مساع لتطويق الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان
تفاقم الخلافات بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع يعود إلى مواقفهما المتباينة من الاتفاق الإطاري.

أثارت التصريحات الحادة بين قادة الجيش ووحدات قوات الدعم السريع حول عملية دمج الأخيرة في الجيش مخاوف في الشارع السوداني من مواجهات مسلحة بين الطرفين تنسف الاستقرار والعملية السياسية الجارية في البلاد، ما دفع بقوى مدنية إلى التدخل لرأب الصدع.
ويرجّح العديد من المراقبين أن تفاقم الخلافات بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) يعود إلى مواقفهما المتباينة من الاتفاق الإطاري الموقع بين المجلس العسكري الحاكم وقوى مدنية في مطلع ديسمبر الماضي.
وينص الاتفاق في أحد بنوده على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو ما وافق عليه قائد الدعم السريع، لكن حرب التصريحات بين الرجلين اشتعلت في الفترة الأخيرة، أحيانًا بشكلٍ مباشرٍ وأحيانًا أخرى بشكلٍ غير مباشر، ما جعل الكثيرين يتوجسون من أن تتحول إلى صدامات مسلحة، خاصة أن الجنرال ياسر العطا، أحد قادة الجيش، ألمح إلى ذلك مؤخرا عندما شدد في خطاب جماهيري على قدرة القوات المسلحة على بسط الأمن والسيطرة على أيّ أعمال غير مسؤولة.
جميع المؤشرات تؤكد وجود خلافات حقيقية بين الطرفين ، آخرها يتعلق بالاتفاق الإطاري والموقف منه
وازدادت الحرب الكلامية منذ إعلان حميدتي في خطابه خلال حفل توقيع الاتفاق الإطاري فشل الانقلاب الذي قاده البرهان بمشاركة حميدتي نفسه، كما أظهر الأخير في خطابه حماسًا مزعومًا لدعم الانتقال المدني، مؤكدًا موافقته على دمج قواته في الجيش وفق برنامج زمني يتم الاتفاق عليه ضمن عملية التحول المدني.
وجاء حديث حميدتي كردّ على قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الذي قال إن قيادة القوات المسلحة دعمت الاتفاق الإطاري عن قناعة لأنه يعالج مشاكل السودان، لكنه اشترط للمضي قدمًا في الاتفاق دمج قوات الدعم السريع في الجيش، قائلًا “قبلناه لأن فيه بندًا مهمًا يهمنا كعسكريين، وهو دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، هذا هو الفيصل بيننا وبين الحل الجاري الآن”.
وأضاف البرهان خلال حديثه أمام حشدٍ جماهيريٍ في ولاية نهر النيل (شمال) “الاتفاق تضمن كلامًا واضحًا ومنصفًا عن دمج الدعم السريع، ودمج الحركات المسلحة في القوات المسلحة، وقطعًا سنذهب فيه، ليكون هناك جيش وطني واحد يدافع عن السودان ويحمي أهل السودان، لكن أيّ كلام غير هذا لن يكون مقبولًا، ولن يذهب أحد في الاتفاق إلى الأمام من دونه”.
وتؤكد جميع المؤشرات وجود خلافات حقيقية بين الطرفين ، آخرها يتعلق بالاتفاق الإطاري والموقف منه، إلى جانب الخلافات الصامتة المتعلقة بالصراع على النفوذ والسلطة.
