الشاشات، لذا فمن الأفضل أن تتخلصي من هذه المشكلة. فهم لن يتعلموا كيف يصبحون بشرًا أذكياء عاطفيًا من خلال مجموعة من القواعد. بدلاً من ذلك، امتلكي أنت الذكاء العاطفي، وتابعي معهم ما يجبونه، ويزرع فيهم الفرحة.

*ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى