لا يمكننا منع النصابين المتربصين بنا خلف شاشات الحواسيب أو الهواتف المتحركة، من الاحتيال وقنص النقود، إلا أنه من الممكن بل الواجب علينا أن نحصن أنفسنا بالمعرفة بكيفية التعامل الآمن خلال استخدام كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة المتصلة بالعالم الافتراضي، خاصة خلال «التسوق الإلكتروني».
كثيراً ما نسمع عن عمليات نصب تتم من خلف الشاشات يقع فيها أميو التكنولوجيا وغير العارفين بطرق الكشف عن المواقع الوهمية التي يدعي النصابون من خلالها أنهم متاجر إلكترونية لها عدة فروع، وأيضاً الأفراد الذين يجهلون طرق حماية الذات بعدم تقديم المعلومات السرية، وأيضاً عدم ترك المراهقين أو غير الملمين بطرق التسوق الإلكتروني الآمنة، بإتمام عمليات الشراء بمفردهم.
الوعي والمعرفة وتثقيف الذات بالخطوات الآمنة التي يجب اتباعها خلال عملية التسوق الإلكتروني، ليس مجرد ثقافة عامة أو حكراً على المختصين في مجال علم الحاسوب ومشتقاته، وإنما ضرورة يجب أن يسعى لها كل فرد من مختلف الفئات العمرية وأيضاً تناولها ضمن محيط الأسرة والأصدقاء وذلك تجنباً للوقوع في شباكهم.
لا يمكن تجاهل أن سهولة التسوق الإلكتروني الذي لا يتطلب سوى خطوات معدودة، جعله أسلوب حياة للكثيرين، كما جعله في الوقت نفسه مستنقعاً يرتع فيه النصابون الإلكترونيون، والذين غالبيتهم يقيمون خارج الدولة، مستغلين غياب الوعي لدى أفراد المجتمع بكيفية الكشف عن ملامح عملية النصب التي بالرغم من وضوحها أحياناً إلا أن البعض يقع فريسة لها، وهو ما يشير إلى الجهل بكيفية الاستخدام الآمن أو على الأقل تجاوز الموقع في حال الشك في مصداقيته.
من الأفراد الذين يسهل وقوعهم في شباك النصابين هم المراهقون أو الأميون تكنولوجياً، الذين بالرغم من خبراتهم ومهاراتهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة، إلا أن بعضهم يجهل أساليب النصب وطرق الكشف عنها أو التأكد من أن الموقع وهمي من عدمه.
الغريب في الأمر أن بعض الأسر تترك الحبل على الغارب للأبناء المراهقين للتجول في الأسواق الإلكترونية وإتمام عمليات الشراء من خلال بطاقات بنكية دون أن تقوم بواجبها تجاههم بالتوعية، أوعلى الأقل متابعتهم خلال إتمام عملية الشراء والتأكد من أن الموقع الذي يتبضع منه ولدهم ليس وهمياً، لتجنيبهم الوقوع في شباك النصابين أو على الأقل إصدار بطاقات للدفع يتم تزويدها بمبالغ بسيطة، تجنباً لسحب النقود الموجودة في البطاقة البنكية في حال تعرض الشخص للنصب.
مهما بلغت التكنولوجيا من تقدم وتطور، لا بد أن تكون مستوياتنا المعرفية والثقافية والاحترازية مواكبة لها، وهو ما لا يعتبر أمراً صعباً في ظل الرسائل التوعوية المستمرة التي تبثها الجهات المعنية من خلال مختلف القنوات الإعلامية.