«يونيسيف»: آلاف الأطفال في لبنان بلا أحلام ولا تعليم ولا مستقبل

فيما تتوالى الانهيارات تحت أقدام اللبنانيين، وتتلاشى الآمال في اتخاذ السلطات خطوات جدية للإصلاح ووقف الانهيار، يصارع عشرات آلاف الأطفال، الحياة، ويتحضّرون لقادم أسوأ، لا سيما أن إحصاءات «يونيسيف»، أظهرت واقع حرمان الأطفال، بشكل متزايد، من التعليم، وإجبار كثير منهم على العمل، في محاولات يائسة من أهاليهم للصمود وسط التحديات الشديدة، والتناقص المستمر للموارد والأساسيات، نتيجة تفاقم الأزمات المعقّدة في لبنان منذ نحو 4 سنوات.

تدهور متزايد

ويكشف تقرير حديث أجرته «يونيسيف»، خلال نوفمبر الماضي، عن تدهور متزايد في معظم جوانب حياة أطفال لبنان، في ظل عدم وجود أي انحسار يلوح في الأفق، بالإضافة إلى تفاقم الأعباء النفسية المتراكمة لديهم، لا سيما في الجنوب اللبناني، مع ما يعنيه الأمر، وفق ممثل «يونيسيف» في لبنان، إدوارد بيغبيدر، من كون الأزمة القائمة في البلاد «تدمر أحلام آلاف الأطفال، وتنتهك طفولتهم، وتسلبهم سعادتهم، ومستقبلهم، وحقهم في التعليم».

بلغة الأرقام، بيّن التقرير أن أكثر من ربع الأسر اللبنانية (26 %)، أكدت عدم ذهاب أطفالها، ممن هم في عمر الدراسة، إلى المدارس، علماً بأن هذه النسبة ارتفعت عن آخر تقييم أجرته «يونيسيف»، أبريل الماضي (18 %).

ذلك، بالتوازي مع ارتفاع عدد الأسر التي ترسل أطفالها (دون 18 عاماً)، إلى العمل، إلى نسبة صادمة تخطّت 16 %، مقارنة عمّا كان عليه الأمر في أبريل ذاته (11 %). وينوّه التقرير بأن أكثر من 8 من 10 أسر لبنانية (84 %)، اضطرت إلى اقتراض المال، أو الشراء بالدين، لتأمين المواد الغذائية الأساسية، بزيادة قدرها 16 نقطة مئوية على مدى 6 أشهر. أما الإنفاق على العلاج الصحي لدى 8 من كل 10 أسر (81 % منها)، فانخفض، بعدما كانت النسبة لا تتعدّى 75 % قبل 6 أشهر.

وخلص التقرير إلى تأكيد تأثير الحرمان، وعدم اليقين، بشكل كبير، على الصحة النفسية للأطفال، إذ تفيد 4 من كل 10 أسر تقريباً (38 %) بمعاناة أطفالها من القلق، فيما تتحدث 24 % من الأسر عن معاناة أطفالها من الاكتئاب بشكل يومي.

قلق واكتئاب

وأضاءت «يونيسيف» على أن الأرقام الإجمالية في بعض المناطق، تشي بأن الواقع أكثر سوءاً، بدءاً من جنوب لبنان، إذ تفيد 46 % من الأسر، بأن أطفالها يشعرون بالقلق، و29 % منهم يعانون من الاكتئاب، وصولاً إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث تظهر الأرقام أن نحو نصف الأطفال يعانون من القلق، ونحو 30 % من الاكتئاب، نتيجة «الظروف المعيشية السيئة، والاشتباكات بين الفصائل في مخيمات اللاجئين، وحالة عدم اليقين في شأن ما يخبئه المستقبل»، وفقاً للتقرير.

وحضّت «يونيسيف»، الحكومة اللبنانية على «إظهار التزام واضح ببنود اتفاقية حقوق الطفل، واتخاذ إجراءات حازمة، لدعم، وحماية جميع الأطفال في لبنان، وضمان حصولهم على الخدمات الأساسية»، معتبرة أن «إهمال الأطفال اليوم، سوف يتجلّى حتماً في مستقبل ضعيف ومتعثر للبنان».

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى