ما هي نتائج عقاب الطفل بالحرمان من احتياجاته اليومية؟

عندما تقرر الأم عقاب طفلها على خطأ قد اقترفه فيجب أن تعرف أن الطفل يبدأ في تفهم معنى العقاب تدريجياً بعد سن الثالثة غالبًا، ويتطور معناه بالنسبة إليه، فحسب مستوى تطور الطفل العقلي والإدراكي والعاطفي وحسب كل مرحلة عمرية يمر بها تتغير نظرته لردود أفعال الكبار ومواقفهم نحو تصرفاته ويفهم أن العقاب ما هو إلا أسلوب تربوي تأديبي مختلف عن أسلوب العقاب لمجرد السيطرة، حيث يساعد العقاب التربوي الطفل على التعلم وتفادي الأخطاء السابقة بدلاً من الفهم الخاطئ لنوع العقاب وبأنه الشعور والاحساس بالإهانة و الظلم.
من الضروري والهام بالنسبة للوالدين وكأحد أساليب التربية الإيجابية المتبعة مع أطفالنا أن يعرف ويُدرك الطفل أنه معاقب ولكن ليس في حاجيات يومية لا نقاش فيها، كما يجب أن تعرف الأم طرق عقاب الطفل حسب عمره، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي ياسر عزام، حيث أشار إلى ما هي نتائج عقاب الطفل بالحرمان من احتياجاته اليومية وتشمل حرمانه من الحضن اليومي المتكرر والحب المشروط وغيرها في الآتي:
ما المقصود بعقاب الطفل بالحرمان من احتياجاته اليومية؟
اعلمي أن الطفل يحتاج وبشكل يومي وبالإضافة إلى الطعام والشراب والرعاية الشخصية والصحية إلى متطلبات معنوية ونفسية تسهم بشكل كبير في دعم نموه العاطفي والاجتماعي وتحميه من العديد من المشاكل التي يتعرض لها الأطفال بسبب تعرضهم للحرمان أو العنف مثل التعرض للخجل والانطواء وانعدام الثقة بالنفس وغيرها من المشاكل التي تستمر مع الطفل حتى يكبر ويصبح شخصًا غير مسئول في المجتمع.
احرصي على معرفة الاحتياجات اليومية النفسية والمعنوية لطفلك ومنها غمره بالأحضان على مدار اليوم وكذلك تلمس مناطق معينة من جسمه مثل الرأس والصدر والوجنتين وبذلك تكتشفين ما هي فوائد احتضان الطفل والتربيت على رأسه عدة مرات يومياً؟ وكذلك أن تسمعي طفلك كلمات مثل أنا أحبك لأنك طفل مطيع، وليس أنا أحبك لأنك جميل، أي أن تكون كلمة الحب مقترنة بالتحفيز وألا تكون كلمة عامة وعائمة.
كرري مواقف تثبتين فيها أنك مصدر الحب والحنان والأمان لطفلك وفي نفس الوقت يجب أن تكوني حريصة على توفير المتوسط من الاحتياجات المادية للطفل بحيث لا يكون مميزًا عن أقرانه ولا يشعر بالنقص نحوهم ولكي يشعر الطفل أنه يعيش في أسرة متماسكة وحريصة على تعليمه وليست أسرة لا تهتم بمستقبله.
أهم أخطاء الأمهات في عقاب الطفل بحرمانه من احتياجاته اليومية
-
اعلمي أن أسوأ أنواع العقاب أن تعاقبي الطفل في احتياجه للأمان وأنت مصدر الأمان الوحيد والأول والأساسي لطفلك منذ ولادته، حيث يكتشف ذلك بالغريزة والفطرة ثم يكتشف ذلك من خلال تواصله معك وقربك الدائم منه.
-
ابتعدي عن الحب المشروط في تعاملك مع طفلك فلا تقولي له مثلًا سوف أحبك إذا قمت بحل الواجب، أو حين تقولين له سوف أحبك ونخرج سويًا حين تحل الواجبات المدرسية، فالحب المشروط هو أسوأ أنواع الحب وهو الأسلوب الذي يجعل الطفل نذلا صغيرًا كما يقولون لأنه سوف يتعلم ومن خلال تعامل الكبار معه أسلوب المساومة والابتزاز وسوف يكون من الصعب علاجه منه، ولكن بدلًا من هذا الأسلوب يمكنك أن توجهي طفلك وتناقشيه حول نتائج سلوك ما، بدلاً من فرض العقاب عليه فوراً، وحمليه المسؤولية مبكرًا ففي حال أنه قد حصل على علامات دراسية متدنية نتيجة لإهمال متابعة دروسه فلا توبخيه وتشعريه بالخطأ طيلة الوقت، بل اجعلي لديه الحافز مثل أن تقولي له إذا التزمت بحل واجباتك فسوف تخرج في رحلة نهاية الأسبوع مع إخوتك أو مع أصدقاء المدرسة، وفي حال استخدمت الأم الحرمان والمساومة للعقاب فسوف يبتعد الطفل عن التعلم ويشعر دائمًا بالنبذ والظلم.
-
اعلمي أنه من الخطأ تذكير الطفل على الدوام بفضل الأب عليه وبأنه يعمل ويكد لكي يوفر له احتياجاته فهذا الأسلوب مذل ويجعل الطفل منطويًا ولديه إحساس بالذنب، وسوف تلاحظين أنه سوف يختفي في غرفته حين يعود الأب متعبًا من العمل، والصحيح أن الطفل يجب أن يكتسب الشعور بالامتنان من تلقاء نفسه فينتظر موعد عودة الأب لكي يرحب به ويحتضنه ولكي يوفر له الهدوء والراحة في المنزل.




