ما الذي تعرفونه عن إستراتيجية الخروج في الأعمال؟

كما توجد خطط لإطلاق المشاريع والشركات وتطويرها والعمل على إنجاحها، هناك أيضاً ما يُعرف في عالم الأعمال بإستراتيجية الخروج Exit Strategy، وهي تدخل ضمن أساسيات الاستعداد للمستقبل بكلّ تقلباته.

لا تعني إستراتيجية الخروج، التهيئة للفشل كما يعتقد البعض، ولا تقتصر على بيع الشركة؛ بل هي عبارة عن خطة دقيقة تحدد كيفية تقليص حصتك في الشركة؛ حتى الانسحاب تماماً، بما يضمن مصلحة كافة الأطراف.

في هذا المقال، نتعمق في تفاصيل هذه الخطة: لماذا تعَد بالغة الأهمية؟ هل هناك أنواع مختلفة منها؟ متى وكيف يتم إعدادها؟ وكيف يتم تحديد الإستراتيجية المناسبة؟

ما هي إستراتيجية الخروج؟

إستراتيجية الخروج هي خطة يصوغها أصحاب الأعمال، ترسم مسارات مستقبلية محددة لبيع أو إغلاق أو تقليل حصتهم في الأعمال التي يمتلكونها أو يديرونها، وهي إستراتيجية ضرورية لتحديد الأهداف طويلة المدى والاستدامة لكلٍّ من الشركة والمال. هذا ما ذُكر في مقال كتبته ليانا سيه، مديرة المحتوى في شركة Airswift، وهي شركة عالمية متخصصة في توفير حلول القوى العاملة للصناعات التي تركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
ويقول المقال، إنه يجب على الشركات أن تتمتع بالقدرة على التبصُّر لتطوير خطة خروج، وأن رائد الأعمال الذكي سوف يدرك أن القرارات التي يتخذها اليوم، يمكن أن يكون لها آثار كبيرة في المستقبل. وهذه الإستراتيجية ستساعد على تحديد وتيرة الأهداف طويلة المدى، وتسمح ببناء وتنظيم العمل، مع وضع هدف نهائي في الاعتبار. وبالتالي عندما يحين الوقت؛ فهي ستسمح بالخروج بأكبر قدر ممكن من الرقي وبأكبر قدر من الربح.

جزء لا يتجزأ من النجاح

الإستراتيجية جزء لا يتجرأ من النجاح- الصورة من pexels تصوير kampus

عدّد المقال بعض الأسباب التي تجعل إستراتيجية الخروج جزءاً لا يتجزأ من نجاح العمل، وهي كالتالي:

  • ترسم إستراتيجية الخروج مسار نمو محدداً للشركة، وتتيح لها تحديد أهدافها المستقبلية وخططها التنموية والإدارية والتنظيمية على المدى الطويل.

  • تشمل إستراتيجية الخروج إجراء تقييم شامل لأصول عملك، وظروف السوق والسجلات المالية وغير ذلك، بما يساعد على فهم مدى صوابية المسار تجاه تحقيق الأهداف، وما إذا كان لا بد من إجراء أيّة تغييرات لتلبية التوقعات.

  • تضمن إستراتيجية الخروج انتقالات سلسة في الإدارات والمهام، وتقلل من التعرُّض للصدمات والخيبات في خضمّ التغيّرات المفاجئة في العمل.

  • تُظهر إستراتيجية الخروج للمشترين المحتملين، أن هناك رؤية واضحة للمستقبل، وأن هناك خططاً محكمة وُضعت لضمان النموّ المستدام.

  • تتيح إستراتيجية الخروج الاستفادة من فرص السوق الجديدة والنشطة، من خلال توفيرها الرؤية اللازمة، وضمانها عدم إضاعة الوقت الثمين للشركات، ومساعدتها في تنظيم شؤونها؛ حتى تتمكن من اغتنام الفرص بسرعة لبيع منتجاتها بأقصى قيمة.

  • تخفف إستراتيجية الخروج من التأثير العاطفي لمرحلة الانسحاب من الأعمال، وتحصّن رواد الأعمال نفسياً تجاه هذه المحطة المفصلية، التي غالباً ما يتم تجاهُل الجانب العاطفي فيها. فالتخلي عن عمل قمت بتأسيسه وتطويره عبْر السنوات، ليس بالأمر السهل أبداً. لذا فإستراتيجية الخروج تسمح لك بالبقاء على المسار الصحيح، والحفاظ على رباطة الجأش عندما تكون المخاطر عالية والعواطف متأججة.

متى يجب أن نفكر في الخروج من العمل؟

متى يجب أن نفكر في الخروج؟- الصورة من pexels تصوير a-darmel

هناك العديد من الدوافع وراء قرار الخروج من العمل، وَفق ما ذكره موقع معهد التمويل المؤسسي CFI، وهو المزوِّد العالمي الرائد للتدريب وتعليم أدوات الإنتاجية في مجال التمويل والخدمات المصرفية، وهذه بعض الدوافع:

  • دوافع متعلقة بالأرباح المادية، كعدم تحقيق أهداف الربح أو العكس؛ أي تحقيق أهداف الربح والاكتفاء.

  • حدوث تغيّر كبير وغير متوقَّع في ظروف السوق، وذلك يعود للأزمات السياسية أو الاقتصادية أو المنافسة الشرسة أو التغيّرات في الأنظمة والقوانين أو غير ذلك.

  • بيع الشركة بعد تحقيق نجاح عالٍ؛ حيث إن العديد من رجال الأعمال يختارون بيع أعمالهم خلال مثل هذه الظروف؛ حتى يتمكنوا من الخروج بينما لايزالون في المقدمة.

  • عدم القدرة على إنجاح الشركة، وبالتالي بيعها للحد من الخسائر، ومنحها فرصة جديدة للنموّ.

  • الرغبة بتقليل الملكية في الشركة، أو الرغبة في التخلّي عن السيطرة.

  • وهناك عوامل شخصية أيضاً ذكرها موقع Airswift، غالباً ما تكون السبب وراء معظم حالات الخروج غير المخطط لها، وتُعرف بمصطلح The five Ds باللغة الإنجليزية، وهي تعني: (death, disability, divorce, distress, disagreement)؛ أي: الموت، الإعاقة، الطلاق، الحزن، عدم الاتفاق. ولا بد أن يكون لدى الشركات خطة لمواجهة أيٍّ من هذه الظروف غير المتوقَّعة، وإلا ستكون أمام واقع صعب، ويمكن أن يؤدي لخسارة الشركة.

أنواع شائعة من إستراتيجيات الخروج في الأعمال

هناك أنماط مختلفة من إستراتيجية الخروج- الصورة من freepik تصوير zaozaa09

بالعودة لموقع معهد التمويل المؤسسي CFI، هناك بعض الأنواع الشائعة لإستراتيجيات الخروج، وأبرزها:

  1. الطرح العام الأولي (IPO).

  2. الاستحواذات الإستراتيجية.

  3. عمليات شراء الإدارة (MBO).

لكن ما الذي يعنيه كلُّ نوع من هذه الأنواع؟

  1. الطرح العام الأولي (IPO): يعني انتقال الشركة من شركة خاصة إلى كيان يتم تداوُل أسهمه علناً في البورصة، وغالباً ما تختار الشركات الطرح العام الأولي لعدة أسباب، أبرزها: الحصول على رأس مال إضافي لتغذية عملية النموّ، أو الاستثمار في مشاريع جديدة، أو دخول أسواق جديدة، والاستفادة من الاستثمارات وتعزيز صحة الشركة المالية، وبالتالي تعزيز الثقة والمصداقية بين العملاء والموردين والمستثمرين المحتمَلين.

  2. الاستحواذ الإستراتيجي: وهو يعني بيع الشركة إلى كيان آخر، وقد يكون هذا الكيان شركة منافسة، أو شركة تعمل في سوق تكميلية، أو أصحاب رؤوس الأموال المغامرة. الفائدة الأساسية للاستحواذ الإستراتيجي هي أنه يؤدي إلى سيولة وأرباح فورية، لكنه يعني فقدان السيطرة على عملية اتخاذ القرار في الشركة؛ خاصة إذا قرر المشتري تنحيتك عن مهامك أو منصبك، أو تغيير فرق العمل، أو ربما إغلاق الشركة عند الشراء.

  3. شراء الإدارة أو الاستحواذ الإداري (MBO): وهو يعني بيع الشركة للمديرين أو المسؤولين التنفيذيين الحاليين، وهذا يوفر للمالك سيولة فورية، ويسمح له بالاحتفاظ بدرجة معينة من النفوذ أو سلطة اتخاذ القرار؛ إذ يتمتع المالك الحالي بخيار الاحتفاظ بجزء من أسهم الشركة، كما يسمح له بالخروج التدريجي غير الحاد وغير السلبي.

كيفية اختيار إستراتيجية الخروج الصحيحة للأعمال؟

إستراتيجيات الخروج: أيها الأفضل؟- الصورة من pexels تصوير ds-stories

يشدد موقع INVESTOPEDIA المتخصص بالاستثمار والتمويل وتطوير الأعمال، على أن تحديد أفضل أنواع إستراتيجيات الخروج يعتمد على نوع العمل وحجمه.
ويقول مقال كتبه الكاتب الاقتصادي آدم هايس على الموقع المذكور، ويحمل عنوان: “Business Exit Strategy: Definition, Examples, Best Types”، إنه يمكن لشريك في عيادة طبية أن يستفيد من البيع لأحد الشركاء الآخرين الحاليين، في حين قد تكون إستراتيجية الخروج المثالية للمالك الوحيد، هي ببساطة جني أكبر قدر ممكن من المال، ثم إغلاق العمل. أما إذا كانت الشركة بها مؤسسون متعددون، أو إذا كان هناك مساهمون كبار بالإضافة إلى المؤسسين؛ فيجب أيضاً مراعاة مصالح هذه الأطراف الأخرى في اختيار إستراتيجية الخروج.
وفي مقال آخر للكاتب نفسه، قسّم إستراتيجيات الخروج إلى ثلاث:

  1. إستراتيجيات خروج خاصة بالشركات الناشئة ورواد الأعمال.

  2. إستراتيجيات الخروج للشركات الراسخة.

  3. إستراتيجيات خروج للمستثمرين.

ويشير إلى أن إستراتيجيات الخروج الشائعة للشركات الناشئة، تتضمن الاكتتابات العامة الأولية، والاستحواذات الإستراتيجية، وعمليات الاستحواذ الإدارية. أما الشركات الأكثر رسوخاً؛ فغالباً ما تفضل الاندماج أو الاستحواذ كإستراتيجية خروج، ولكنها قد تختار أيضاً التصفية أو التقدم بطلب الإفلاس إذا أصبحت معسرة. أما المستثمرون فيمكن أن يختاروا الخروج من الاستثمارات باستخدام إستراتيجيات مثل قاعدة 1٪، أو الخروج على أساس النسبة المئوية، أو الخروج على أساس الوقت، أو بيع حصتهم في الأسهم في شركة.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى