كيف تربين ابنتك المراهقة لتكون قوية وصادقة مع نفسها؟

نحن نعلّم بناتنا القيم يومياً، وفي كل دقيقة من حياتهن. والطريقة التي تتعلم فيها البنات القيم هي من خلال ملاحظة ما تفعلينه، فالفتاة المستقرة عاطفياً في البيت؛ تعيش استقلالية وقوة في الشخصية خارجه، بحيث تحافظ على أنوثتها، وتكون قادرة على أن تواجه أي اضطرابات في المجتمع، وهذا يؤهلها لأن تكون أماً صالحة ومربية لأطفالها في المستقبل. رغم أنه كأم تعلّمين ابنتك القيم عن غير قصد في كل لحظة من لحظات تربيتك لها.
لكن فيما يلي بعض المؤشرات المفيدة لإنشاء أساس متين.
تشير الأبحاث إلى أنه كلما كانت علاقتك بابنتك أقوى؛ كان عالمها ـ بما في ذلك اختيارها لصديقاتها ـ أكثر نقاءً؛ من خلال القيم التي اكتسبتها منك. ناهيك عن أنه إذا كانت تتمتع بتقدير جيد لذاتها وحياة منزلية دافئة، فمن المرجح أن تختار أصدقاء أكثر انسجاماً مع قيمك. إليك 13 طريقة لتعليم ابنتك المراهقة القيم العظيمة.
نحن نعلم بناتنا القيم يومياً، وفي كل دقيقة من حياتهن. وببساطة، هن يتعلمن القيم من خلال ملاحظة ما تفعلينه أنت، واستخلاص استنتاجات حول ما تعتقدين أنه مهم في الحياة. وبغض النظر عما تعلمينه إياهن بوعي، فإن بناتك سيدخلن مرحلة البلوغ برؤية واضحة لما يقدره آباؤهن حقاً، وبنظام قيمي متطور خاص بهن.
علميها التعاطف معك فهو أساس الرحمة والقيم

يعتقد بعض علماء النفس أن تعليم القيم أمر مستحيل، لكن من المؤكد أن تخبري ابنتك بأن تكون أكثر صدقاً أو اجتهاداً أو مراعاة للآخرين؛ لا يجدي نفعاً أكثر من إخبار الكبار بأن يكونوا كذلك. وإذا كان تعليم المبادىء والقيم أمراً مستحيلاً، فإنها مهمة للغاية، بحيث لا يجوز تركها للصدفة.
واعلمي أن الصديقات أكثر أهمية في تشكيل القيم من الأمهات في الوقت الحاضر، فالأمهات لسن المصدر الوحيد الذي تتعلم منه البنات المراهقات القيم، ومن المؤكد أن الصديقات يؤثرن على أطفالك، خاصة في مرحلة المراهقة. ومن الطبيعي أن تفكر الشابة بنفسها، وتطور نظرتها الخاصة للعالم، بقدر ما قد نرغب في التأثير على أطفالنا.
التعاطف هو أساس الرحمة، والتي هي أساس القيم. لا نتعلم التعاطف من خلال إخبارنا بأن نشعر به. الطريقة الوحيدة التي يمكن للمراهقات (والأطفال من جميع الأعمار) من خلالها تعلم التعاطف؛ هي من خلال معاملتك بتعاطف، ومن خلال مراقبتك تستجيب للآخرين بالرحمة واللطف.
وتشمل القيم ما تعتز به -مثل الأسرة، والتعليم، والديمقراطية، أو المساواة في الكرامة لجميع الناس- وما تعتقدين أنه من المهم أن تكون عليه؛ مثل العطف، أو العمل الجاد، أو الصدق.
في أغلب الأسر، لا تتم مناقشة القيم بشكل مباشر. يفترض أغلبنا أن أطفالنا سوف يطورون هذه القيم تلقائياً، مثل السحر. لكن عليك إيجاد طرق لمناقشة هذه القيم مع ابنتك، وممارستها في الحياة اليومية للمراهقة.
اجعلي الأمر ذا صلة بعالمها
تبدو القيم نظرية تقريباً حتى تبدأ البنات في الحديث عن حياتهن الخاصة، والتي، صدقي أو لا تصدقي، مليئة بالقرارات المحملة بالقيم. هل يجب على ابنتك البالغة من العمر 14 عاماً أن تخبر المعلم أن بعض الأطفال يغشون في الاختبار؟ هل يجب على ابنتك البالغة من العمر 16 عاماً القيام بعمل تطوعي لا تهتم به بشكل خاص إلا لأنه سيبدو جيداً في طلب الالتحاق بالجامعة؟ إن التعامل مع هذه القرارات هو ما يطور قيم بناتنا المراهقات لا تفوتي الفرصة لمساعدة ابنتك على النمو من خلال دعمها في اتخاذ قرارات واعية.
انتبهي أنت لكلامك أمامها

فالأمر لا يتعلق بما تقولينه، بل بما تفعلينه. فإذا أخبرت ابنتك أن كرة القدم تتعلق بالمتعة والمهارات والتمارين والعمل الجماعي، ولكن سؤالك الأول كان عمّن فاز بالمباراة، فسوف تتعلم أن الفوز أهم من أي شيء آخر. وإذا تحدثت عن الصدق ولكنك كذبت بشأن عمرك للحصول على تذكرة أرخص، فإن هذا لا يضع ابنتك في موقف غير مريح فحسب، بل إنه يعلمها أيضاً أن الغش أمر مقبول في ظل ظروف معينة.
استخدمي أدوات بدء المناقشة
اختاري الكتب التي تقرأينها مع ابنتك والأفلام التي تشاهدينها معها، مع وضع هدف واضح لبناء الشخصية. بالطبع، الاختيار الدقيق ليس كافياً، بل تحتاجين أيضاً إلى مناقشة ما قرأته أو شاهدته معها للتوّ. اسأليها مثلاً: هل تعتقدين أن الشخصية اتخذت القرار الصحيح؟ لماذا؟ أو لماذا لا؟ وعلى مائدة العشاء، تعالي مسلّحة بسؤال أو سؤالين جيدين لبدء المناقشة. أو شاركي ابنتك معضلة أخلاقية واجهتها اليوم في حياتك. هذه المعضلة موجودة في كل مكان، بدءاً من قطع الطريق على شخص ما في حركة المرور، وليس انتهاء بمشاركة القيل والقال.
دربيها على الروح الرياضية الجيدة
يبدو أن بعض البنات أكثر قدرة على المنافسة من غيرهن منذ الولادة، ولكننا جميعاً بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتحلى بالروح الرياضية الجيدة. إن مساعدتك ابنتك ستجعل من السهل عليها أن تجد العزاء الحقيقي في اللعبة التي تلعبها بشكل جيد، وأن تعني ما تقوله للمشارك معها في الرياضة “لعبك كان جيداً!” سواء كان خاسراً أو فائزاً. وسواء كان خصماً أو حليفاً.
علميها المشاركة في نشاطاتك المجتمعية والتبرع
