يمكنك أن تخيلي الضحك وتوجيه الأصابع والتحديق ممن حولك عندما يُصاب طفلك بنوبات الغضب في الأماكن العامة؛ فهي غير مريحة ومحرجة ومهينة تماماً، ولكنها شائعة!
في الواقع، سيكون من الصعب عليك العثور على أم تمتلك الخبرة عند انهيار طفلها الصغير في وسط مكان مزدحم. كما أن مجرد حدوثها لا يعني أنها يجب أن تحدث دائماً؛ لأن الخروج في الأماكن العامة مع طفلك لا ينبغي أن يكون شيئاً تخشينه. أنتِ تنتظرين الإجابة عن الحل، عند الاختصاصيين الذين يضعون لك 4 إستراتيجيات للتعامل الصحيح مع بكاء طفلك في الأماكن العامة، وفي البيت.
إستراتيجيات لتبديد نوبات الغضب بدلاً من التوتر
بطبيعة الحال، يُعد إيقاف نوبة الغضب في المقام الأول مهماً قبل التعامل معها؛ فأنتِ تعرفين طفلك أكثر من أي شخص آخر ما الذي يزعجه؛ لذلك حاولي تجنب نوبة الغضب تماماً من خلال تحمل المسؤولية والتفكير مسبقاً قبل أن تطأ قدمك خارج منزلك.
وبطبيعة الحال، حتى مع أفضل الاستعدادات، في بعض الأحيان لا يمكن تجنب نوبات الغضب الأطفال حتى في الأماكن العامة.
تحدث نوبات الغضب، وفي كثير من الأحيان في الأماكن العامة، عندها قد تميلين إلى الصراخ أو التهديد أو البكاء، ولكن لا تفعلي ذلك! بدلاً من ذلك، ابحثي عن طرق لنزع فتيل نوبة الغضب بدلاً من تأجيج اللهب، وعندما يحدث ذلك، فقد حان الوقت للانتقال إلى الخيار الأفضل الآتي
الإستراتيجية رقم 1: كوني مستعدة
عندما يتعلق الأمر بفعل أي شيء مع الأطفال -وخاصة الخروج في الأماكن العامة- فإن الاستعداد هو المفتاح. قبل مغادرة منزلك، قومي بإعداد قائمة مرجعية ذهنية للمكان الذي ستذهبين إليه وما المشكلات التي قد تنشأ لإثارة نوبة الغضب، ثم استعدي لها! هل تثير رحلة البقالة مع طفلك نوبة غضب في كل مرة تمرين فيها بممر الألعاب ولا تسمحي لابنك بشراء عجلة جديدة؟ هل موعد طبيبك على الجانب الآخر من الشارع من متجر الآيس كريم المفضل لابنتك؟
عندما تبدأ نوبات الغضب في الظهور، يكون الإلهاء هو المفتاح. إن وجود عدد قليل من الألعاب الصغيرة أو كتب التلوين أو الألعاب في متناول اليد يمكن أن يساعد في إبقاء عقل طفلك مشغولاً وإبعاد نوبة الغضب.
أنت بهذا تساعدين الطفل في تطوير مهاراته الحركية الدقيقة والإجمالية. كما تُعتبر الكرات المنسوجة والبيض الهزاز مثالية لإبقاء أطفالك الصغار والرُّضَّع مشغولين، في حين أن لعبة سبينر والمعجون تُعتبر رائعة للأطفال الأكبر سناً.
ومن المهم أيضاً أن تعدي نفسك عقلياً، وعلى الرغم من بذل قصارى جهدك، قد تحدث نوبة غضب الطفل عامة. إذا كان الأمر كذلك؛ فلا تقلقي بشأن حكم الآخرين. بدلاً من ذلك، ركزي على احتياجات طفلك ووضعه، إن معرفة وقبول احتمال حدوث نوبة غضب سيساعدك على البقاء هادئة والاستجابة للموقف بشكل مناسب.
الإستراتيجية رقم 2: امنحي طفلك مهمة تشعره بالمسؤولية
إذا كنتِ مضطرة لاصطحاب ابنتك البالغة من العمر أربع سنوات إلى متجر البقالة؛ فهذا يجعل المهمة أكثر صعوبة بكثير، لأنها تدور بعينيها بشكل لا يصدق، وأنت منهمكة في التسوق من خلال تجربتك، تعلمين أنه من المحتمل حدوث نوبة غضب عامة.
لذلك؛ يمكنك الذهاب بثقة إلى المتجر، ومنح ابنتك وظيفة، اجعليها تجربة ممتعة من خلال البحث في متجر البقالة؟ احملي ورقة وقلم وقومي بترديد قائمة مشترياتك، هل تحتاجين إلى ابتياع أكياس الحبوب؟ أرسلي ابنتك للبحث عن العلامات التجارية الطازجة، وادفعيها للعثور على الخضروات قبل البحث عنها، فهذا سيبقيها مستمتعة طوال الرحلة.
الإستراتيجية رقم 3: تحكمي في رد فعلك
تعرفين أن رد فعلك على نوبة غضب طفلك قد يكون قوياً، لكنَّ هناك خطاً رفيعاً بين المبالغة في رد الفعل وعدم الرد على الإطلاق.
من ناحية، يمكن أن يثبت رد الفعل المبالغ فيه من جانبك لطفلك أنه يستطيع الضغط على أزرارك بنجاح من خلال التصرف في الأماكن العامة، ما يمنحه سبباً لمواصلة السلوك السلبي في المستقبل. ومع ذلك، قد لا يكون من الحكمة عدم الرد على الإطلاق وتجاهل نوبة غضب طفلك إذا كان يحتاج حقاً إلى مساعدتك في التعامل مع مشاعره الكبيرة.
ومن أجل التأكد من أن رد فعلك صحيح، من المهم أن تفهمي أن هناك نوعين من نوبات الغضب: (التلاعب) و(الانهيارات).
ووفقاً للدكتور دانييل سيجل، المؤلف المشارك لكتاب “الطفل ذو الدماغ الكامل”، تأتي نوبات الغضب الأكثر تطوراً من الدماغ المستخدم في التفكير المنطقي وتنظيم العواطف وتقييم العواقب، وفي هذا النوع من نوبة الغضب، يتخذ الطفل قراراً واعياً بالتصرف وتجاوز الحدود للوصول إلى ما يريد، ويمكنه أيضاً أن يقرر التوقف عن التصرف بمجرد الاستسلام لمطالبه. ببساطة، نوبات الغضب هذه مصممة للتلاعب بك.
في حالة نوبة الغضب التي تؤدي إلى الانهيارات، من الأفضل عدم الرد ببساطة على طفلك حتى لا يحصل على مكافأة قوية من التصرف. أخرجي نفسك من الموقف، لا تتواصلي معه بصرياً، ولا تتحدثي باستخفاف، ولا تفاوضي، تنفسي بعمق، وستحتاجين إلى القيام ببعض التدريب على إدارة المشاعر العميقة في المستقبل.
الإستراتيجية رقم 4: غيري المشهد أو الموقف
بعد قضاء صباح طويل في تنفيذ المهمات في جميع أنحاء المدينة، قررت أن تقدمي لطفلك البالغ من العمر عامين وجبة سعيدة ورحلة إلى مكان اللعب. ورغم أنه كان يتصرف بشكل جيد طوال الصباح، لكنه بمجرد أن يتم تناول البطاطس ويبدأ المطعم في الهدوء، تنظرين إلى ساعتك، وتجدين أنه وقت القيلولة، تذهبين إلى ابنك وهو يلعب بسعادة في ملعب الكرات وتقولين له: “حان وقت الخروج يا عزيزتي، نحن بحاجة إلى العودة إلى المنزل للحصول على قيلولة”.
وفجأة، لم يعد الطفل اللطيف الذي عرفته طوال الصباح موجوداً في أي مكان. يرتجف وجهه من الغضب ويبدأ بالصراخ احتجاجاً، وتذرف الدموع، وتبدأ نوبة غضب عامة كاملة.
يمكنك أن تشعر بالآباء الآخرين في الغرفة وهم يحدقون بك. يقدم البعض إيماءة تعزية، من المؤكد أنهم مروا بهذا الموقف من قبل، ولكن معظمهم يحدقون فقط؛ ما يجعلك تشعرين وكأنك نملة تحت عدسة مكبرة.
مع وصول نوبة الغضب إلى ذروتها وتزايد قلقك كل ثانية، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به في هذه اللحظة هو تغيير المشهد. ابحثي عن مكان أكثر خصوصية في المنطقة -ربما الحمام أو سيارتك بالخارج- واخرجي أنت وابنك من الغرفة.
على الرغم من أنه قد يكون محرجاً الابتعاد مع طفل صغير مرفوع فوق كتفك؛ فإن العثور على مكان أكثر خصوصية للتعامل مع نوبة الغضب سيساعد على تهدئة أعصابك ويسمح لك بالتركيز على مساعدة ابنك دون تشتيت انتباه الجمهور.
ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.