خطفت قلوب الجمهور بصوتها الساحر في موكب المومياوات حين قدمت “أنشودة إيزيس” باللغة المصرية القديمة، فوقع الجميع أسرى لصوتها وإن لم يفهموا شيئًا من الكلمات، وأصبحت حديث الناس فجأة ليتعرفوا على صاحبة الصوت، إنها السوبرانو العالمية أميرة سليم.
وفي حوارها ” كشفت أميرة عن التغيرات التي حدثت لها منذ موكب المومياوات وكيف أثر ذلك عليها وعلى اختياراتها الفنية، كما تحدثت عن أغنيتها الأخيرة “بنحب المصرية” وكواليس صناعتها وشعورها بضرورة إبراز اللهجة العامية المصرية.
كما تحدثت عن علاقتها باللغة المصرية القديمة ومشروعها الذي حلمت به لإحياء اللغة عن طريق الأغاني من قبل موكب المومياوات، كما كشفت عن حلمها بخوض تجارب مختلفة في الغناء وعدم التقيد بنوع واحد، وتحدثت أيضًا عن صدى النجاح الذي حققه موكب المومياوات في الخارج وردود الأفعال القوية التي أتت لها من مختلف البلدان.
وأكدت على أهمية تعليم الكتابة الهيروغليفية في المدارس كي يعرف الجميع تاريخنا وتراثنا الذي يعرفه الأجانب أكثر منا، وكشفت أيضًا عن مدى حبها للفنان سيد درويش ومحاولتها لإعادة تراث أغانيه برؤية مختلفة، وأيضًا تحدثت عن حفلة موزارت بالمصري والرقصة البلدية التي قدمتها على المسرح.
*في البداية حدثينا عن التغيرات التي حدثت لك منذ موكب المومياوات؟
أعتقد أن الموكب أحيا أميرة سليم فنيًا، فكنت أبحث منذ فترة على شيء مختلف، وعندما جاء الموكب كأنه أحيا شيئا إنسانيا وفنيا داخليا، التجربة كانت مختلفة جدًا وفرصة رائعة كي يتم تقديم كل هؤلاء المواهب من الموسيقيين أمام الجمهور المصري الذي لا يعرفنا وأمام العالم، لذلك بالطبع كانت لحظات هامة للغاية، طوال عمري أؤمن أن الجمهور المصري يستطيع تذوق شتى أنواع الفنون وهذا ما ظهر خلال الموكب حتى لو لم يفهموا اللغة المصرية القديمة ولكنهم استمتعوا بها.
أميرة سليم
*حدثينا عن أغنية “بنحب المصرية”؟
بالنسبة لي أشعر أن اللغة العامية المصرية هي لغة مستقلة وليست لهجة كبقية اللهجات، وهذا كان حلما لدي أن أغني بالمصرية العامية، لذلك أحببت أن أبرز مدى جمالها وتميزها، الأغنية من كلمات الشاعرة التونسية رفقة بن علي وقد كتبتها باللهجة التونسية وطلبت منها تغيير الكلمات إلى العامية المصرية لأنني شعرت أنها يجب أن تكون للست المصرية فهي تحية تقدير للمرأة هنا، وقد عملنا طويلًا حتى نجد لها قالبًا موسيقيًا يليق بها وتعاونت فيها مع الموزع يوسف علاء الدين، واستمتعت بالعمل معه لأنه على دراية كافية بمساحات صوتي.
*وهل شعرت بضرورة الخروج من قالب الأوبرا إلى الأغاني المختلفة؟
أنا مطربة أوبرا وهذا شيء مفروغ منه، ولكن أنا فنانة أولاً وأخيراً، أحتاج إلى الخروج وخوض تجارب مختلفة، ونوع صوتي يعتمد على الاستعراض وهذا تحدٍّ بالنسبة لي، فأنا لا أريد أن أُحبس في منطقة واحدة.
*وكيف كانت علاقتك مع اللغة المصرية القديمة؟
بالمناسبة لدي علاقة مع اللغة المصرية القديمة من قبل موكب المومياوات، وكان لدي حلم أن أغني بها وقد تواصلت مع باحث ولكنه أبرز لي مدى الصعوبات في اللغة وكيف تُنطق، وهذه الأغنية التي غنيتها في الموكب كانت موجودة لدي في الدرج منذ 2016.
أميرة سليم
*وهل شعرت بصدى النجاح في الخارج كما في مصر؟
شعرت به بشدة فالناس في الخارج في أوروبا وأميركا اللاتينية يعشقون علم المصريات ويتابعون كل مستجداته وتجدهم يعرفون تاريخنا أكثر منا لأنهم يدرسونه بشغف وحب شديد ويحاولون معرفة كل الاكتشافات الحديثة، وقد تواصل معي الكثيرون بعد نجاح موكب المومياوات وردود أفعالهم كانت إيجابية وقوية.
أعتقد من بعد موكب المومياوات حصلت صحوة لدى المصريين تجاه التاريخ المصري القديم لأننا كنا منفصلين عنه، وأظن أنه يجب تعليم الكتابة الهيروغليفية بالمدارس لمعرفة تاريخنا وثقافتها لأن الجميع في الخارج يعرفون عن مصر أكثر منا، لذلك هذا مشروع لدي لإعادة إحياء اللغة المصرية القديمة لأهميتها عن طريق الأغاني لأن الأغنية تصل للجميع بسهولة.
أميرة سليم
*هل هذا غير مشروع إعادة إحياء أغاني كبار الفنانين مثل سيد درويش؟
سيد درويش مختلف بالنسبة لي فهذا الرجل أنا أحبه للغاية وأحدث ثورة فنية وتأثر بالأوبرا فهو مجدد الموسيقى وباعثها في مصر والوطن العربي، وبالطبع لدي هذا الحلم ولكن عائلته تحافظ على العديد من أعماله، ولكن أظن أن الوقت سيأتي يوما ما كي يخرج كل هذا للنور، أشعر أنه مع الحفاظ على التراث يجب علينا رؤيتها من زاوية مختلفة وتقديمها للأجيال الجديدة حتى نحافظ عليها من الاندثار مثل ما حدث مع فكرة موزارت المصري، ففي هذه الحفلة تم تقديم موسيقى موزارت بطرق مختلفة منها الجاز واللمسة الآسيوية وأيضًا المصرية.
*في هذه الحفلة قدمت لفتة مختلفة، رقصة، كيف كان التفاعل؟
التفاعل كان رائعا وجاءت بالصدفة في حفل موزارت بالمصري بالآلات المصرية، وكان الناي والرق وكنت أرتدي التللي فجاءت هكذا، وأعتقد أن كل مكان له خصوصيته فمثلا لن أرقص في حفل المومياوات في حضور أجدادي قدماء المصريين فهذا المكان له هيبته، ولكن هناك كانت الظروف مختلفة ومتوفرة وفكرة الرقص البلدي جميلة فقد كان لدينا أجمل الراقصات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال، الرقص البلدي يعبر عن المرأة المصرية ولا أعرف لماذا في هذه الفترة يتم أخذه بمنحنى آخر.
*حدثينا أيضًا عن أغنية “What a wonderful world”؟
كانت بمناسبة مرور 123 عاما على أسطورة الجاز لويس أرمسترونغ فطلب مني التينور جورج ونيس تقديم رؤية مختلفة للأغنية، فهذه الأغنية مهمة للغاية ولها رمزية في وقت صدورها حيث كانت الصراعات والحروب في فترة الستينيات، توقيت صعب وجاءت هي لتبث روح السلام والمحبة والتفاؤل والصداقة، معان كثيرة رائعة وجميلة شعرنا أننا نريد تقديمها مرة أخرى، وأنا وجورج تجمعنا صداقة منذ سنين من خلال الدراسة والمسيرة الفنية وقدمنا العديد من العروض معًا.