لماذا قد يكون الاستحمام بالماء البارد خطيرًا في الصيف؟

مع تصاعد درجات الحرارة خلال فصل الصيف ووصولها إلى أكثر من 38 درجة مئوية، يلجأ كثيرون إلى الاستحمام بالماء البارد لتبريد أجسامهم سريعاً. إلا أن خبراء الصحة يحذرون من أن هذا التصرف قد تكون له آثار عكسية، وربما يشكل خطراً على الجسم، خاصة في حالات الحر الشديد.

وأوضح باحثون في مقال نُشر عبر منصة The Conversation أن الاستحمام بالماء البارد مباشرة بعد التعرض لأشعة الشمس لا يساعد الجسم على خفض حرارته الداخلية كما يُعتقد، بل قد يؤدي إلى احتباس الحرارة وزيادة الضغط على القلب.

وقالوا: “عند الاستحمام بالماء البارد، تنقبض الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، ما يقلل من تدفق الدم ويجعل الجسم يحتفظ بالحرارة في الأعضاء الداخلية”، وهو ما يعاكس الآلية الطبيعية التي يعتمدها الجسم للتبريد من خلال التعرق وزيادة تدفق الدم إلى الجلد.

ويؤكد الباحثون أن الانتقال المفاجئ من أجواء شديدة الحرارة إلى مياه شديدة البرودة قد يسبب ما يُعرف بـ”صدمة البرد”، حيث يحدث انقباض حاد في الأوعية الدموية وارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، ما يشكّل خطراً على المصابين بأمراض القلب، وقد يؤدي في بعض الحالات النادرة إلى اضطراب نظم القلب أو حتى الوفاة.

بدلاً من اللجوء إلى الدش البارد، ينصح الخبراء باستخدام طرق أكثر أماناً مثل الاستحمام الفاتر، أو تطبيق مناشف مبللة وباردة على مناطق النبض، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء، وتجنب الكافيين والكحول، وارتداء ملابس خفيفة وفاتحة اللون تسمح للجسم بالتنفس.

وللحفاظ على برودة المنزل أثناء موجات الحر، نصح خبير الطاقة ليز روبرتس بتوجيه المراوح نحو الخارج من النوافذ لطرد الهواء الساخن، وفتح الأبواب والنوافذ المتقابلة لتحفيز تدفق الهواء.

وأضاف أن استخدام مروحة إضافية موجهة للداخل في الطرف المقابل يساعد على إدخال الهواء البارد وخلق تيار هوائي فعّال، مما يقلل الحاجة لاستخدام أجهزة التكييف.

ويخلص الخبراء إلى أن تبريد الجسم خلال فترات الحر الشديد يجب أن يتم بشكل تدريجي ومدروس، لتجنب التسبب بصدمة فسيولوجية قد تضر بالصحة أكثر مما تنفع.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى