“أصغر “رئيس وزراء بريطاني” منذ 200 عام.. من هو ريشي سوناك؟

أصبح البريطاني ريشي سوناك (42 عاما) زعيما لحزب المحافظين، وفي طريقه ليكون أصغر رئيس وزراء للبلاد منذ أكثر من 200 عام، وفق رويترز، وأول شخص من أصل هندي يشغل هذا المنصب.
وانتخب الحزب، الإثنين، سوناك رئيسا له بعدما فشلت منافسته، بيني موردنت، في تأمين الأصوات الـ 100 اللازمة لدعم ترشيحها من قبل زملائها النواب، فيما حصل هو على هذه الأصوات.
وأكدت الحكومة البريطانية أن الملك تشارلز الثالث سيستقبل سوناك، الثلاثاء، كرئيس للوزراء في المملكة المتحدة.
وسيتولى المصرفي، ووزير الخزانة السابق، منصب رئيس الوزراء وسط أزمة اقتصادية وتزايد غضب الناخبين إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة.
وجاءت عودته لسباق قيادة الحزب بعد أقل من شهرين من خسارته لصالح ليز تراس بعدما اتهمه البعض في الحزب بإسقاط بوريس جونسون.
لكن هذه المرة حصل سوناك على 100 تزكية من نواب الحزب للفوز بالزعامة، بعد استقالة تراس التي واجهت انتقادات حادة لخطتها الاقتصادية.
وحصل سوناك أيضا على دعم مسؤولين كبار، بينهم وزير الداخلية، غرانت شابس، ووزيرة التجارة، كيمي بادينوك، التي تحظى بنفوذ لدى التيار اليميني في الحزب. وقالت لصحيفة “صنداي تايمز” إن “الحزب ليس أداة للطموحات الشخصية لفرد ما”.
الأصول والهوية
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن سوناك ولد في ساوثامبتون، عام 1980، لوالدين مهاجرين جاءا إلى المملكة المتحدة من شرق أفريقيا، وكلاهما من أصول هندية. وكان والده طبيبا عاما، ووالدته تدير صيدليتها الخاصة.
وذكر في مقابلة سابقة مع “بي بي سي” أن الهوية مهمة بالنسبة له، وقال: “أنا أذهب للمعبد في عطلة نهاية الأسبوع. أنا هندوسي. لكنني أحضر مباراة نادي ساوثامبتون لكرة القدم أيضا يوم السبت. يمكن المزج بين الثقافتين”.
ووصف رافي كومار، العضو في الحزب الذي يعمل في شركة مالية اختياره رئيسا للحزب بأنه “لحظة فاصلة”. وقال لرويترز “نشأت في الثمانينيات والتسعينيات، ولم أستطع حتى تخيل رئيس وزراء غير أبيض في حياتي… لذا فإن رؤية زعيم بريطاني هندي أمر استثنائي”.
وانتخب سوناك لأول مرة في البرلمان، عام 2015، عن حزب المحافظين لدائرة ريتشموند في يوركشاير، ويعتقد أنه أحد أكثر البرلمانيين البريطانيين ثراء.
ويشير موقع الحكومة البريطانية إلى أنه متزوج من سيدة الأعمال، أكشاتا مورتي، ابنة نارايانا مورتي، الملياردير الهندي، وله ابنتان.
حصل سوناك على تعليم متميز، فقد التحق بمدرسة مدفوعة الأجر، وهو آخر رئيس وزراء بريطاني درس السياسة والفلسفة والاقتصاد في جامعة أكسفورد، بعد ديفيد كاميرون وتراس.
وكان أحد الباحثين في برنامج فولبرايت بجامعة ستانفورد الأميركية، حيث درس للحصول على ماجستير إدارة الأعمال.
وقبل خوض غمار السياسة، دخل مجال الأعمال والتمويل، وشارك في تأسيس شركة استثمارية “ساعدت الشركات البريطانية الصغيرة ورواد الأعمال”، وفق موقع الحكومة البريطانية.
وعمل سوناك محللا ماليا في بنك الاستثمار “غولدمان ساكس” وأصبح لاحقا شريكا في اثنين من صناديق التحوط.
بعد تعيينه في البرلمان، صعد سوناك بسرعة، وتدرج في المناصب الحكومية، وفي عهد جونسون، أصبح وزيرا للخزانة، في الفترة من فبراير 2020 إلى يوليو الماضي، وكان أحد أصغر وزراء الخزانة سنا.
وقبل ذلك، تولى مناصب إدارية، من بينها منصب السكرتير العام لوزارة الخزانة في الفترة من يوليو 2019 إلى فبراير 2020، ووكيل الشؤون البرلمانية بوزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي من 9 يناير 2018 إلى 24 يوليو 2019.
وزارة الخزانة.. تحد كبير
وبعد تولي وزارة الخزانة في فبراير 2020، وجد سوناك نفسه أمام تحدي التعامل مع جائحة كوفيد، وأطلق برامج إنقاذ للمساعدة المالية أثناء الإغلاق، شملت تقديم إعانات مالية للموظفين، ومساعدة أصحاب الشركات والمطاعم.
وحظي ذلك بإشادة عديدين داخل المجتمع البريطاني، ما جعله أحد أكثر السياسيين شهرة في البلاد.
وفي إحدى الصور التي عكست الإحساس بالوحدة إزاء خطط الإنقاذ، وقف سوناك أمام مكتبه في داونينغ ستريت وسط رؤساء أكبر مجموعة نقابية في بريطانيا ومجموعة كبيرة من أصحاب العمل.
لكن هذا الإجماع اختفى عندما خرجت بريطانيا من الأزمة مثقلة بديون إضافية بقيمة حوالي 400 مليار جنيه إسترليني، ثم انزلقت في أزمة تكاليف المعيشة التي أدت إلى المزيد من المطالب على الخزينة العامة، وفق رويترز.
وأظهرت استطلاعات للرأي، في وقت سابق من هذا العام، أن أسهمه انخفضت مع الجمهور، الذي كان قلقا بشأن أزمة تكاليف المعيشة وشعروا بالغضب بعد رفع الضرائب على الرواتب.
ورغم أنه كان مؤيدا بارزا لجونسون، إلا أنه استقال، في يوليو، من هذا العام قائلا إنه شعر أن نهجه كان “مختلفا تماما” عن نهج جونسون.
تحديات جديدة
وتقول رويترز إن رئيس الوزراء المقبل سيحكم دولة غارقة في أزمة خطيرة بعد ارتفاع تكاليف المعيشة، وارتفاع معدل إلى 10 في المئة، وسيتعين عليه تهدئة الأسواق التي تشهد اضطرابات بعد إعلان حكومة تراس موازنتها المصغرة نهاية سبتمبر الماضي.
ويضع مؤيدوه ثقتهم بقدرته ويرون أن بإمكانه استعادة مصداقية بريطانيا مع المستثمرين، بعد أن عرضت تراس ميزانية مصغرة تشمل تخفيضات ضريبية مع عدم توضيح كيفية تمويلها بشكل كاف.
