زعيم جديد للديمقراطيين بالكونغرس.. نقطة تحول بتاريخ السياسة الأميركية

دشن حكيم جيفريز (52 عاما) نقطة تحول بارزة في تاريخ السياسة الأميركية كأول أول مشرع أسود يقود حزبا في الكونغرس.

وانتخب الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي جيفريز زعيما لهم، وذلك للمرة الأولى التي يتزعم فيها الحزب الديمقراطي في مجلس النواب مشرع أسود.

وسيقود جيفريز الديمقراطيين في الكونغرس الجديد الذي يبدأ أولى جلساته في الأسبوع الأول من يناير القادم، بعد حصول الجمهوريين على أغلبية ضئيلة في انتخابات التجديد النصفي.

كانت صحيفة واشنطن بوست تساءلت في مقال يعود إلى مايو 2019: “هل حكيم جيفريز باراك أوباما بروكلين؟” عندما ترشح النيويوركي الشاب لشغل مقعد عضو مجلس النواب المتقاعد، آنذاك، إيد تاونز.

“كلاهما أفريقي أميركي، كلاهما بمنتهى الوسامة، وكلاهما حاد الذكاء”، أجاب عمدة نيويوك آنذاك، إيد كوش، وكان أحد داعمي جيفريز، مضيفا “ولكل منهما ابتسامة رائعة”.

وتجد ملاحظات كوش تلك مصداقا أكبر اليوم، إذ يوشك جيفريز على تدشين نقطة تحول بارزة في تاريخ السياسة الأميركية. وكان أوباما قد صنع التاريخ عام 2008 بوصفه أول رئيس أسود للولايات المتحدة.

وفسحت بيلوسي المجال لترشيح جيفريز بإعلانها الخميس العزوف عن الترشح لزعامة الديمقراطيين، بعد فوز الجمهوريين بالأغلبية النيابية في انتخابات التجديد النصفي قبل أيام.

وتولى حكيم جيفريز رئاسة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب بعد انتخابه عام 2019، بوصفه أصغر عضو في قيادة الحزب، وهو اليوم يسعى لتجديد دماء الحزب.

“يجب أن تكون أولوياتنا غير الحكومية، من أجل الشعب الأميركي، استعادة الأغلبية في نوفمبر 2024″، بهذه الكلمات تعهد جيفريز في رسالة ترشحه لخلافة بيلوسي، الجمعة، غداة إعلانها العزوف عن إعادة الترشح.

حارس جديد لرئاسة الحزب

حظي جيفريز الذي انتخب عام 2013، بتأييد زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيني هوير، والأغلبية في مجلس الشيوخ، جيم كلايبورن، وكلاهما أعلن مؤخرا أيضا عن خطط للاستقالة، وفق وسائل إعلام أميركية.

في تخليهما عن مناصبهم، يمهد هوير وكلايبورن وبيلوسي الطريق أمام حارس جديد لرئاسة الحزب في النصف الثاني من رئاسة جو بايدن.

أعيد انتخاب جيفريز مؤخرا رئيسا للتجمع الديمقراطي، وهو المنصب القيادي رقم (5) في الحزب، وقد وصفه زملاؤه بأنه كفء وذو خبرة ويحظى باحترام زملائه.

ولد النائب حكيم جيفريز للأم .

وفي مقابلة مع الصحفية فرح حليم، أشار جيفريز إلى أن “روح الخدمة العامة” جاءت من والديه، لانيدا جيفريز ومارلاند جيفريز ، وكلاهما موظفان حكوميان، وكانت والدته أخصائية اجتماعية، بينما كان والده يعمل مستشارا حكوميا في مجال مكافحة تعاطي المخدرات.

برز جيفريز بوصفه وجها قياديا مؤيدا بصراحة لتخفيض تكاليف الحياة اليومية للأميركيين، وكان جزءا لا يتجزأ من جهود الحزب الديمقراطي لصياغة رسالة حملة حول قضايا “الدولار والسنت” قبل الانتخابات النصفية لعام 2022، وفق تقرير من “يو أس توداي”.

وجه تقدمي في الحزب

ويشير جيفريز إلى نفسه بأنه “تقدمي براغماتي”، وتتماشى وجهات نظره الأساسية مع كثير من التفكير التقدمي، فقد قال إنه لا يؤمن بالتضحية بكل شيء من أجل قائمة أمنيات تشريعية عندما يكون ذلك بعيد المنال، وفق “يو أس توداي”.

وهو عضو في التجمع التقدمي في مجلس النواب، وهي مجموعة من المشرعين تعمل على دفع أجندة أكثر تقدمية في الهيئة التشريعية، وعمل طوال حياته المهنية لدعم مختلف القضايا التقدمية مثل إصلاح العدالة الجنائية والإسكان بأسعار معقولة.

وتنقل “سي أن أن” إنه في رسالته يوم الجمعة، أشاد جيفريز بالقيادة الماضية، لكنه قال “يجب القيام بالمزيد لمكافحة التضخم، والدفاع عن ديمقراطيتنا، والحرية الإنجابية، والترحيب بالأميركيين الجدد، وتعزيز الحماية المتساوية بموجب القانون وتحسين السلامة العامة في جميع أنحاء هذا البلاد”.

ووعد زملاءه بأنه سيمنحهم مزيدا من السلطة في العملية التشريعية، وقال أيضا إنه في “الأوقات الخطيرة”، يجب على الكونغرس التركيز على تمرير مشاريع قوانين “لمكافحة الجريمة” و”تعزيز أمن جميع الأعضاء وعائلاتهم بشكل كبير”.

دعم كبير

يحظى جيفريز بدعم واسع النطاق بين أعضاء التكتل الديمقراطي في مجلس النواب.

وقبل إعلان بيلوسي عزوفها عن الترشيح، قالت النائبة عن ولاية أوهايو جويس بيتي، رئيسة تكتل السود في الكونغرس، لشبكة “سي أن أن” إنها تتوقع أن يلقي التكتل بدعمه وراء جيفريز.

وقالت بيتي: “إذا تنحيت جانبا، فواضح جدا أن حكيم جيفريز هو الشخص الذي سأصوت له وأقود تجمع السود في الكونغرس للتصويت له”.

وألقى النائب عن ولاية ويسكنسن، مارك بوكان، الرئيس السابق للتجمع التقدمي في الكونغرس، بثقله خلف جيفريز. “أنا معجب كبير بحكيم”.

وقال بوكان لشبكة سي أن أن “أعتقد أنه ذكي للغاية، إنه شخص جيد لتحقيق توافق في الآراء بين أعضاء التكتل. أعتقد أنه سيكون قائدا بارزا”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى