سؤال يواجهني بأستمرار؟…

سؤال يواجهني بأستمرار؟…

بقلم / مصطفى محمود

عندما اكتب عن الرئيس العليمي ، فأنا لا اكتب لأجل الناس الضعفاء والمطحونين والمقهورين والمهمشين لأقنعهم بشخص الرئيس العليمي فهؤلاء نادرًا ما يقرؤون ما قد اكتبه ، بل اني اكتب بدلًا منهم ، بدلًا عن الاكثريه اليمنيه الصامته بدلا ممّن لا يعرفون الكتابة ولا يجيدون التعبير عن أنفسهم وعن حبهم وامالهم بالرئيس العليمي ، بدلًا من السجناء الذين تغرق صرخاتهم في ظلام معتقلات سلطات الامر الواقع وامالهم كبيره بالرئيس العليمي في بناء دوله العداله.. وبدلًا من الأطفال الذين يعيشون الحرب ويشعرون بها ويدفعون ثمنها في عالمٍ هم لا يفهمون منه شيئًا، وبدلًا من ملايين المشردين والمضطهدين ومن في حكمهم.

. فلو أخذنا الكتابة عن الدوله مثلًا، فسنجد أنها لا تعني بالضرورة أن تقول للناس من الأعلى ما معنى الدوله ، بل يكفي التعبير عمّا يجول في مشاعر اليمنيين ، من شعور بالقهر والضيم والخوف نتيجة غياب الدوله ، وصياغة رغباتهم في التحرر من سيطرةسلطات الامر الواقع الحوثيين . ومن كل مايكبّل ضميرهم ووجدانهم ويكدّر حياتهم ويملؤها بسلاسل الخوف، من دون أن يستطيعوا هم صياغته بجُملٍ وتعابير ومفاهيم متماسكة، ومن دون أن يعرفوا بالضرورة ما هي الدوله التي يريدونها من الرئيس العليمي، فغالبًا ما لا يعرف الناس المقهورون ما يريدونه بوضوح، بقدر ما يعرفون ما لا يريدونه، وهو قهرهم بالذات.

وفي الواقع، ليس هناك مهمة أصعب، وجوديًا، من مهمة الانتقال من الحرية السالبة (أي التحرر من القيد والتخلص من القهر “إسقاط سلطات الامر الواقع.. مثلًا”) إلى الحرية الموجبة ( التفاف الشعب حول الرئيس العليمي لصناعة حياة جديدة، حياة نريدها ونختارها اختيارًا “بناء بديل ديمقراطي مثلًا”). فإذا كان المعنى الأول يقوم على رفض الحياة القائمة، التي لا نريدها، فإن الثاني يتقوّم بالقدرة على صناعة معنى جديد لما نريده(وظيفتي ككاتب وطني هي صياغة ذلك المعنى، والبحث في ذلك الصراع الذي يعيشه اليمنيين ، بشكل مفرد أو جماعي، للخروج منه بفكرة تعبّر عنه بشكل محايث ومشخّص، لا بشكل مجرد ومتعال. وبهذا اكتب عن الرئيس العليمي بدلًا من الناس، لا بالتوجه إليهم أو من أجلهم فقط)

من وجهة نظري ان الكتابه كفعل مقاوم: من حيث هي كفاح متواصل ضد الحماقة، وضد الموت الذي ينشره الحمقى والمرضى وكارهو الحياة، فكم اصبحت حياتنا بشعة وموحشة عندما سيطروا عليها الحمقى، والمجرمون وستولى على معناها السفلة والأغبياء، مثل أولئك الذين لا يتوقفون عن تدمير وطنهم علىكافه المستويات و بشتى الطرق ينفذون اجندات اقليميه توسعيه ودوليه امبرياليه ويرفعون شعارات مناقضه لافعالهم ثم يصفون اليمنيين “بالمرتزقه ” أو “العملا ”، أو المنبطحين وانوع اخر من داخل الصف الجمهوري ( دعاة السياده) الذين يطالبون باسقاط مجلس القياده الرئاسي لكي تتحول اليمن بشكل جذري إلى “اقطاعيات لأمراء الحرب وسلطات الامر الواقع ، أو أولئك الذين يريدون تحرير الناس بإرجاعهم للوراء،
بالنسبه لي الكتابه هي “إبداع المفاهيم”، كما قال دولوز، ولكن إبداع المفاهيم ليس إضافة كلمات جديدة إلى القواميس الميتة، كما قد يبدو للوهلة الأولى، بل صياغة مشكلة! والمشكلة هي أسئلة وتساؤلات يطرحها الواقع ويعيشها اليمنيين ، وعندما لا يكون السؤال استفسارًا؛ أي متضمنًا للجواب بشكل مسبق (على ما هو سائد في جميع وسائل الإعلام اليوم)، فهو باب واسع للإبداع. وكل إبداع -أيًّا كان نوعه- هو مقاومة. يخلق الفن الصور والحكايات كي يقاوم سلطات الامرالواقع الحوثيين والهويات العابره للوطن او المضاده للهويه الوطنيه الجامعه، يقاوم الفوضى و الموت والنسيان “قبدعمه لرئس الجمهوريه يقام لكل هذه الكوترث والاهوال ، ولذلك تجد اغلب كتاباتي هي خلق السير والسرديات التي تقاوم البروباغندا التي تشوه التاريخ الذي يعيشه اليمنيون الحقيقيون، مضمرا ان تكون كتاباتي هي صوت من لا صوت لهم”، أي البشر العاديون الذي يُحذَفون من سرديات الوطن وحقوق المواطنه ،فعندما اكتب عن الرئيس العليمي احاول خلق المفاهيم التي تنتج وعيًا جديدًا بالمشكلات التي يعيشها اليمنيين ، بهدف مقاومه الواقع وومنع سلطات الامرالواقع تحويله مت المتغير النسبي، إلى أبد، إلى مطلق، وتكبل ملايين اليمنيين تحت مطلقه الفارغ الذي يحط من قيمة الحياة، لتنصّب نفسها حارسًا للموت وانحطاط الحياة.

الكتابه هي فعل مقاومة، بالمعنى الذي ذكرته حنّة آرنت عندما ميزّت بين الشغل ، والعمل ، والفعل ، فإذا كان الشغل هو ما نكدح من خلاله فيزيائيًا لتأمين المأكل والمشرب والمأوى، والعمل هو ما نقوم به فيزيائيًا وعقليًا وما نختاره كمهنة لتأمين الحياة والرفاه الاقتصادي؛ فإن الفعل هو مشاركتنا -كأفراد أحرار- في المجال العام، والمجال العام هو دائمًا فضاء سياسي ويحتاج إلى فعل سياسي، وبهذا المعنى؛ تكون كتاباتي عن الرئيس رشاد العليمي فعلًا سياسيًا، مقاوم من يريدون إغلاق باب السياسة في وجه اليمنيين ، بوصفه إغلاقًا للحياة وانحطاطًا للاجتماع البشري، اذ انهم سيجعلون اليمن بكل عظمته وتاريخه اقطاعيات سلاليه ومناطقيه وحزبيه وطائفيه وعائليه ، وإغلاقُ باب السياسة يعني بالضرزره تسبقه إعاقة الرئيس العليمي وتعثير خطواته المتجهه صوب استعادة بناء الكيان اليمني المحطم والدوله المنهاره بل انه قتلٌ للتغيير، وقتل للفضاء الحر الذي لا يمكن للبشر العيش من دونه..

 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى