الأبطال الصامتون في حياتنا

بقلم/شيماء المرزوقي

البعض من الناس يمرون بنا ويتركون أثراً واضحاً في حياتنا، يقومون بأدوار حيوية ومهمة في مسيرتنا، وننسى تذكرهم، وتغيب مواقفهم الجميلة عن عقولنا، ولو جلس أحدنا وأعاد مختلف تفاصيل حياته بتركيز وتأمل، لاكتشف ثلة من الناس، منذ سنوات، قدموا له مساعدة ما، إما بنصيحة كانت في محلها، أو بتوجيه من واقع خبرة، أو بتعليم مهارة، أو تدريس معلومة، وغيرها الكثير.

الحال نفسه نجده في أناس وهبوا أنفسهم لمساعدة الآخرين، أو من أجل قضايا تهم البشرية بأسرها، من بينهم العلماء، المصلحون، القادة، نجد من سخر نفسه لخدمة الناس، ومساعدة الضعفاء والفقراء، ونجد من العلماء من أمضى جل حياته في المعامل والمختبرات يبحث ويحلل لاكتشاف أمصال للناس، وهناك من القادة من يأخذ على عاتقه رفاه شعبه وأمته.
يصح تسمية هؤلاء بالأبطال الصامتين، لأنهم يحدثون فرقاً جوهرياً وكبيراً في الحياة، سواء على المستوى الفردي، أو على المستوى العام والجماعي.

إن من يعمل وجل همه وغايته خدمة الناس وإحداث فرق إيجابي في حياتهم، ولا يريد جزاء ولا شكوراً، هو في الحقيقة إنسان عظيم، وتصبح كلمة «شكراً» له مالحة ولا قيمة لها. في حياتنا أناس مقربون منا، وهم أبطال صامتون، مثل الأم التي تنهض منذ الصباح الباكر لتجهيز أطفالها للذهاب إلى المدرسة، التي تعد غذاءهم ومشربهم، والأب الكادح الذي يصارع الحياة لتوفير لقمة العيش، بل حتى ذلك العامل الذي يقوم بتنظيف الشارع بكل همة وإخلاص، أيضاً الخباز الذي يوفر رغيف الخبز للناس، ولا يغش ولا يرفع أسعاره، تجدهم في رجال الأمن الذين يسهرون على أمن الناس، تجدهم في رجال الإطفاء المتوثبين المستعدين على مدار الساعة، تجدهم في الأطباء والممرضين الذين يتراكضون في أروقة أقسام الطوارئ والعناية المركزة لإنقاذ الأرواح، أو في المسعفين الذين يسرعون للاستجابة لنداء حالة تحتاج للإسعاف، وكأنهم في سباق مع الزمن، مع أنهم لا يعرفون حتى اسم المريض.

هؤلاء وغيرهم كثر أبطال صامتون تماماً في حياتنا، تمر أعمالهم الجليلة علينا دون توقف، دون تذكر، لكنهم يحدثون فرقاً عظيماً في حياتنا.
توقف قليلاً، ابتسم لهم، عبر عن امتنانك لهم، اشكرهم من أعماق قلبك.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى