دخل قطار الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الثلاثاء، الأراضي الروسية، قبيل لقاءه المرتقب مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فماذا نعرف عن ذلك القطار؟ ولماذا يختاره زعيم كوريا الشمالية للسفر؟
الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” أن القطار عبر إلى منطقة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي آتيا من كوريا الشمالية، مع لقطات مصورة تظهر قطارا بعربات خضراء داكنة تجره قاطرة تابعة للسكك الحديدية الروسية.
وسيلتقي كيم بوتين في وقت لاحق هذا الأسبوع وفق وسائل إعلام روسية، وتأتي القمة، المتوقع عقدها في مدينة “فلاديفوستوك” بأقصى شرق روسيا، وسط تحذيرات من الولايات المتحدة من أن الزعيمين قد يتوصلان إلى صفقة أسلحة، وفقا لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وستكون الزيارة هي أول رحلة خارجية لكيم منذ أربع سنوات، مع إغلاق كوريا الشمالية حدودها بسبب جائحة كوفيد-19.
وستكون أيضا الرحلة العاشرة لكيم منذ توليه السلطة في عام 2011.
لماذا يسافر كيم بالقطار؟
تقع “فلاديفوستوك “على بعد 130 كيلومترا من الحدود مع كوريا الشمالية، وتقدر مدة الرحلة بـ 20 ساعة، وهي أطول بكثير مما يمكن أن تستغرقه أي رحلة جوية، وفقا لصحيفة ” واشنطن بوست”.
يفضل الزعيم الكوري الشمالي السفر في “قطار مصفح راقي” كما فعل والده من قبله
ويفضل الزعيم الكوري الشمالي السفر في “قطار مصفح راقي”، كما فعل والده من قبله.
ومثل والده، الذي كان يخشى الطيران، ووجده، كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية، كان كيم يسافر في الغالب إلى الخارج في قطار مصنوع خصيصا، وهي وسيلة نقل غير عادية لزعيم عالمي في القرن الحادي والعشرين.
وكان كيم جونج إيل، والد الزعيم الحالي، يخشى السفر بالطائرة وكان يفضل السفر بالسكك الحديدية فيما يقرب من اثنتي عشرة رحلة إلى الخارج قام بها خلال الأعوام السبعة عشر التي قضاها في السلطة، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتوفي إثر نوبة قلبية على متن قطاره الشخصي في عام 2011 أثناء سفره إلى مدينة كورية شمالية لإجراء فحص ميداني.
ومن المحتمل أن يكون الأمن هو السبب الأكثر أهمية وراء تفضيل عائلة كيم للسفر بالسكك الحديدية.
قال أحد الحراس الشخصيين السابقين لكيم جونغ إيل إن الزعيم الكوري الشمالي تعهد بعدم السفر جوا بسبب “مخاوف من إطلاق النار عليه من السماء”، حسبما ذكرت “واشنطن بوست”.
ورغم أنه من غير المعتقد أن كيم جونج أون لديه نفس المخاوف، فإن الطبيعة القديمة للأسطول الجوي السوفييتي الصنع في كوريا الشمالية تشكل مصدراً إضافياً للقلق.
ومن جانبه قال رئيس معهد أبحاث كوريا الشمالية في سيول، كيم يونج سو، إن السفر بالسكك الحديدية وليس الجو لا يمنح الزعيم الكوري الشمالي المزيد من الأمن فحسب، بل يمنحه أيضًا بعض الأضواء العالمية.
وأشار إلى أن رحلة القطار تسمح لكيم بـ”الظهور كشخصية غامضة”، وأنه يلتقي بقادة العالم في مواقع مناسبة له”، وفق حديثه لـ”وول ستريت جورنال”.
كيف يبدو القطار من الداخل؟
قليلون من خارج النخبة الكورية الشمالية سافروا على متن قطار الزعيم الكوري الشمالي
ومع ذلك، فإن الصور الفوتوغرافية من وسائل الإعلام الحكومية، وحسابات المسافرين، وتقارير وكالات الاستخبارات، كلها ترسم صورة لقطار السفر الفاخر.
قليلون من خارج النخبة الكورية الشمالية سافروا على متن قطار الزعيم الكوري الشمالي
وإحدى أكثر الروايات تفصيلا عن السفر على متن قطار الزعيم الكوري الشمالي جاءت من المسؤول الروسي، كونستانتين بوليكوفسكي، الذي روى تفاصيل رحلته مع كيم جونغ إيل في كتاب بعنوان “قطار الشرق السريع”.
ووصف كتاب بوليكوفسكي قائمة طعام شهية تضم مجموعة واسعة من الأطعمة المعروضة، وفق ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكتب بوليكوفسكي: “كان من الممكن طلب أي طبق من المأكولات الروسية والصينية والكورية واليابانية والفرنسية”.
وجاء في مقال نشرته صحيفة “تشوسون إلبو” الكورية الجنوبية عام 2009، نقلا عن تقارير استخباراتية، أن القطار يضم إجمالي 90 عربة قطار.
ويُعتقد أن القطار يحتوي على غرفة كاريوكي واتصالات عبر الأقمار الصناعية ومنشأة طبية للطوارئ، وفق “وول ستريت جورنال”.
ويلتف حول جسم القطار شرائط من الطلاء الفولاذي الأصفر والتي تهدف إلى تحصينه ضد الهجمات بالقنابل.
قطار كيم “بطيء ومزعج”
تبلغ سرعة قطار كيم القصوى 55 ميلا في الساعة، وتُعزى السرعة البطيئة للقطار الكوري الشمالي عادة إلى وزنه الهائل، نتيجة للدروع الإضافية التي تم تركيبها على القطار، وفق “واشنطن بوست”.
من المحتمل أن يكون الأمن هو السبب الأكثر أهمية وراء تفضيل عائلة كيم للسفر بالسكك الحديدية
وقال جورجي تولورايا، وهو دبلوماسي روسي آخر سافر مع كيم جونغ إيل في عام 2001، إنه خلال تفتيش القطار من قبل الفنيين الروس، وجدوا أن هناك صفائح مدرعة أسفل عربتي السكك الحديدية الرئيسيتين اللتين يستخدمهما الزعيم الكوري الشمالي للأغراض السكنية والرسمية.
واكتشف الفنيون أيضا أن عربات القطار كانت من أصل سوفيتي ولكن تم تعديلها بشكل كبير في وقت لاحق، وفق ما ذكره “الدبلوماسي الروسي السابق”.
ويتسبب القطار في اضطراب واسع النطاق أثناء سفره، وذلك غالبا بسبب المخاوف الأمنية.
وذكرت صحيفة “تشوسون إلبو” أنه تم إرسال حوالي 100 من عناصر الأمن إلى المحطات لتفتيشها بحثًا عن أي تهديدات محتملة، بينما يتم قطع التيار الكهربائي في المحطات لمنع القطارات الأخرى من التحرك.
تبلغ سرعة قطار كيم القصوى 55 ميلا في الساعة
وذكرت الصحيفة في عام 2009 أن هناك أيضا مجموعة دعم لوجستي كبيرة تضم طائرات نقل جوية سوفيتية الصنع من طراز “Il-76” ومروحيات من طراز “Mi-17”.
وبالإضافة إلى السرعة البطيئة، هناك مضاعفات أخرى، تستخدم شبكة السكك الحديدية الروسية مقياسا مختلف الحجم عن ذلك المستخدم في شبه الجزيرة الكورية، مما يستلزم انتظارا طويلا على الحدود.