هل يمكن تعريض الرضيع للشاشة “بضع دقائق” دون قلق؟

وسط انشغال الأهل الجدد، ومحاولاتهم لالتقاط أنفاسهم، قد يبدو تشغيل برنامج تلفزيوني، أو مقطع فيديو لفواكه راقصة، طريقة آمنة لتهدئة الطفل لبضع دقائق.

ولكنْ، هل لهذا النوع من التعرض للشاشات ضرر فعلي على أدمغة الرضّع؟

تُوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتجنّب الشاشات نهائياً للأطفال دون عمر 18 شهراً، باستثناء مكالمات الفيديو.

بينما يؤكد الدكتور شون ماكينا، اختصاصي طب الأطفال في مستشفى الأطفال بمدينة ريتشموند، أن “أدمغة الأطفال تنمو وتتشكل بوتيرة غير مسبوقة في أول عامين، ما يجعلهم بحاجة لتجارب حسية حقيقية، وليس لصور ثنائية الأبعاد”.

وفي السياق نفسه، توضح الدكتورة فاديلا دوبويل، اختصاصية سلوك الأطفال في مجموعة “بيدياتريكس” بدالاس، أن الطفل دون الثانية من عمره لا يتعلم شيئاً يُذكر من الشاشة، بل على العكس، فإن البدء المبكر في مشاهدة التلفاز يرتبط بتراجع وظائف الدماغ التنفيذية لاحقاً، مثل: القدرة على التركيز، والتخطيط، وضبط المشاعر والسلوك.

لكن هل التعرض القليل جداً قد يكون مقبولاً؟ يجيب الخبراء: نعم، فالعالم يعتمد على الشاشات، ولا يمكن تجنّبها بالكامل.

وينصح ماكينا بالحد من التعرض ليكون في حدود 15 دقيقة في كل مرة، مع فترات تفاعل خالية من الشاشات بعدها مباشرة.

 وفي حال الحاجة، يمكن تكرار هذا النمط مرة ثانية في اليوم، ليصل المجموع إلى نصف ساعة فقط.

ويؤكد الاختصاصيان أهمية أن يكون المحتوى مناسباً لعمر الطفل، يتضمن تفاعلاً كطرح أسئلة أو تشجيع على الحركة، وأن يتجنّب الأهل تشغيل مشاهد عنيفة أو صاخبة أو ذات حركة سريعة قد تُحفّز الطفل بشكل مفرط.

وإذا كان الطفل قد تعرّض للشاشات قبل عمر 18 شهراً، فلا داعي للذعر، حيث تؤكد دوبويل أنه لا ضرر دائما، ويمكن تقليل وقت الشاشة تدريجياً، بينما ينصح ماكينا بالتفاعل مع الطفل أثناء المشاهدة لمحاولة استبدال المحتوى بنشاطات مشابهة أكثر واقعية.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى