كيف تكتشفين علامات التوتر والضغط النفسي عند الأطفال؟

التوتر استجابة جسدية وعقلية وعاطفية تلقائية للأحداث الصعبة، وهو جزء طبيعي من حياة الجميع، بما في ذلك حياة الأطفال، ويواجه الأطفال العديد من المواقف الجديدة والمجهدة خلال الأحداث العالمية، بالنسبة للبعض الآخر، كانت هناك تغييرات في روتين الدراسة والأنشطة، وتغيرات عائلية مع انتقالهم إلى منزل جديد أو انقطاع أحد الوالدين عن العمل، أو فقدان أحد أحبائهم فنشأت مخاوف بشأن صحتهم النفسية بسبب التوتر الشديد الذي أصابهم، الأطباء والاختصاصيون يدلونك على أفضل الوسائل لكشف علامات التوتر والضغط النفسي عند الأطفال.
من غير المرجح أن يطلب الأطفال، وبخاصة المراهقون، من والديهم مساعدتهم في إدارة ضغوطهم، أحياناً لا يدركون حتى شعورهم بالتوتر، بصفتك أماً، قد تلاحظين وجود مشكلة قبل أن يلاحظها أطفالك، مساعدة أطفالك على إدارة ضغوطهم قد تؤدي إلى حياة أكثر توازناً وصحة.
علامات التوتر عند الأطفال

الأطفال قد يعبرون عن التوتر بطرق مختلفة عما قد تتوقعينه، وفيما يلي بعض العلامات التي قد تشير إلى أن أطفالك قد يكونون متوترين أو قد يحتاجون إلى بعض الدعم الإضافي:
ترتفع تأثير انفعالاتهم العاطفية
تتأثر انفعالاتهم ما يؤدي إلى انفعال أقوى ومشاعر غضب عند الأطفال، لا تتوافق مع سلوكهم السابق أو مع الوضع الحالي.
فتظهر مخاوف القلق قبل النوم، وقد يواجه الأطفال المتوترون صعوبة في النوم أو الاستمرار فيه، أو قد تبدأ الكوابيس بالظهور.
ينعزلون عن الآخرين
قد يرغب الأطفال الذين يعانون من التوتر في قضاء المزيد من الوقت بمفردهم وعدم التفاعل مع الأصدقاء أو العائلة.
يعانون من الصعوبات المدرسية
قد يكون أي تغير ملحوظ في أداء أطفالكم الدراسي علامة على التوتر، يُصعّب التوتر على الأطفال التركيز خلال اليوم الدراسي أو أثناء أداء واجباتهم المدرسية، كما أن الانفعالات والغضب في المدرسة قد يُسببان مشاكل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة.
يصابون بالصداع المتكرر أو آلام المعدة
عندما يشعر الأطفال بالتوتر أو القلق، تُفرز أجسامهم هرمون الكورتيزول في الدم، قد يُسبب هذا تقلصات في البطن وصداعاً.
يشعرون بالتحدي
قد يشعر الأطفال تحت الضغط بالغضب أو الإرهاق، بالتحدي، ويبحثون عن سبل للخروج من الموقف الذي يُشعرهم بعدم الارتياح، وقد يؤدي هذا إلى سلوكيات عنيدة ومتمردة.
تذكري أن علامات التوتر لدى الأطفال قد تختلف باختلاف العمر وشخصية الطفل ومهارات التأقلم، يكمن السر في مراقبة أي تغيرات جذرية أو مفاجئة في سلوكيات أطفالك السابقة.
كيف يمكن مساعدة الطفل للتغلب على علامات التوتر والضغط النفسي؟

عادةً، لا يملك الأطفال سلطةً أو سيطرةً كبيرةً على حياتهم، يُملى عليهم متى يأكلون، ومتى ينامون، وكيف يتصرفون، وما هو المناسب لملابسهم، وما هو المناسب لقولهم، وما يجب أن يتعلموه، والقائمة تطول. يعرف الأطفال كيف يستفزون والديهم ويتلاعبون بهم، وأحياناً يكون قول “لا” هو السيطرة الوحيدة التي يشعرون بها في ذلك اليوم.
أحياناً يكون لسوء سلوكهم غرض، كأن يلفتوا الانتباه أو يحصلوا على ما يريدون، وفي أحيان أخرى، قد يكونون في حالة سكون تام لأنهم منهكون، وأدمغتهم ببساطة لم تعد قادرة على تنظيم مشاعر الطفل أو أفعالهم. يتعرضون لتجارب مختلفة طوال اليوم قد لا يعلم بها آباؤهم، حيث لا تتطور أدمغتهم إلا عند بلوغهم سن الخامسة عشر تقريباً، وقد لا يعرفون ببساطة كيفية استيعاب تجارب اليوم، ولذلك تختلف قدرة الأطفال على التفاعل مع الآخرين عن قدرة البالغين، ويميلون إلى الاستجابة عاطفياً واندفاعياً، وأنت كأم قد تشعرين بالإرهاق عندما يتصرف أطفالك بتحد، وفيما يلي بعض النصائح لإدارة السلوكيات المتمردة لدى الأطفال:
توقعي ما ستواجهينه
حدّدي أمثلة على السلوكيات التي ستتسامحين معها والتي لن تتسامحي معها، عند تصحيح سلوك الأطفال، أخبريهم بما تريدين منهم فعله بدلاً من ما لا يجب عليهم فعله، على سبيل المثال، بدلاً من قول: “توقف عن المضغ وفمك مفتوح”، حاولي أن تقولي: “من فضلك، امضغ وفمك مغلق”.
تصرفي من دون أن تغضبي
عندما يتصرف الأطفال بتحدٍّ، فإن غريزة رد الفعل طبيعية، والتعبير عن المشاعر طبيعي أيضاً، خذي نفساً عميقاً وصححي سلوكهم بهدوء، لا تعكسي مستوى غضبهم، حافظي على هدوئك وضعي توقعات واضحة. حافظي على الاتساق، على سبيل المثال، لا توافقي على شيء لمجرد رغبتك في إنهاء السلوك، بل صدقي مشاعرهم والتزمي بتوقعاتك، ذكّري نفسك بأن أطفالك سريعو التأثر، وأن كلماتك مهمة، عليهم أن يعرفوا أنه من المقبول التعبير عن مشاعرهم باحترام.
اختاري معاركك
إذا كان سلوكهم مزعجاً فحسب، ولكنه ليسوا مسببين لمتاعب كبرى، فحاولي تجاهله، عندما يقومون بشيء إيجابي، امدحي أطفالك، أحياناً يرغب الأطفال في رد فعل، لذا حاولي التفاعل مع السلوكيات الإيجابية بدلاً من السلبية.
ركّزي على سلوكين أو ثلاثة فقط
قد يشعر الأطفال بالإرهاق أو عدم الكفاءة إذا حاولت تصحيح كل سلوك مثير للقلق، النهج المُركّز يُحقق نتائج أفضل وأسرع في تحسين السلوكيات.
كيف تتعاملين بشكل عملي مع التوتر؟
