قدرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية بأن حربًا بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي “الناتو” ستكلف العالم 1.5 تريليون دولار.
وذكرت الوكالة أن المسؤولين الأوروبيين يتابعون تعزيز الجيش الروسي لقدراته بقيادة فلاديمير بوتين.
وأشارت إلى أن المسؤولين “يواجهون الآن تهديدًا لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات؛ الحرب مع روسيا”.
وتابعت: “تُنتج روسيا قذائف مدفعية وطائرات من دون طيار وصواريخ بمعدلات ستتجاوز قريبًا احتياجات قواتها في أوكرانيا”.
الحرب على أراضي “الناتو”
ورأت أنه على الرغم من أن الحرب على أراضي الناتو لا تزال مستبعدة، لا سيما أن روسيا لا تملك، في الوقت الحالي، القدرة على ذلك، وربما لا ترغب في حرب على جبهتين، لكن بعض الجنرالات وكبار المسؤولين الروس صرحوا علنًا بأن طموحاتهم الإمبريالية لا تقتصر على أوكرانيا”.
وأضافت “أعلن بوتين نفسه الأسبوع الماضي سيادته على أوكرانيا بأكملها على الأقل”.
وقال بوتين في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي: “أعتبر الروس والأوكرانيين شعبًا واحدًا، وبهذا المعنى، كل أوكرانيا لنا”.
وأضاف بوتين: “لدينا مقولة أو مثل، أينما وطئ الجندي الروسي فهو لنا”.
وأشار الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إلى أن روسيا قد تكون في وضع يسمح لها بدراسة مثل هذا الهجوم على الحلف في غضون خمس سنوات.
وردد بذلك وفق التقرير تقييمات المستشار الألماني فريدريش ميرتس والعديد من وكالات الاستخبارات الأوروبية.
من جهتها، قالت الدنمارك إن روسيا قد تخوض حربًا محلية مع دولة مجاورة في غضون ستة أشهر، وتشكل تهديدًا حقيقيًا لدولة أو أكثر من دول الناتو في غضون عامين.
وأوضح التقرير أنه في مثل هذا السيناريو، تُشكّل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي تُشكّل جزءًا صغيرًا من الاقتصاد الأوروبي، لكنها ذات أهمية استراتيجية، والواقعة على الجناح الشمالي الشرقي لحلف الناتو، نقطة الاشتعال الأكثر ترجيحًا.
وبصفتها الدولة الوحيدة في حلف الناتو التي كانت خاضعة لإدارة الاتحاد السوفيتي مباشرةً، وباعتبارها موطنًا لأقليات روسية كبيرة، فإن لها مكانة خاصة في مخيلة بوتين التاريخية المشوهة.
وتوقع التقرير أن تشهد الحرب، حتى في مرحلتها الأولية، مقتل العديد من الأشخاص، ومن المرجح أن تُسبب تدفقًا هائلًا من اللاجئين، وستُلحق أضرارًا اقتصادية جسيمة.
وقدرت “بلومبيرغ” أن التكلفة المباشرة للدمار في منطقة الحرب، وارتفاع أسعار الطاقة مع انقطاع الإمدادات من روسيا، وعمليات البيع في الأسواق المالية، قد تُخفض الناتج العالمي بنسبة 1.3% أو 1.5 تريليون دولار في السنة الأولى، وهو ما يُقارب تأثير الغزو الكامل لأوكرانيا.
وعلاوة على أن الخسائر ستكون أكبر بكثير إذا امتد الصراع إلى دول أوروبية أخرى.
وأشار التقرير إلى أن “الأمور قد تسير باتجاه احتمالات أخرى، وعلى النقيض من سيناريو الحرب المتطرف الذي يقلق المخططين العسكريين لحلف الناتو”.
واعتبر أنه من الممكن أيضًا، أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى تسوية سلمية دائمة؛ إذ يتطلب ذلك على الأرجح من الولايات المتحدة وأوروبا تجاوز خلافاتهما، والمساعدة في التوسط للتوصل إلى اتفاق دائم، وتقديم ضمانات أمنية للحفاظ عليه.
وقد يشمل ذلك أيضًا استخدام الصين، الداعم الرئيس لروسيا، نفوذها لجلب موسكو إلى طاولة المفاوضات وثنيها عن شن المزيد من الهجمات.
وذهب التقرير إلى أن هناك سيناريوهات أخرى منخفضة الاحتمالية وضعتها “بلومبيرغ” إيكونوميكس؛ مثل تقدم روسيا بشكل حاسم واستيلائها على جزء كبير من جنوب أوكرانيا قبل غزو مولدوفا.
وخلُص إلى أن “التحول الجذري بدأ أوروبا بغض النظر عن أي سيناريوهات مقبلة، حيث من المقرر أن يلتزم أعضاء الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع إضافة 1.5% للنفقات المتعلقة بالدفاع، مثل الأمن السيبراني والبنية التحتية والاستعداد المدني”.
وكما تتقدم العديد من دول الناتو في الخطوط الأمامية، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا، بالفعل على بقية الدول، ويتجاوز إنفاقها الدفاعي بالفعل هدف الـ 3.5% المُعلن.