على مدار ثمانية أعوام من عمر الأزمة اليمنية، عمل خلالها اللاعب الإقليمي على تحويل اليمن الى ساحة للانقسامات، ازدهرت الفوضى الأمنية في معظم المحافظات الجنوبية المحررة من الحوثيين الذين وضعوا قبضتهم على معظم المحافظات الشمالية، باستثناء محافظتي حضرموت والمهرة ، اللتين حافظتا على هدوء نسبي حتى الآن.
تقاسم نفوذ
في هذا السياق، يعتقد الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الدكتور علي الذهب، أن التطورات في حضرموت تعكس سعي قطبي التحالف السعودي الإماراتي لتقاسم النفوذ شرق اليمن.
وأشار الذهب إلى أن مساعي أقطاب التحالف ممثلة بالرياض وأبو ظبي لتقاسم النفوذ في حضرموت والمهرة هو امتداد لما حدث سابقاً في عدن وسقطرى .
أفاد الذهب بأن ” ما يحدث هو محاولة لضرب بقية القوى الوحدوية المناهضة للانفصال ، معتبراً أن التحالف ما يزال يحكم قبضته على مختلف الأطراف المنخرطة تحت مظلة الحكومة المعترف بها دوليًا .
وحول إعلان حلف قبائل حضرموت للمحافظة ككيان مستقل عن الشمال والجنوب معاً ، يرجح الذهب أن “هذه الخطوة جاءت كشكل من أشكال المناورة في وجه محاولة المجلس الانتقالي الاستفراد بالجنوب” ، لكن الباحث الذهب لا يستبعد في نفس الوقت أن تتطور إلى مشروع حقيقي لأنها تنسجم مع مخططات بعض الفاعلين الدوليين .
هدف مشترك وأجندة متعارضة
وكانت الكثير من التحليلات قد ذهبت لتفسير التحشيد العسكري للمجلس الانتقالي باتجاه حضرموت على أنه خطوة إماراتية في معزل عن الرياض وضد سياستها، وأن الاجتماعات التي عقدها مسؤولون سعوديون بقبائل المحافظة يأتي بصدد ترتيب مقاومة عسكرية لهذه التحركات .
واستبعد الذهب هذا السيناريو ، مؤكداً أن التشكيلات العسكرية التابعة للانتقالي ” لا يمكن أن تتحرك دون وجود ضوء أخضر من السعودية والإمارات” ، لكنه شكك في نفس الوقت في احتمال أن يتم تمكين الانتقالي من منابع الثروة في حضرموت، ملمحاً إلى أن دور المجلس قد يكون محدداً في الضغط من أجل دفع المنطقة العسكرية الأولى باتجاه الشمال لمقاتلة الحوثيين.
وكان حلف قبائل حضرموت، التكتل القبلي الأكبر في المحافظة، قد دعا في وقت سابق إلى تجنيد عشرة آلاف مواطن من أبناء حضرموت للدفاع عنها في وجه الانتقالي، بينما أعلن وفد سعودي زار المحافظة قبل أسبوعين عن رفض استحداث أي قوة عسكرية في المحافظة .
وفيما عدا توافق الرياض وأبو ظبي على إزاحة القوات العسكرية المساندة لوحدة اليمن من حضرموت ، يعتقد الذهب أن هناك أجندة متباينة لدى الدولتين والقوى الدولية حول مستقبل المحافظة الثرية ، وأن الأمر قد يفضي إلى تسويات عدة، من بينها إقليم خاص بمحافظات الشرق اليمني إلى جانب الجنوب والشمال.
متابعات