خريطة توضح أين ينتشر اليمين المتطرف في أوروبا؟

نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية خريطة انتشار اليمين المتطرف في كامل دول الاتحاد الـ27 المعنية بانتخابات البرلمان الأوروبي، وقدمت قراءة سياسية اجتماعية لدلالات هذا الانتشار.

واستندت الصحيفة الفرنسية في تقريرها إلى عالمة الجغرافيا السياسية بياتريس جيبلين التي سلطت الضوء على الأسباب المشتركة وراء صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في الاتحاد الأوروبي، وفقا لسلسلة من الخرائط التي تم تصميمها من نتائج الانتخابات التشريعية في كل دولة عضو.

صعود كاسح

وتُظهر الخرائط التي عرضتها “لوموند” صعودا كاسحا لليمين المتطرف في المجر بشكل أساسي، وبدرجة أقل في بولونيا وإيطاليا، فضلًا عن انتشار هذا التيار السياسي في مختلف دول القارة بنسب متفاوتة.

وبحسب القراءة التي قدمتها الصحيفة، فإن اليمين المتطرف ينتشر بشكل لافت في مناطق ريفية مهجورة، أو مناطق تراجعت عن التصنيع، ومناطق مسكونة بصدمات تاريخية، بحسب تعبيرها.

ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات الأوروبية، التي تجرى في الفترة من 6 إلى 9 يونيو، الجاري صعودًا قويًا من اليمين المتطرف داخل البرلمان الأوروبي، في حين أن أحزاب هذه الحركة تشغل بالفعل مناصب متقدمة في حكومات العديد من الدول الأعضاء.

وتتوقع جميع استطلاعات الرأي صعودًا قويًا لأحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية. ورغم أنه من الصعب في بعض الأحيان تصنيف أحزاب معينة بشكل واضح على أنها يمينية متطرفة، لكن هذه الحركة تلتقي حول قواسم مشتركة.

ووفق “لوموند” تأتي في مقدمة هذه القواسم قضية الهجرة، فقد صوت الجميع ضد ميثاق الهجرة واللجوء، الذي يعتبر “متساهلًا للغاية”.

وأشارت إلى أنّ المناطق التي تسجل فيها الأحزاب اليمينية المتطرفة درجات عالية جدًا هي بشكل عام مناطق ريفية وقليلة السكان، إذ تطغى خطابات القومية والهوية الوطنية، وتروج الأحزاب القومية لجمهور الناخبين فكرة أنها الوحيدة التي “تفهمهم وتدافع عنهم أو حتى تحميهم من نخبة أوروبية تتجاهلهم وتحتقرهم وتفرض عليهم سياسات اقتصادية واجتماعية يرفضونها”.

أسباب الانتشار

وتقدم الصحيفة الفرنسية قراءة سياسية تاريخية لأسباب انتشار هذا الخطاب، ومن ثمة طغيان النزعة اليمينية المتطرفة في هذه الدول، التي “خضعت لقيادة الأحزاب الشيوعية وعاشت تاريخًا مؤلمًا، فقد تم مسح بولندا مرتين من الخريطة، وتم تقسيمها بين ألمانيا وروسيا، فيما فقدت المجر جزءًا كبيرًا من أراضيها وسكانها بعد الحرب العالمية الأولى وفقدت جمهورية التشيك بوهيميا لبعض الوقت”.

ووفق الصحيفة تعاني جميع هذه الدول من أزمة ديموغرافية ــ انخفاض عدد السكان، وانخفاض معدلات المواليد والخصوبة، وهجرة الخريجين الشباب، وشيخوخة السكان ــ وهو ما يغذي شعور جزء من سكانها بأنهم مهجورون.

وفي بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، فإن جذور اليمين المتطرف أقدم (في فرنسا وبلجيكا وهولندا)، وذلك بسبب الهجرة الأقدم والمتمركزة في المناطق الحضرية الصناعية سابقًا.

وقد احتاجت هذه المناطق إلى العمالة في الماضي، ولكنها تأثرت بشكل كبير بتراجع التصنيع، وتفاقم هذا الوضع بسبب عمليات النقل التي سهّلها فتح الحدود وتكامل الدول الشرقية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة، وفق القراءة التي قدمتها “لوموند”.

وفي فرنسا، استغل اليمين المتطرف الشعور بتخلي السياسيين اليمينيين واليساريين عن السكان العاملين، واتهم الأجانب بـ “افتكاك” الوظائف من المواطنين، كما تغذي ظاهرة تجارة المخدرات – بما في ذلك الآن في البلدات الصغيرة والمناطق الريفية والتي غالبًا ما يتورط فيها الشباب الفرنسي من أسر مهاجرة، وانعدام الأمن الذي يولده ـ انتشار نوايا التصويت لليمين المتطرف في تلك المناطق.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى