إلهام الفضالة: لا تهمّني المنافسة

عبّرت النجمة الكويتية إلهام الفضالة عن سعادتها الغامرة بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسلها الأخير “بعد غيابك عني”، الذي عُرض خلال شهر رمضان الماضي، وجذب الانتباه بسبب قصته التي تدور حول المرض النفسي، وتناقضات النفس البشرية، إلى جانب مناقشته مسألة الزواج بالإكراه. “لها” التقت إلهام الفضالة في حوار صريح تحدثت خلاله عن هذا المسلسل وكواليسه، وسبب مشاركة زوجها شهاب جوهر فيه، كما كشفت سرّ اتجاهها الى الغناء، وتفضيلها الأعمال التراجيدية على تلك الكوميدية، وكيفية تغلّبها على المرض الذي أُصيبت به أخيراً.

– كيف كانت ردود الفعل على مسلسلكِ الجديد “بعد غيابك عني” الذي عُرض خلال السباق الدرامي الرمضاني الأخير؟

ردود الفعل كانت أكثر من رائعة، والعمل حقق النجاح الذي كنت أتمناه، وتصدّر قوائم المسلسلات الأكثر مشاهدةً في الكويت وعدد من الدول العربية طوال أيام الشهر الفضيل، وهو خطوة جيدة للاستمرار على هذا النحو وتأكيد أهمية الدراما الكويتية ومكانتها.

– ما الذي جذبكِ للمشاركة في المسلسل؟

“بعد غيابك عني”، قدّم الدراما الكويتية بشكل جديد وصورة مختلفة تماماً عن تلك التي قُدّمت بها من قبل. أستطيع القول إن الدراما الخليجية أصبحت اليوم قادرة على المنافسة مع الدراما العربية مثل المصرية والسورية بسبب هذا المسلسل، وهناك أسباب كثيرة جعلتني أقول إن “بعد غيابك عني” مختلف تماماً عن باقي المسلسلات الكويتية، منها السيناريو الجيد الذي كتبته علياء الكاظمي والذي استفزّني كممثلة حين قرأته، وعلياء معروفة بقصصها ورواياتها الرائعة، وقدرتها على تحريك الممثل خلال العمل، وظهر ذلك جلياً من خلال شخصية “شاهة” التي قدّمتها في المسلسل، الذي نجح في قراءة النفس البشرية وسلّط الضوء على التناقضات في حياة الإنسان؛ من خلال الزواج والطلاق، وبالتحديد الزواج المبكر بالإكراه، وهو ما ناقشناه خلال العمل بجرأة. وأكثر ما حمّسني للانضمام الى مسلسل، مشاركتي الفنان السعودي تركي اليوسف في عمل درامي خليجي بعد فترة طويلة من عدم التعاون معاً.

– هل وجدتِ صعوبة في تقديم دور مريضة نفسانية؟ وهل لجأت الى طبيب؟

واجهت صعوبات كثيرة أثناء تأدية الدور، خاصة أن شخصية “شاهة” تعاني من مرض ثنائي القطب، وهو مرض يجعل الإنسان يعيش حياتين في حياة واحدة، لكل واحدة شخصية مستقلة عن الأخرى، أي أنني جسّدت في المسلسل شخصيتين، لكل منهما أدواتها وطريقتها في العيش، وهو أمر شاق ومُرهق. علماً أنني لم أستعن بطبيب نفساني، بل قرّرت أن أقدم الشخصية من خلال خبرتي الدرامية الطويلة، حيث ذاكرت الدور جيداً، وظللت أرسم أبعاده ومكوّناته، ثم بدأت التصوير على الفور، فأنا لي باع طويل مع هذا النوع من الشخصيات.

– لماذا تصرّين على العمل مع المخرج سائد الهواري؟

سائد الهواري مخرج غني عن التعريف، وشهادتي فيه مجروحة، فهو مخرج رائع لأنه يستطيع تحريك الممثل، ويجيد أيضاً اللعب على عواطف المُشاهدين، وكان سبباً رئيسياً في نجاح كل أعمالي الدرامية السابقة، وأشكره على الجهد الذي بذله في مسلسل “بعد غيابك عني”.

– أشدتِ بشخصية “شعلان” التي قدّمها زوجك المنتج شهاب جوهر، ما السبب؟

شهاب قدّم شخصية “شعلان” بأفضل صورة، وأعتقد أنها الأهم في مسيرته الفنية، لأنها شخصية مركّبة وشريرة، وهو أجاد في تقديمها، والجمهور كان له رأي خاص بها، وظهر ذلك بوضوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث جعلوا الشخصية “تريند” لأيام عدة.

– هل شهاب جوهر قاسٍ في حياته الأسرية؟

شهاب من أطيب وأحنّ الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي. لا مجال للمقارنة بين شهاب جوهر وشخصية “شعلان” التي قدّمها في المسلسل، ولو كان في شهاب صفة واحدة من “شعلان” لما عشت معه في المنزل لليلة واحدة. أنا أحب شهاب جوهر وتعجبني فيه كل صفاته، وأدعو له دائماً بالتوفيق.

– هل تحرصين على مشاركة زوجك في أعمالك الدرامية؟

شهاب جوهر أنتج أغلب أعمالي الفنية، وهو لا يحب التمثيل بكثرة في المسلسلات، بل يختار بتأنٍّ الأعمال التي تليق به، مثلاً هو رفض المشاركة في مسلسلي السابق “خواتي غناتي”، كما أنه لم يكن يريد المشاركة في “بعد غيابك عني” بسبب خوفه من شخصية “شعلان” الشريرة، لكن بعد مذاكرتها والإحاطة بتفاصيلها أحبّها وقرر تقديمها.

– هل ستستمرين في الابتعاد عن الأعمال الكوميدية؟

أنا فنانة شاملة وقادرة على تجسيد كل الأدوار التمثيلية، لكن دائماً أفضّل تقديم الأعمال التراجيدية على تلك الكوميدية، لأن مجتمعاتنا تريد منا التركيز على الإيجابيات والسلبيات فيها، وأن نحاول علاجها. وأنا هنا لا أقلّل من مكانة الأعمال الكوميدية، لكن لا أحب المشاركة فيها الى درجة أن تطغى على الأعمال التراجيدية.

– ما رأيك في ظاهرة عرض الأعمال الدرامية على المنصات الإلكترونية؟

بالتأكيد هي ظاهرة جيدة جداً، وأنا مع كثرة المنصات، لأنها تدعم الصناعة وتقدّم أجيالاً جديدة من المبدعين، وللمنصات مميزات عدة من بينها أنها لا تخضع للرقابة الصارمة التي يتم فرضها على الأعمال الدرامية.

– ألم تخشَ إلهام الفضالة المنافسة النسائية في شهر رمضان عربياً؟

كل المواسم الرمضانية تشهد منافسة نسائية من مختلف الدول العربية، لكنني لا أضع نفسي في مقارنة أو منافسة مع أي نجمة أخرى. أنا سعيدة بما حققته حتى الآن، وكل ما يشغلني هو تطوير أدائي لتقديم الأفضل، وكلامي هذا لا يعني أنني ضد المنافسة، بل على العكس أحب المنافسة وأحرص على مشاهدة الأعمال الدرامية العربية، لكن أرفض المقارنات التي تسبّب مشاكل بين الفنانات.

– ليلة عيد الأم قدّمتِ جديدك “أنتِ الأول”، ما قصة هذه الأغنية؟

طوال مشواري الفني وأنا أؤدي أغنيات ورقصات خلال أعمالي الدرامية، ولذلك أحببتُ فكرة تقديم أغنية في عيد الأم، وقد جذبتني كلمات الأغنية منذ أن أطلعني عليها شاعرها، لذا فضّلت تقديمها في عيد الأم، لكي تكون منافِسة جيدة لجميع الأمهات الصغيرات في السنّ. سعيدة بأن الأغنية لاقت صدى جيداً، وأحبّها الجمهور وتداولوها بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

– هل يمكن أن نرى إلهام الفضالة مطربة؟

لا أعتقد ذلك، وكما قلتُ لك أنا مؤدية وإذا وجدت أغنية جيدة فسأقدمها، لكنني لن أحترف الغناء.

– كيف تعاملتِ مع المرض الذي استوجب نقلك الى المستشفى؟

للأسف أُصبت في الفترة الأخيرة بفيروس كورونا، وكان المرض شديداً عليَّ، لكن الدعم الذي تلقيته من جمهوري وزوجي وأفراد أسرتي ساعدني في تخطي تلك الأزمة سريعاً.

– كيف تتعاملين مع مَن يهاجمك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

ما من اتفاق على أي إنسان في الكون، ولذلك أعلم جيداً أن هناك مَن يحبني ومَن يكرهني، وربما تكشّف ذلك مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الماضي لم يكن الفنان يعرف شيئاً عن “سوداوية” الناس، حيث كان يلتقي الجمهور في الشارع لكي يتحدث معهم ويوقّع لهم على “الأوتوغراف”، لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي بتنا نرى بشراً هدفهم الوحيد هو نشر الكراهية بدون أي سبب.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى