سوريا .. هل هناك “اتفاقات” بخصوص “إقليم الساحل” ؟

بعد أقل من شهر على إعلانه تشكيل فرق من “قوات النخبة” لحماية الساحل السوري، يعود رجل الأعمال المحسوب على النظام السوري السابق  ، رامي مخلوف، للحديث عن مهمة تلك القوات، ويؤكد أن هناك “اتفاقات” بخصوص “إقليم الساحل” دون أن يحددها بدقة.

تلك الإشارة إلى وجود اتفاقات، ربما تكون أبرز ما جاء في المنشور الأخير لرامي مخلوف، بشأن “إقليم الساحل”، وهي إحدى التسميات التي تتردد في البلاد منذ أشهر، وخاصة بعد الجرائم التي شهدتها مناطق الساحل السوري، وطالت المنتمين للطائفة العلوية، وأدت إلى تزايد الأصوات المطالبة بحكم لامركزي، أو حكم ذاتي.

يتحدث مخلوف في منشوره الأخير، عن وظيفة تلك “القوات الخاصة” التي أكد أن تشكيلها قد اكتمل، ويؤكد أن دورها لن يكون في خوض معارك مع المجموعات المسلحة التي تسيطر على الساحل حالياً، بل في حماية “إقليم الساحل” بعد انسحابها منه.

يقول: “أما دور هذه القوات فهو لحماية الإقليم، بعد خروج كل المجموعات المسلحة منه، من أي اعتداءات فردية أو منظمة عليه، فالاتفاقات التي ستُوقع بالحبر لإقليم الساحل، هناك من يريد تخريبها بالدم”. ويضيف: “نحن، بعون الله، لن نسمح بذلك، وسنكون الأقدر على حماية إقليمنا”.

كذلك يتحدث مخلوف عن وجود “منظومة شبه جاهزة بكل جوانبها: العسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والاجتماعية”، وهو ما يعني بحسب المنشور أن مقومات “الإقليم” قد أنجزت.

مخاوف وتشكيك

ورغم أن المنشور الجديد قوبل برفض واسع، حتى ضمن أوساط أهالي الساحل، وشكك كثيرون بأن تكون الصفحة التي نشر فيها، هي لمخلوف فعلاً، إلا أنه أثار مخاوف عدة، كما أنه جاء ليمثل مؤشراً جديداً على طروحات يتم تداولها في البلاد، وتتمحور حول مرحلة جديدة قد تؤدي إلى نشوء أقاليم فيه تتمتع بنوع من الإدارة الذاتية، كالتي ظهرت في البلاد منذ سنوات الأزمة في شمال شرق سوريا.

المخاوف التي أثارها منشور مخلوف، تتعلق بما شهده الساحل في مارس الماضي، من جرائم وانتهاكات وحالة فلتان أمني ما زالت مستمرة وإن بحدة أقل حتى اليوم، وذلك منذ أن قامت مجموعات ممن وصفتهم السلطات الجديدة بأنهم من “فلول النظام” السابق، بمحاولة السيطرة على الساحل، عبر عمل عسكري، كان الرد عليه عنيفاً، حيث اقتحمت الساحل مجموعات مسلحة وبأعداد كبيرة وعتاد ثقيل، ثم ارتكبت جرائم بحق المدنيين، ما زالت تفاصيلها قيد التحقيق من لجنة شكلتها السلطات، دون أن تقدم تقريراً حتى اليوم.

ورغم أن ثمة من شكك بأن تكون الصفحة لمخلوف ذاته، وبالتالي رأوا أن ما نشر إنما يأتي مقدمة لإحداث فتنة في الساحل، وجرائم أخرى، فإن ثمة من رأى فيه توصيفاً لدور قادم قد يكون برعاية روسية، وذلك انطلاقاً من أن مخلوف لن يكتب ما كتبه ما لم يكن قد تم بالتنسيق مع جهة ما.

وبما أن القوات الروسية ما زالت تتمركز في أكبر قاعدتين بالبلاد، وضمن الساحل، يذهب كثير من التقديرات إلى أن هناك تمهيداً لخلق واقع جديد في الساحل السوري، وثمة من يرى أن تفاصيله لن تكشف قبل حسم الحرب الأوكرانية الروسية، ولقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى