لطيفة: تجاوزت التحديات.. ومشروع سينمائي قيد التحضير

أثارت الفنانة التونسية لطيفة حماسة جمهورها بإعلانها عن ألبوم جديد يجمعها بالموسيقار اللبناني زياد الرحباني، والمقرر طرحه بعد أسابيع من نهاية شهر رمضان 2025.

وفي حوار خاص، مع موقع “فوشيا”، تحدثت لطيفة عن نجاح ألبومها الأخير “مفيش ممنوع”، الذي حصلت بسببه على العديد من الجوائز في عدة دول عربية، كما كشفت عن تفاصيل مشاريعها الفنية القادمة، بما في ذلك تعاونها مع الرابر التونسي نوردو، وعودتها إلى السينما بعد غياب دام أكثر من 24 عاما.

كيف كان شعورك بعد نجاح ألبومك الأخير “مفيش ممنوع”؟

عملت على هذا الألبوم لمدة عامين، وبذلت مجهودا كبيرا ليخرج بأفضل صورة ممكنة. كنت حريصة على تقديم موسيقى مختلفة ومبتكرة، كما استخدمت تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض الأغنيات. الحمد لله، الألبوم حصد جوائز مهمة، مثل جائزة مهرجان ضيافة في الإمارات، وجائزة مهرجان دير جيست في مصر.

إلى من تهدين هذا النجاح؟

والدتي كانت دائما معي خلال تسجيل الأغنيات، حتى في أصعب أيامها. رغم مرضها، لم تكن تتركني لحظة، وكانت تطلب مني باستمرار أن أغني لها “يا ليالي” و”ضعف الإحساس”. لذلك، هذا الألبوم يحمل في طياته الكثير من المشاعر المختلطة بين السعادة والحزن.

ما رأيك في استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغاني والكليبات؟

أنا مع الاستخدام العادل للذكاء الاصطناعي، بحيث يُستخدم في موضعه الصحيح وليس بشكل عشوائي، حتى لا يُهدَر مجهود الفنانين والموسيقيين الذين يبدعون في هذا المجال.

ماذا عن تعاونك الجديد مع الموسيقار زياد الرحباني؟

لا أبالغ إذا قلت إن هذا الألبوم سيكون الأجمل والأهم في مشواري. لقد انتهينا من تسجيل الأغنيات، ونعمل حاليا على تصويرها. هذا الألبوم سيحمل بصمة مختلفة، تماما كما كانت الحال مع “معلومات أكيدة”. كما أنه سيتضمن أغنيتين من كلمات الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد، الذي أعتبره والدي الروحي.

هل هناك عمل غنائي يجمعك بالرابر التونسي نوردو؟

تقابلنا في الإمارات خلال مهرجان ضيافة، وكانت هذه أول مرة نلتقي فيها منذ سنوات. تبادلنا الأفكار حول مشروع غنائي مشترك، وقد تكون هناك مفاجأة قريبا، لكن لا أستطيع الإفصاح عن التفاصيل حاليا، كما أننا لم نحدد بعد إن كان العمل باللهجة المصرية أم التونسية.

بعد 24 عاما من الغياب، هل تفكرين في العودة إلى السينما؟

هناك مشروع سينمائي مصري قيد التحضير، لكن الصورة لم تتضح بالكامل بعد، لذا لا يمكنني الكشف عن تفاصيله حاليا.

كيف ترين جهود هيئة الترفيه السعودية والمستشار تركي آل الشيخ في دعم الفن العربي؟

ما تقدمه هيئة الترفيه والمستشار تركي آل الشيخ للفن العربي شيء عظيم. كنت في قمة سعادتي عندما حضرت حفل الموسيقار العالمي أنطوني هوبكنز، ورأيت نجوم العالم والعرب مجتمعين في مكان واحد.

حدثينا عن تجربة التريو الغنائي مع فوديل وفوزية في بيلبورد عربية؟

كانت تجربة رائعة ومميزة. أحببت أداء أغنيتي “إن شاء الله” أمام الجمهور، كما استمتعت بالغناء مع فوديل وفوزية في “عبدالقادر”.

كيف ترين تأثير المنصات الموسيقية على صناعة الغناء والموسيقى؟

أرى أن تأثيرها إيجابي للغاية، بشرط أن يتم تقديم أعمال فنية بجودة عالية من حيث الكلمات، والألحان، والتوزيع. كما أن اختيار الأفكار الجديدة التي تتماشى مع العصر يلعب دورا محوريا في نجاح الأغاني وانتشارها.

ما أكبر تحدٍّ واجهته لطيفة كامرأة دخلت عالم الغناء؟

واجهت العديد من التحديات، لكنني كنت محظوظة بنشأتي في بيئة تؤمن برسالتي الفنية، وتقدر الفن وتدعمه. مع ذلك، في البداية، كان عليّ أنا ووالدتي أن نتحدى بعض أفراد عائلتي لأحقق حلمي في العمل بالغناء. والدتي وقفت بجانبي ودعمتني بكل قوتها، ولم تتراجع أمام أي معارضة. لكن التحدي الأكبر بالنسبة لي كان الانتقال من تونس إلى مصر، حيث بدأت رحلتي الحقيقية في عالم الفن.

هل كان اتجاهك لإنتاج أعمالك الغنائية بمثابة ثورة على القيود التي وُضعت أمام نجاحك؟

بالتأكيد، وهذا من الأسباب التي جعلتني أتخذ قرار إنتاج أعمالي الفنية بنفسي منذ سنوات. لم أكن أملك ثروة ضخمة، بل كنت مجرد طالبة في أكاديمية الفنون، لكن كان لديّ صديقة والدها المنتج الكبير موريس إسكندر، رحمه الله، وهو صاحب تاريخ فني عظيم. قررت أن أخطو خطوة جريئة، فبعت سيارتي، وهو أيضا باع سيارته، وقمنا بإنتاج أول ألبوم لي “أكتر من روحي بحبك”، وحقق نجاحا كبيرا.

هذا النجاح منحني القوة للاستمرار على طريقتي، وعدم التنازل عن اختياراتي الفنية، حيث كنت أرغب في العمل مع كبار الملحنين مثل عمار الشريعي، وبليغ حمدي، وعبدالوهاب محمد. لو كنت اعتمدت على المنتجين التقليديين، ربما كانوا سيدفعونني في اتجاه مختلف عن المسار الذي حلمت به منذ بداياتي في تونس.

متابعات