اتهم الأكاديمي البريطاني “ماثيو هيدجز”، الذي كان مسجونا في الإمارات قبل سنوات، سلطات الدولة الخليجية؛ بتشويه سمعته عبر توزيعها ملفا يحتوي معلومات خاصة عنه وعن أسرته.
ووفق “هيدجز”، فإن الملف يتضمن معلومات خاصة عنه، بما في ذلك تقريرا طبيا عن حالته النفسية وصورا التقطت له داخل زنزانته، وأخرى مع زوجته “دانييلا تيخادا”.
وواجه الأكاديمي في الإمارات اتهامات بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية (MI6) وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في نوفمبر/تشرين ثان 2018، بعد إلقاء القبض عليه في مطار دبي في 5 مايو/أيار من ذلك العام، بينما كان يحاول مغادرة الإمارات.
وبموجب عفو رئاسي إماراتي، تم إطلاق سراح الأكاديمي البريطاني، الذي لطالما اتهم السلطات الإماراتية بمعاملته بطريقة قاسية وغير إنسانية ومهينة أثناء احتجازه لاحقًا في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام.
وبعد مضي تلك المدة، كشف “هيدجز” في تصريحات لصحيفة “تليجراف” البريطانية نشرت الجمعة، أن الإمارات وزعت مؤخرا ملفا يحتوي على وثائق ومعلومات شخصية عنه وعن أسرته، بغية تشويه سمعته وتقويض مصداقيته.
وأوضح أن سفارة الإمارات في لندن هي من قامت بتوزيع الملف على وسائل الإعلام.
وأشار “هيدجز” إلى أن الملف سبق أن قدمته الإمارات للجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وذكر أن تقديم الملف للجنة الأممية جاء بعد أن قدم هو أدلة إلى اللجنة حول المحنة التي تعرض لها في الدولة الخليجية.
وفي الملف الذي يتكون من 19 صحفة، زعم المسؤولون الإماراتيون أن الأكاديمي البريطاني جرت معاملته في جميع الأوقات بـ “الاحترام والكرامة”.
وشدد الإماراتيون أنه “هيدجز” لم يتعرض أبدًا “لأي حالة من التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وتضمن الملف صورًا التقطتها الدوائر التلفزيونية المغلقة في الزنزانة الخالية من النوافذ لـ”هيدجز” ومقابلة طبيبه ونص مكالمة هاتفية أجراها.
كما تضمن الملف صورة تجمع الأكاديمي البريطاني مع زوجته “دانييلا تيخادا” في يوليو/تموز 2018، خلال الزيارة التي سُمحت لها.
وكشف “هيدجز” في تصريحات لـ”تلجراف” أن نشر هذا الملف تسبب له بضيق شديد، متابعا: “لقد أصبت بنوبة هلع عندما رأيت صور الدوائر التلفزيونية المغلقة
وعقب: “كانت المرة الأولى التي أرى فيها صورًا لتلك المرحلة الصعبة التي مررت بها، وأعادت لي الذكريات الأليمة”.
وأضاف: “لقد كانوا يتجسسون على خلال الاجتماع الوحيد الذي أجريته مع داني (زوجته).. كان ذلك أصعب جزء رأيته في الصور”.
وشبه “هيدجز”، الذي أكمل درجة الدكتوراه في جامعة دورهام، تكتيكات الإمارات بنشر هذا الملف، بتلك التي اتبعتها الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية لتقويض خصومهم.
وقال إنها تلك الخطوة تشبه إلى حد كبير ما كان يفعله شتازي (أمن الدولة في ألمانيا الشرقية) لتقويض الضحايا أمام عائلاتهم والمجتمع – وعبر عن اندهاشه قائلا: هذا الأفعال تأتي من حليف مفترض للمملكة المتحدة “.
وأضاف “هيدجز” أن الملف الذي تم توزيعه للصحف مؤرخ في اليوم التالي، لتقديمه أدلة تعرضه لانتهاكات إلى لجنة مناهضة التعذيب في الأمم المتحدة في جنيف.
وختم الأكاديمي البريطاني حديثه للصحيفة قائلا “عليك أن تسأل نفسك لماذا يطلقون هذا الملف الآن؟ وأجاب أن “الإمارات هي مركز لنشاط مناهض للعقوبات المفروضة على الروس، وقد سلطت الضوء على ذلك مؤخرًا.. هذه طريقة لتشويه سمعي “.
متابعات